أكدت عدد من المكونات الجنوبية بأن تمسك مسلحي الحوثي بالسيطرة على العاصمة صنعاء يضع الجنوبيين أمام خيار الانفصال.
ودعت المكونات رئيس الجمهورية/ عبد ربه منصور هادي, للعودة إلى مدينة عدن وإعلان الانفصال واستعادة دولة الجنوب..
وقالت "إنه يجب أن يعلن حاليا الاستفاء في الجنوب عن الانفصال وتحديد المصير", مشيرة إلى أنه وفي الوقت الراهن وبعد سيطرة مليشيات الحوثي على العاصمة صنعاء بقوة السلاح سيتجه كل شعب الجنوب نحو اختيار الانفصال حتى الجنوبيين الذين كانوا يؤيدون الوحدة ويرفضون الانفصال.
وكان أنيس منصور - في حديثه لقناة الـ"BBC"- إن أعمال السلب والنهب التي تنتهجها مليشيات الحوثي بالعاصمة صنعاء جعلت الجنوبيين أمام خيار واحد هو الانفصال.
وقال" إن ما تبقى من القوى الجنوبية الوحدوية وصلت إلى قناعة حتمية في استعادة الدولة الجنوبية أو ما يعرف بالانفصال بما فيهم إصلاحيون ومؤتمريون واستدليت بما تحدث به محافظ أبين السابق الميسري"..
وأضاف منصور" كانوا يراهنون على مخرجات الحوار والأقاليم والدولة المدنية ولكنها سقطت جميعا بسقوط صنعاء بيد عصابات مليشوية وبالتالي لا حل إلا بانفصال سلس وهدوء ورعاية دولية مالم فسوف يزداد الوضع تعقيدا وستكون تداعيات خطيرة أهمها سيطرة إيران على باب المندب فلابد من قطع هذه المؤامرة بانفصال الجنوب".
وفي سياق متصل اعتبر أحمد سالم فضل- الناطق الرسمي للجبهة الوطنية لتحرير واستقلال الجنوب- خطاب زعيم الحوثيين/ عبدالملك الحوثي بشأن القضية الجنوبية, لا يعني شعب الجنوب وأنه يأتي في إطار الاستراتيجية التي يتبعها الحوثي.
وذكر فضل الحوثي بأن شعب الجنوب يطالب باستعادة أرضه ودولته المنهوبة ولا ينظر إلى خطابات الآخرين أو المشاريع المتطرفة والتي سبق وأن رفضها شعب الجنوب سابقا.
وأشار- في تصريح لـ"أخبار اليوم"- إلى أن ما قام به الحوثيون من سلب ونهب للمنازل مغاير لما يتحدثون عنه، مشيرا إلى أن عملية النهب الحوثي بصنعاء تكرار لسيناريو ما حدث في الجنوب أبان حرب 94 م، وقال إن الحوثي اجتاح صنعاء بنشوة النصر ليقوم أنصاره بنهب الممتلكات العامة والخاصة للمواطنين.
وقال إن شعب الجنوب مازال متمسكا بحقه العادل في استعادة أرضه, وإن على القوى السياسية الصاعدة للحكم بالنظام في إطار الجمهورية أو المملكة الحوثية إدراك أن شعب الجنوب سيناضل من أجل استعادة أرضه، مطالبا, النظام القادم فيما أسماها (ج.ع.ي) السعي لخلق علاقات أخوية مع شعب الجنوب.
ولفت إلى أن الخطابات المناهضة للقضية الجنوبية من أي جهة كانت لن تجدي نفعا أمام تطلعات الشعب الجنوبي, داعيا النظام القادم في صنعاء الاستفادة من الدروس السابقة والابتعاد عن الشطحات في تناوله للقضية الجنوبية, منوها إلى أن الرئيس السابق علي عبدالله صالح- والذي كان يملك القوة العسكرية والبرية والجوية والبحرية- كان يتناول القضية الجنوبية وبترفع وليس كما هو عليه اليوم.
وقال: على الحوثي- الذي أصبح اليوم يسيطر على صنعاء- أن يتخاطب مع قوى الحراك الجنوبي الفاعلة في الميدان المطالبة بالتحرير والاستقلال, إذا أراد أن يخلق تعايشا سلميا قادما بين البلدين الشقيقين وليس التخاطب مع الأشخاص الجنوبيين المتواجدين بالسلطة والذين لا يمثلون المكونات الحراك الجنوبي, داعيا المجتمع الدولي إلى مساعدة شعب الجنوب في استعادة أرضه من أجل الحفاظ على مصالحهم في الجنوب المسيطر على باب المندب وخليج عدن حتى خلج هرمز حد تعبيره.
و عزا سالم- في ختام تصريحه- الإرهاصات التي يعيشها شعب الجنوب اليوم إلى الصراعات السياسية والتي تسببت في ارتكاب الجرائم بحق الجنوبين, مؤكدا أن النضال من أجل استعادة الجنوب ليس التمسك من أجل إعادة النظام السابق (الحزب الاشتراكي) بل استعادة دولة الجنوب بكامل أراضيها من أجل ضمان ومستقبل الجيل الجديد لأبناء الجنوب التواقين للحرية والأمن والاستقرار.
من جانب ثالث شهدت مديرية المحفد بمحافظة أبين- صباح أمس- تظاهرة نظمها المجلس الأعلى للثورة واتحاد شباب الجنوب والنقابات المهنية ضمن التصعيد الثوري للمطالبة بالتحرير والاستقلال.
وفي التظاهرة- التي جابت الشارع الرئيسي بمديرية المحفد- رفع المشاركون علم الجنوب, مرددين الشعارات المطالبة باستعادة الدولة الجنوبية.
وعقب التظاهرة أقيم مهرجان ألقيت فيه عدد من الكلمات من قبل نشطاء الحراك الجنوبي, أكدت في مجملها على ضرورة رص الصفوف ومواصلة النضال السلمي, ودعت أبناء الجنوب إلى الإسراع في تشكيل لجان تنسيقية في عموم المحافظات الجنوبية بغية فرض السيطرة على المدن والمحافظات وفرض أمر واقع.
وقال نشطاء الحراك إن المرحلة الحالية مرحلة مهيأة أمام شعب الجنوب لأن يبسط سيطرته الكاملة على أراضيه, داعيين أبناء الجنوب إلى عدم النظر إلى ما سيخرج به الأطراف المتصارعة في المحافظات الشمالية بعد توقيع الاتفاق على الشراكة الوطنية والتي قالوا إنها لم تنظر إلى القضية الجنوبية باعتبارها القضية الجوهرية في امن واستقرار البلاد.
