فيما "الصماد" يغادر الاجتماع الرئاسي فور دعوة الرئيس مسلحي جماعته إلى الخروج من صنعاء وكافة المدن اليمنية..

هادي يهاجم الحوثيين ويتهمهم باحتلال العاصمة والمحافظات والجيش يساندهم في البيضاء

2014-10-27 09:23:52 أخبار اليوم/ خاص

فاجأ الرئيس هادي مستشاره السياسي عن مكوِّن جماعة الحوثي يوم أمس بدعوة جماعة الحوثي المسلحة للخروج من صنعاء وكافة المدن اليمنية وخاطب هادي الحوثيين قائلا:" انسحبوا فوراً من العاصمة والمحافظات "المحتلة" وهي المرة الأولى التي يصف هادي الوضع في العاصمة والمحافظات بالاحتلال منذ سقوط العاصمة في 21 سبتمبر الماضي, حيث ظل الرئيس صامتاً حتى يوم أمس 26 أكتوبر الجاري.

وصعد الرئيس عبد ربه منصور هادي أمس، من وقوفه ضد جماعة الحوثي بعد استيلائهم على عدد من المحافظات، واستمرارهم في الحرب ضد أبناء القبائل ومسلحي "أنصار الشريعة" برداع، في وقت تمكن الحوثيون من السيطرة على منطقة المناسح في البيضاء.

ودعا هادي جماعة الحوثي إلى إخراج مسلحيها من العاصمة صنعاء وبقية المحافظات التي سيطروا عليها خلال الفترة القليلة الماضية، مؤكداً أن القوات المسلحة والأمن هي المعنية بمحاربة الإرهاب والتصدي له ومتابعته في أي مكان وزمان لتطهير البلاد من شروره التي طالت معيشة المواطن وأمنه واستقراره .

وناقش هادي خلال ترؤسه أمس اجتماعاً ضم مجلس الدفاع الوطني وهيئة مستشاري رئيس الجمهورية، المستجدات على الساحة الوطنية وما تواجهه البلاد من تحديات على مختلف الصعد، لينقل مراسل العربية في صنعاء حمود منصر عن مصادر حضرت الاجتماع ان ممثل جماعة الحوثي غادر الاجتماع بعد دعوة هادي جماعته للخروج من صنعاء والمحافظات.

ونقل مراسل العربية أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي دعا جماعة الحوثي "أنصار الله" إلى الانسحاب الفوري من جميع المدن التي احتلوها واحترام اتفاق السلم والشراكة، كما دعا جميع القوى السياسية إلى تحمل مسئوليتها في هذا الظرف الحساس التي يمر بها البلد.

وأكد الرئيس هادي خلال اجتماع له بمجلس الدفاع الوطني وهيئة مستشاريه ورئيس الحكومة المكلف أن ما يحدث اليوم من تمدد مسلح ومواجهات دامية من قبل الحوثيين عمل لا يمكن فهمه وقبوله بعد التوقيع على الاتفاق.

واتهم هادي في اجتماع مشترك لمجلس الدفاع الأعلى والهيئة الاستشارية وبحضور رئيس الوزراء المكلف خالد بحاج بتعمد إضعاف الدولة والاعتداء على مؤسساتها الشرعية واقتحام الوزارات والشركات النفطية والتمدد المسلح في المحافظات والمديريات، واتخذوا من محاربة القاعدة ذريعة للاعتداء على الغير وتفجير حروب طائفية".

وقال هادي "إن ما تقوم به جماعة أنصار الله من انتشار مسلح في المحافظات والاعتداء على الغير أمر غير معقول وغير مقبول"- حسب العربية.

من جانبها نقلت وكالة الأنباء اليمنية سبأ تقريراً عن الاجتماع وكلمة الرئيس وقال الرئيس عبدربه منصور هادي: إن القوات المسلحة والأمن ستواصل جهودها في التصدي للأعمال الإرهابية ومحاربة الجماعات التي تقوم بأعمال إرهابية في أي منطقة من مناطق الجمهورية اليمنية .. مشيراً إلى ما حققته المؤسسة العسكرية والأمنية من أداء مهني في محاربة الإرهاب ودحره في محافظات" أبين وشبوة وحضرموت" وغيرها من المحافظات.

وأضاف هادي- خلال ترأسه أمس بدار الرئاسة اجتماعاً ضم مجلس الدفاع الوطني وهيئة مستشاري رئيس الجمهورية- أن القوات المسلحة والأمن هي المعنية بمحاربة الإرهاب والتصدي له ومتابعته في أي مكان وزمان لتطهير البلاد من شروره التي طالت معيشة المواطن وأمنه واستقراره .. داعياً كافة أفراد المجتمع إلى التعاون مع هذه الجهود باعتبار الإرهاب آفة تهدد الجميع والقضاء عليه مسئولية الدولة والمجتمع.

وقال هادي في كلمته: لقد حرصنا كل الحرص ولا نزال على تفويت فرص إراقة الدماء اليمنية الغالية دون تمييز أو تحييز وخصوصاً وأن هناك من يسعى لصب الزيت على النار وإشعال حرب أهلية من طاقة إلى طاقة ومن بيت إلى بيت ومن يريد لهذا الشعب أن لا يستقر ويسعى إلى إضعاف الدولة الضعيفة أصلا .. نعم لقد عطلوا الدولة وأجهزتها لأنهم أطرافا أساسية في نظامها السياسي وفي منظومتها الاجتماعية وهاهم اليوم يتباكون بأن الدولة ضعيفة وغائبة ويوكلون الاتهامات المختلفة لغيرهم وهم من أضعفوا الدولة من زمان.. بل وغيبوها لأهداف فئوية وانتقامية ضيقة لا علاقة لها بمطالب الشارع اليمني وأحلامه وهاهم يدخلون البلاد في مدارات جديدة من الأزمات وصراع القوى ليتمكنوا من الانقضاض على ما تبقى من السلطة واستعادة الأمجاد الزائفة.

وأوضح الرئيس هادي قائلا:" إنما يحدث اليوم من تمدد مسلح ومواجهات دامية في بعض المحافظات والمديريات من قبل أنصار الله وتحت ذرائع واهية ويافطات مختلفة عملاً لا يمكن فهمه أو قبوله بعد التوقيع على اتفاقية السلم والشراكة الوطنية .. بل إن ما حدث في صنعاء وعمران وقبلها في دماج ومؤتمر الحوار الوطني الشامل ما زال قائماً .. وهو أمر لا يمكن فهمه أو قبوله تحت أي مبرر, فشعبنا قد أثبت أنه أكثر وعياً من أن تنطلي عليه أي مبررات أو مزاعم بعد أن شاهد ما شاهده من انتهاكات لهذا الاتفاق وقبلها العديد من الاتفاقيات قبل أن يجف حبرها فكيف تحمي مصالح الناس باحتلال المدن بالحرب باقتحام ومداهمة لوزارات وشركات نفطية كيف تسمح لنفسها أي جماعة بأن تدعي ممارسة دور الدولة في بسط الأمن والاستقرار وكيف تسمح لنفسها بأن تتحدث عن سوء النوايا من بقية الأطراف وهي تتقدم عسكرياً في ظل عملية سياسية فيها العديد من الاستحقاقات المتبادلة التي لن تعالج إلا بالحوار السلمي والعمل السياسي الصادق ".

وبحسب وكالة سبأ فقد وقف الاجتماع أمام المستجدات على الساحة الوطنية وما تواجهه البلاد من تحديات على مختلف الصعد والدور المناط بالجميع لتجاوزها للنهوض بالبلد إلى المستوى الذي يطمح إليه أبناء الشعب اليمني وحقهم في وطن موحد قائم على العدالة والمساواة يسود فيه الأمن والاستقرار.

وفي الاجتماع دعا الرئيس الجميع إلى العمل بروح الفريق الواحد وتحمل المسئولية كل من موقعه أفراداً وأحزاباً ومكونات باعتبار الكل مسئول أمام الله مسئولية أخلاقية ووطنية تفرض على الجميع تناسي خلافات الماضي ونتوءاته خاصة في هذه المرحلة الدقيقة والحاسمة من تاريخ الشعب اليمني.

وتطرق رئيس الجمهورية إلى المحطات والمنعطفات التي مرت بها اليمن خاصة خلال الفترة الأخيرة وبالتحديد منذ عام 2011م وتداعياتها التي أوصلت البلاد إلى مرحلة حرجة تعطلت خلالها مسيرة البناء والتنمية.

وقال الرئيس " إن المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية كانت بمثابة فرصة حقيقية لإخراج البلد من أتون أزمة كادت أن توصل البلاد إلى حرب أهلية تقضي على الأخضر واليابس وذلك بتهيئة الأجواء لعقد مؤتمر الحوار الوطني الشامل والذي لم يستثني أحد من مكونات المجتمع اليمني في ظل أجواء من الحرية وسقف عال للحوار طرح فيه الجميع كل ما يرونه من رؤى سواء للواقع الذي تعيشه البلد أو لمعالجتها وتجاوزها".. لافتاً إلى الأهمية القصوى لمخرجات الحوار الوطني الشامل كونها تعالج مختلف قضايا البلاد وفي الوقت نفسه تمثل خارطة طريق لبناء دولة يمنية حديثة مبينة على الشراكة والمساواة والحكم الرشيد.

وتناول الرئيس عبد ربه منصور هادي الجهود التي تمت حتى اليوم وصولاً لتوقيع اتفاق السلم والشراكة الوطنية لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل .. مشيراً إلى أن اتفاق السلم والشراكة الوطنية جاء نتيجة حرص الجميع على تجاوز تلك الصعوبات والمحطات الكارثية التي اعترضت مسار تنفيذ مخرجات الحوار وهو ما يتطلب الالتزام بكافة بنود الاتفاق وتنفيذها التنفيذ الكامل والدقيق بعيداً عن الانتقائية لإخراج البلد إلى بر الأمان.

وحث الرئيس مختلف الأطراف على العمل مع رئيس الوزراء المكلف لسرعة تشكيل الحكومة وفقاً للآليات المتفق عليها لتكون حكومة كفاءات وطنية تعزز الشراكة وتسهم في تهيئة الأجواء لاستكمال بناء اليمن الحديث الذي ننشده جميعاً.

وعلى صعيد متصل وصل إلى صنعاء أمس المبعوث الأممي جمال بنعمر في زيارته الرابعة والثلاثين لليمن منذ تولي مهمته منتصف العام 2011 وقال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومستشاره الخاص لشئون اليمن جمال بنعمر إن التسريع في تنفيذ اتفاق السلم والشراكة الوطنية، في اليمن يعد السبيل الأمثل للمضي قدماً في التغيير السلمي الذي يصون أمن البلاد واستقرارها.

وأوضح المبعوث الأممي في تصريح أدلى به لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) عقب وصوله مساء امس إلى صنعاء أنه سيلتقي خلال الزيارة بالأخ الرئيس عبدربه منصور هادي، ورئيس الحكومة المكلف خالد بحاح, بالإضافة إلى القادة السياسيين من كل الأطياف السياسية.

وتابع قائلا :" سأعمل مع كل الأطراف بغية التسريع في تنفيذ اتفاق السلم والشراكة الوطنية، باعتبار ذلك يعد السبيل الأمثل للمضي قدماً في التغيير السلمي الذي يصون أمن البلاد واستقرارها".

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد