تُواصِل مليشيات الحوثي المسلحة بمحافظة إب سيطرتها وتمدُّدها وسط صمتٍ وتواطؤ رسمي كبير وغياب دور القضاء والأمن ولم تكتفِ مليشيات الحوثي بما قامت وتقوم به منذ غزوها المحافظة ، بل تؤكد ممارساتها اليومية مصادرتها أي رأي مخالف لها وتقوم بتكميم الأفواه المعارضة لها حتى وإن كانوا شباباً عُزَّلَ لا يحملون سوى الورود والهُتافات..

احتجاجات شبابية

نفَّذ ناشطون وحقوقيون وعددٌ من شباب ثورة الـ11 من فبراير 2011م صباح أمس السبت وقفة احتجاجية في محافظة إب هي الثانية من نوعها للمطالبة بخروج المليشيات المسلحة من المدينة, وببسط نفوذ الدولة واستعادة الأجهزة الرسمية والأمنية لدورها. وقال عدد من الشباب المحتجون بأن عدداً من أطقم الأمن, التي صارت بحوزة مسلحي جماعة الحوثي وكان على متنها عشرات المسلحين الحوثيين, طوَّقوا الوقفة الاحتجاجية التي أُقيمت بجولة العدين وسط المدينة بعد أن وصلوا مدججين بأسلحتهم المختلفة وعلى ظهر أطقم مسلحة كانت تُقلهم.

اختطاف

وقد احتجز الحوثيون ــ وفقاً للمصادرــ الناشط والقيادي في الحزب الناصري عبدالوهاب القادري، قبل أن يُفرجوا عنه بعد ساعة من الاحتجاز. وحمَّلوا وزارتي الدفاع والداخلية مسؤولية إيقاف توسُّع وانتشار الميليشيات الحوثية، كما حمَّلوا قيادة السلطة المحلية بالمحافظة مسؤولية إخلال ميليشيات الحوثي بالأمن، رافعين لافتاتٍ تطالب بسرعة إخلاء الميليشيات وبسط سلطة الدولة. وعبَّر عددٌ من أبناء المحافظة وناشطيها عن إدانتهم الشديدة لاختطاف القادري ومحاولة تكميم الأفواه وإسكات المعارضين والمناوئين لجماعة الحوثي التي تفرض سيطرتها على محافظة إب منذ قُرابة شهر وسط صمتٍ رسمي كبير.

إطلاق نار

وأفادت مصادر مطلعة لـ" أخبار اليوم" أن عناصر مسلحة تابعة لجماعة الحوثي قامت بإطلاق النار على منزل أمين عبود مدير مديرية حبيش لممارسة الضغوط عليه لتمرير صرف مبالغ مالية غير قانونية. وقال بيان صادر عن المكتب التنفيذي للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري فرع إب إنه وقف أمام ما تعرَّض له عضوا التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري أمين عبود مدير مديرية حبيش من إطلاق النار على منزله لممارسة الضغوط عليه لتمرير صرف مبالغ مالية غير قانونية ، وكذلك الأخ/ عبد الوهاب القادري من اختطاف من قبل مسلحين تابعين للحوثيين أثناء مشاركته في الوقفة الاحتجاجية المُطالبة بخروج المسلحين من المحافظة ومن ثم إطلاقه بعد ساعات من اختطافه.

وأدان فرع التنظيم, في بيانه- حصلت أخبار اليوم على نسخة منه- كل تلك الممارسات الخارجة عن النظام والقانون واستخدام العنف المادي والمعنوي ضد أعضائه, مؤكداً أنها لن تثنيه وأعضاءه عن ممارسة دورهم الوطني المشرف الرافض لكل أشكال الخروج عن الدولة والنظام والقانون. وطالَب السلطة المحلية للقيام بواجباتها الدستورية والقانونية بحماية المواطنين من التعسُّف والظلم ، وموظفيها من الابتزاز والاعتداء عليهم. كما أهاب بجميع ابناء المحافظة الوقوف صفاً واحداً وبالوسائل السلمية المشروعة في وجه كل من يريد أن يمارس الظلم والابتزاز وأن يحل محل الدولة.

اقتحام مقر المؤتمر

وبحسب المصادر فقد اقتحمت مليشيات الحوثي المسلحة مساء يوم أمس مقر المؤتمر الشعبي العام بمديرية مذيخرة بمحافظة إب بعد أن وصلت مليشيات الحوثي قبل أيام إلى مركز المديرية دون أي مقاومة تُذكر أو تواجد لجنود وادارة أمن المديرية. وقد قال قيادي في حزب المؤتمر بمديرية مذيخرة بأن مسلحين حوثيين اقتحموا مقر الحزب في المديرية عنوةً ونهبوا وثائقه وحطَّموا بعض الأثاث.

وذكرت مصادر محلية بأن المسلحين اقتحموا المقر بتواطوءٍ من مالك المنزل الموالي لهم بحجة عدم دفع الإيجار وهو ما نفاه القيادي المؤتمري الذي فضَّل عدم الإفصاح عن اسمه. واستنكر القيادي في المؤتمر الاقتحام ووصف ذلك بالتعدِّي على الممتلكات الخاصة، وقال :كان الأولى بهم أن يُشعرونا بذلك قبل الاقتحام حتى وإن كانت تبريراتهم فيها حق كما يدَّعون فأي مستأجر يتم إنذاره وإعطاؤه مهلةً للخروج. وطالب جماعة الحوثيين بالاعتذار الرسمي للحزب وإعادة الوثائق المنهوبة من مقر الحزب في المديرية.