أحيا عشرات الآلاف من أبناء محافظة إب أمس الأول جمعة ثورية جديدة حملت شعار "جمعة الوفاء لشهداء ومناضلي ثورة 26سبتمبر".

وقد جاءت هذه الجمعة عقب إسقاط العاصمة صنعاء بأيدي مليشيات جماعة الحوثي المسلحة واستيلاءهم على أغلب المقرات الحكومية ونهب واسع للسلاح الثقيل من المعسكرات واقتحام ونهب عدد من منازل خصومهم.

وعبر أبناء المحافظة عن إدانتهم الواسعة لما تتعرض له العاصمة صنعاء وهيبة الدولة من استباحة وإسقاط لهيبة الدولة عبر تواطؤ رسمي كبير حد قولهم.

وطالب المحتجون الرئيس بمصارحة الشعب بما جرى ويجري وأن يكون عند قدر الأمانة التي حملها في الـ21 من فبراير 2012م أو ترك المجال لمن يستطيع تحمل الأمانة والمسؤولية.

وقال عدد من المحتجين للصحيفة بأن ما جرى في العاصمة ليس إسقاط من قبل مليشيات الحوثي بل تسليم وفق خطة مسبقة ومنسقة بين تلك المليشيات والنظام القائم.

وقالوا بأن الذكرى الـ52 لثورة سبتمبر تأتي هذا العام وقد تعرضت الثورة السبتمبرية لطعنات عديدة من قبل من أسموهم بالإمامين الجدد والذين يريدون استعادة السلطة عبر ما يدعونه من الحق الإلهي الذي ثار عليه الشعب في سبتمبر 1962م.

وأكد خطيب الجمعة الأستاذ عبد السلام الخديري بأن الشعب والقيادة اليمنية تعاملت بمنتهي الحكمة وفوتت فرصة المؤامرة كبيره والتي كان قد أحاكها أعداء الشعب اليمني في الخارج والداخل ومن خلالها يهدفون لإدخال الشعب اليمني في بحر من الدماء والهلاك.

وقال الخديري" بأن الشعب اليمني قد فهم وأدرك الرسالة العملية التي يوصلها النازحين السوريين والمهاجرين الصوماليين والذي قدموا إلى الأرض اليمنية نتيجة حروب الأخوة الأعداء في بلدانهم والتي ليس فيها منتصر ومهزوم بل الكل فيها مهزوم".

مؤامرة على اليمن

وأضاف الخطيب "بأن المؤامرة التي أحيكت وفق خطة محلية ودولية كبيرة ضد الشعب اليمني كفيلة الأيام القليلة القادمة بفضح كل رؤوسها ومموليها عندما يختلف هؤلاء على مصالحهم لأنهم باحثون عن مصالح شخصية لا عن مصالح الوطن والمواطن".

ودعا الخطيب الشعب اليمني إلى التحلي بمزيد من الصبر والحكمة واخذ الحيطة والحذر مما يخطط له أعداء الوطن والذين لا زالوا يبحثون عن احتراب واقتتال بين أبناء الشعب.

وطالب الخديري بتنفيذ وثيقة السلم والشراكة الوطنية وبارك هذا الاتفاق وقال بأن الاختبار له في عملية التنفيذ.

وجدد مطالبته الرئيس بتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل, داعيا كافة أبناء محافظة إب إلى رص الصفوف والتلاحم الأخوي والوطني ونبذ الخلافات الحزبية والسياسية والاجتماعية لأن الوطن يمر بمحنة عصيبة تستدعي الوحدة ونسيان الماضي والنظر بعين وقلوب موحده للمستقبل الذي ناضل شباب اليمن لأجله.

ووجه كلمة لحاملي السلاح قائلا "تذكروا حرمة الدماء واعلموا أنكم ستُسألون عنها أمام الله ، وبأن استباحة الدماء والأموال والبيوت والمؤسسات أعمال إرهابية تتنافى مع قيم الدين خصوصا وأننا في شهر الله الحرام وعلى أيام من ذكرى خطبة الوداع والتي تحدث فيها نبي الرحمة عن حرمة الدماء والأموال", مطالبا كل اليمنيين أن يستغلوا العشر المباركة من ذي الحجة في الصالحات والتسامح والتصالح كي نستطيع أن نخرج باليمن مما هو فيه حاليا.

ميثاق شرف

ورحب خطيب ساحة الحرية بإب بدعوة محافظ إب القاضي يحيى الارياني كافة المكونات السياسية والاجتماعية بمحافظة إب لوضع ميثاق شرف يجنب المحافظة أي صدامات أو نزاعات مسلحة أو نقل ما يجري في صنعاء إلى المحافظة.

وقال "بأن انحياز القاضي عبدالرحمن الإرياني ودوره الوطني في سبتمبر 1962م كان واضحاً وكبيراً وسيكون أبناء وأتباع الإرياني ممن ينحازوا للوطن وثورة سبتمبر".

وأكد الخطيب أن غالبية الجماهير اليمنية شمالاً وجنوباً ستظل وفيةً لشهداء ومناضلي ثورة 26سبتمبر و14أكتوبر واللتين أسهمتا في نقل اليمن من عصر التخلف والاستبداد والكهنوت والاستعمار إلى مرحلة جديدة من الحياة والعيش الكريم.