أكدت مصادر تسليم السلطات اليمنية ممثلة في جهاز الأمن القومي تسليم "2" إيرانيين وصفتهما بالخبيرين من خلال فرع جهاز الأمن القومي بعدن بوساطة عُمانية بحسب قناة العربية التي أشارت إلى أن الصفقة تشمل ثلاثة إيرانيين آخرين من الحرس الثوري الإيراني, فيما أكدت مصادر خاصة لـ"أخبار اليوم" أن المتبقين خمسة إيرانيين معتقلين ضمن خلاليا تجسس، بالإضافة إلى طاقم سفينة السلاح الإيرانية "جيهان1" المنظورة أمام القضاء اليمني.

وكانت مجاميع مسلحة من جماعة أنصار الله الحوثيين قد طوقت مبنيي رئاسة جهاز الأمن القومي في العاصمة صنعاء خلال اليوميين الماضيين؛ مبنى رئاسة جهاز الأمن القومي القديم في منطقة شعوب، كما حاصرت مجاميع مسلحة أخرى للحوثي مبنى الجهاز الجديد في منطقة صرف شرق العاصمة صنعاء على طريق مأرب.

مراقبون اعتبروا الحصار الحوثي على جهاز الأمن القومي ومبانيه في العاصمة صنعاء ورقة ضغط لتيسير تنفيذ الصفقة التي قالوا إنها أبرمت قبل أكثر من أسبوعين في العاصمة العمانية مسقط ضمن لقاء جمع رئيس جهاز الأمن القومي اليمني اللواء/ علي حسن الأحمدي، ورئيس جهاز المخابرات الإيراني العميد/ قاسم سليماني، في ضيافة المخابرات السُلطانية العمانية.

إلى ذلك كشفت صحيفة القدس العربي عن صفقة سقوط العاصمة صنعاء, مشيرة إلى أن ثمة صفقة بين الرئيس/ عبد ربه منصور هادي، رئيس الجمهورية، والقيادة الإيرانية بوساطة عُمانية، ونقلت القدس العربي عن مصدر يمني مسؤول أن سلطنة عمان أشرفت على اتفاق بين وفد بعث به الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي برئاسة رئيس جهاز الأمن القومي، ووفد إيراني التقاه في مسقط لترتيب وضع البيت اليمني.

وذكر المصدر اليمني أن الوفد ضم عدداً من المقربين جداً من هادي، وأن الصفقة قضت «بتمكين الحوثيين من القرار السياسي في البلاد»، مشيراً إلى أن اقتحام صنعاء من قبل الحوثيين جاء بسبب هذا الاتفاق الذي تم بوساطة عمانية.

وبحسب القدس العربي؛ نص الاتفاق على أن توافق صنعاء على استقبال سفير إيراني، وهو ما كان اليمن يرفضه، على خلفية اتهامات لإيران بدعم الحوثيين، وزراعة خلايا تجسس في اليمن.

مضيفة: نص الاتفاق بين الوفدين على أن تضغط إيران على نائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض، حتى لا يكون له دور في تعطيل عملية التحول السياسي في البلاد. ولوحظ خلال الأيام الماضية عدم صدور أي موقف للبيض من الأحداث التي شهدها اليمن، والتي توجت بسقوط صنعاء في يد ميليشيات الحوثيين.

ولفتت القدس العربي إلى أن ما يخص الجانب السعودي، ذكر المصدر المسؤول أن الرياض «تشعر بالغضب الشديد إزاء هذه الصفقة، إلا أنه لم يعد بوسعها عمل شيء غير مباركة اتفاق السلام الذي وقعه الحوثيون والأطراف اليمنية الأخرى في القصر الجمهوري الأحد الفائت».

مؤكدة: ذكر المصدر أن الرئيس هادي أوفد مدير مكتبه قبل سقوط صنعاء بخمسة أيام إلى الرياض لشرح الاتفاق للقيادة السعودية، وتبرير الاتفاق مع الإيرانيين بأنه جاء لضرب الإخوان المسلمين في اليمن.

وأضافت القدس العربي: وأكد أن زيارة الرئيس هادي الأخيرة إلى السعودية قبل أسابيع، والتي أعقبت سقوط عمران أثمرت عن تبرع السعودية بمبلغ ثلاثة مليارات دولار لليمن وأن «700 مليون دولار منها خصصت لصيانة الطائرات الحربية اليمنية لتأهيلها لمواجهة الزحف الحوثي، وهو ما لم يتم».

وختمت القدس العربي تقريرها: ولوحظ خلال الأيام الماضية احتفاء وسائل الإعلام الإيرانية بسقوط صنعاء الذي وصفته بأنه «انتصار للثورة الإسلامية في اليمن».

إلى ذلك اضطر الكثير من الصحافيين المعارضين للتوجهات الحوثية إلى مغادرة العاصمة صنعاء أو تغيير خطهم السياسي، فيما اضطرت العديد من الوسائل الإعلامية المستقلة إلى تغيير سياستها التحريرية، بعد اقتحام مقر قناة سهيل اليمنية التابعة لرجل الأعمال حميد الأحمر ونهب محتوياتها، واعتقال طاقمها.