اكد عدم إطاحة الحوثيين بهادي كونه رهينتهم وخيارهم الأمثل..

المودع: الحوثي يسعى لابتلاع الدولة ومؤتمر مشايخه فرقعة إعلامية للبحث عن شرعية مفقودة

2014-11-01 12:20:49 أخبار اليوم/ خاص

قلّل الكاتب والمحلل السياسي عبدالناصر المودع من أهمية المؤتمر الذي عقدته جماعة الحوثي يوم أمس الجمعة، والذي أسمته "لقاء وجهاء وحكماء وعقال اليمن", حيث أعتبر هذا اللقاء بمثابة فرقعة إعلامية لن يكون لها أي أثر بعد انعقاده.

وأضاف في تصريح لصحيفة "أخبار اليوم"، أن الحوثيين يبحثون عن غطاء شعبي لما أسماه، بانقلابهم على العملية السياسية في اليمن، وهو الانقلاب الذي يعاني من هشاشة في شرعيته، كونه تم عبر استخدام السلاح وبتواطؤ من السلطة القائمة، والسلطة السابقة، ولهذا فإن الحوثيين يحاولون البحث عن أي مظهر، مهما كان زائفاً، يمنحهم الغطاء الشعبي لما قاموا ويقومون به.

وأشار المودع إلى أن من حضر هذا المؤتمر معظمهم من الحوثيين الأصليين يضاف لهم بعض الحوثيين "التايوان"- على حد وصفه-، ووجود هؤلاء لن يمنح الحوثي أي شرعية تذكر، فالحوثيون الأصليون ولاؤهم للحوثي تحصيل حاصل- حسب تعبيره، مضيفا: أما المتحوثون فإنهم حضروا بدافع الخوف أو رغبة في الحصول على عطايا من الحوثي، وهؤلاء مستعدون لحضور أي مؤتمر لمناهضي الحوثي قد يعقد في المستقبل، لنفس الأسباب التي حضروا بها مؤتمر الحوثي.

وفي تعليقه على ما ذُكر داخل المؤتمر من مهلة لمدة عشرة أيام للرئيس هادي ليشكل حكومة أو أنهم سيشكلون حكومة بدلاً عنه، فقد قلّل المودع من أهمية هذه التصريحات، لافتاً إلى أن الرئيس هادي يتصرف الآن وكأنه رهينة للحوثيين أو متواطؤ معهم، فكل تصرفاته تخدم الحوثيين، حتى وأن بدرت منه تصريحات عكس ذلك، فهذه التصريحات-وفقا للمودع- ليست موجهة ضد الحوثيين، ولكنها تأتي كمحاولة من الرئيس هادي للتغطية على تحالفاته مع الحوثيين، ورسائل للعالم الخارجي الذي يطالبه باتخاذ مواقف حازمة ضدهم.

وأضاف بأن الرئيس هادي ووزير دفاعه، هم الخيار الأمثل للحوثيين، ولهذا فإنهم لن يقوموا باستبدالهم بمجلس عسكري أو غيره، فبقاء الوضع على ما هو عليه هو أفضل للحوثي من إخراج هادي من السلطة والحلول محله. فوجود هادي في الرئاسة يمنحهم الغطاء السياسي الذي يحتاجونه، خاصة وأن هادي ووزير دفاعه، يقومان سراً وعلانية بتمكين الحوثي من السيطرة على الدولة اليمنية، على الأقل في المناطق الشمالية، كما أنهما إلى جانب المبعوث الأممي جمال بن عمر يقومون بالتغطية على انقلاب الحوثي، عبر ما يسمى وثيقة السلم والشراكة، من خلال التسويق لهذه الوثيقة واعتبارها الخيار الوحيد والممكن لليمن.

ولهذا كله يقول المودع بأن المنطق يقول بأن الحوثيين سيستمرون بالمحافظة على هادي في منصبه، إلا في حال غدر بهم بشكل واضح، كما غدر بحلفائه السابقين؛ الرئيس السابق صالح ، واللواء علي محسن. ففي هذه الحالة قد يُقْدم الحوثيون على الإطاحة بهادي، رغم أن عمل كهذا سيضر الحوثيين كثيراً- حسب ما يعتقد المودع.

وعن إعلان المؤتمر تشكيل لجان ثورية في مختلف المحافظات، قال المودع بأن هذا الإعلان هو تحصيل حاصل لما يقوم به الحوثيون في المناطق التي يسيطرون عليها، فهذه اللجان ليست سوى أداة من أدوات ابتلاع مؤسسات الدولة والتحكم بها، وقد قصد الحوثي من خلال تمرير هذا الموضوع عبر المؤتمر, الإيحاء بأن هناك مطالب شعبية لأن تسيطر مليشياته على الدولة اليمنية، وهو أمر غير صحيح, فهذه المليشيات- التي يسميها الحوثيون باللجان الثورية- ينظر لها الجميع، باستثناء الحوثيين، على أنها وسيلة من وسائل الحوثيين للاستفراد بالحكم وابتلاع الدولة.

وعن تشكيل لجنة جنوبية شمالية لحل القضية الجنوبية، والتي، وردت في البيان الذي صدر عن المؤتمر، قال المودع، بأن لا هذه اللجنة ولا لجان الرئيس صالح الذي كان يشكلها، ولا حتى لجان مؤتمر الحوار ستغير من موضوع الجنوب في شيء، فلجان كهذه تفتقر المشروعية القانونية والسياسية التي تجعلها تدعي بأنها تمثل الجنوب أو الشمال، فهي في الأول والأخير لجان سيشكلها الحوثي، وستأتمر بأمره ولن يكون لها أي قيمة قانونية أو سياسية- حد تعبيره المودع.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد