بعد 54 عاماً من الاستقلال النوفمبري..

ماذا سيقرر أبناء الجنوب بشأن إخوانهم الشماليين؟!

2014-11-30 12:46:00 تقرير/ فهمان الطيار

العام 1967م كان الوقت قد آن لرحيل آخر جندي بريطاني من مستعمرة عدن.. ويوم الـ30 من نوفمبر وقف ذلك الجندي البريطاني أمام السارية لإنزال علم الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس ليرتفع مكانه علم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية..

بذلك تم إعلان هذا اليوم عيداً وطنياً لاستقلال الجنوب اليمني من جحيم المستعمر الذي كانت أولى شرارات ثورته في وجه المحتل عشية الـ(14) من أكتوبر1963م من على جبال ردفان..

على مدى أكثر من نصف قرن ظل كل اليمنيين يحتفلون بهذا الحدث قبل وبعد الوحدة العام 1990م.. وهم يفخرون بنضالات الشعب الذي التحم في كلا الشطرين في سبيل ثوراتهم التحررية.. إذ كان لأبناء المحافظات الشمالية دورهم البارز والمساند في خلاص إخوانهم في الجنوب اليمني من المستعمر البريطاني، مثلما كان لأبناء المحافظات الجنوبية دور مماثل في إنجاح الثورة السبتمبرية شمال اليمن..

في الذكرى الـ 54 لعيد الاستقلال يبدو احتفال الجنوب اليمني مغايراً بطبيعة الحال.. وهم يُصفِّرون عدّاد رحيل أبناء المحافظات الشمالية من المحافظات الجنوبية.. كحراك مطلبي انفجر اعتصاماً مفتوحاً في الرابع عشر من أكتوبر2014م, والمكان: ساحة العروض بخور مكسر عدن، حيث ينتصب عدّاد ما يسمى ترحيل أبناء المحافظات الشمالية من الجنوب اليمني..


يحتشدُ إخواننا في الجنوب في ساحة العروض بعدن "ساحة الاعتصام" منذ الـ"14" من أكتوبر, مطالبين بفك الارتباط معتبرين هذا اليوم الـ"30" من نوفمبر، موعدا أخير لتسليم جميع المؤسسات العسكرية والأمنية المدنية لمنتسبيها من أبناء المحافظات الجنوبية وفق خطط تصعيدية تم التوافق عليها بحسب مصادر بتنفيذ عصيان مدني شامل في محافظة عدن وبقية المحافظات الجنوبية في اليمن، لشل الحركة كليًا في جميع المرافق والمؤسسات الحيوية، بالإضافة إلى تشكيل لجان شعبية مسلحة تقوم بحماية المحافظات من مسلحين مفترضين من القاعدة أو الحوثيين، والبدء بترسيم الحدود التي كانت تفصل دولتي اليمن قبل العام، 1990م مع نشر مسلحي اللجان في هذه المعابر الحدودية..

اليوم تاريخ عظيم ومجيد ، اليوم هي الذكرى السابعة والأربعين لعيد الاستقلال من الاستعمار البريطاني 30 نوفمبر، هذه اليوم تستمد عظمتها ومجدها من الثورة السبتمبرية (26سبتمبر 1962م و14أكتوبر 1963م)..

 صفحات مملؤة بالتضحيات قدمها الرجال الأشاوس الأبطال لـ "فداء الوطن"، هو يوم تُستمدُ من النضال الشعبي المتصاعد يومئذ ضد نظامي حكم الأئمة الرجعي المتخلف الاستعمار البريطاني اللذين تدهور بهما الوطن اليمني أرضاً وإنساناً وعاش في ظلهما اشد أنواع العنف والقسوة واشنع ضروب الرجعية والتخلف..

لنجد الواقع حكاية ، وحديث الأخرين حكاية أخرى ، والآراء تتعدد تارة تتفق وتارة أخرى تختلف، سيما "الحل" هو الذي يبقى يتأرجح بين وسائل الإعلام ، وفي الشارع ، وبين ذاك وذاك، يكاد المستقبل مجهولاً على "كف عفريت"..

 كالعادة "أخبار اليوم" اقتحمت ستار المجهول، لتعرف الواقع إلى أين يؤول من خلال اللقاء مع العديد من القيادات والشخصيات البارزة ، وتجميع آراء العديد من الأطراف.. فإليكم التفاصيل:

الشيخ بن شعيب:

لن نستنسخ طريقة الحوثيين في الجنوب لإسقاط المدن والمؤسسات الحكومية

أكدت الهيئة الاشرافية للاعتصام السلمي في ساحة العروض بمدينة خور مكسر أن اعتصامهم سيظل سلمياً ولن ينجروا إلى العنف وان عملية إسقاط المؤسسات الحكومية والسيطرة عليها سيتم بطرق سلمية وعبر النقابات والاتحادات العمالية.

وقال رئيس الهيئة الاشرافية الشيخ بن شعيب انهم سيستمرون في النظام السلمي حتى وان فشلوا المرة والأخرى يواصلون وبطرق سلمية لكنهم قد يدافعون في حال تعرضت مناطقهم وأملاكهم وكرامتهم لأي محاولة من محاولات الاعتداء من أي طرف كان.

مشيرا انهم لن يستنسخوا طريقة الحوثيين في إسقاط المدن أو المؤسسات الحكومية بالطرق السلمية لكنهم قد يواجهون بطرقهم الخاصة الحوثيين اذا ما فكر بدخول الجنوب معتبرين أن مشروعهم يختلف عن مشروع الحوثيين الإمامي والسلالي وقال لن نستنسخ ما فعله الحوثيين في صنعاء.

مؤكداً وجود تواصلات مع أطراف إقليمية ودولية.

 كما هاجم الأصوات التي اطلقت تهديدات: بان الثلاثين من نوفمبر هو آخر وجود للجيش وأبناء الشمال، معتبراً هذا الكلام هراءً وخيالياً، نافياً أن يكون هذا صادر عن المعتصمين، وإنما كان صادراً عن اللجنة التحضيرية لمليونية أكتوبر وبعض الأطراف السياسية ولم يكن له علاقة بالمعتصمين.

الربيزي: الحديث عن طرد الشماليين يعني المتنفذين وناهبي أرض الجنوب وليس المواطن

يقول المسؤول الإعلامي لمكتب نائب رئيس دولة الوحدة علي سالم البيض/ الفاضل أحمد" تمرُ علينا الذكرى الـ(47) ليوم الجلاء من الاستعمار البريطاني في 30 نوفمبر 2014م، والحراك الثوري الجنوبي في قمة تصعيده الثوري السلمي بعد أن أتخذ الاعتصام المفتوح كأسلوب جديد وأرقى للعمل الثوري وحدد فترة لهذا الاعتصام بأن ينتقل بعد مليونية ( يوم 30 نوفمبر) لتصعيد جديد تدريجي ولم يحددها كفترة لانتصار الثورة أو أنتهى الثورة كما يروج البعض للأسف الشديد .. وشعب الجنوب منذ انطلاقة ثورة السلمية في 2007م مضي ويمضي في ثورته المباركة بسياسة النفس الطويل - أن جاز التعبير- ولكن ذلك قد لا ينفع في كل الأوقات في حال طال تعنت نظام صنعاء ودول الوصاية في عدم تعاطيها مع ثوار الجنوب المطالبين بحقهم في استعادة أرضهم والسيادة عليها ..

واعتبر الاعتصام المفتوح بأنه ولدً حراك سياسي إعلامي اجتماعي غير مسبوق وقد حقق نتائج مهمة جدا منها على سبيل المثال وليس الحصر التقاربات والحوارات الجادة بين المكونات الجنوبية والتي وصلت إلى تفاهمات ما كان لها أن تحصل لو لا الضغط الجماهير في الاعتصام المفتوح هذا في الشأن الداخلي أما في ما يخص التعاطي الخارجي سوى كان سياسي أو إعلامي فقد حقق هذا الاعتصام المفتوح نتائج سياسية مهمة ستظهرها الأيام القليلة القادمة كما أستطاع أن يكسر التعتيم الإعلامي المفروض على فعاليات الحراك السلمي .

يتطرق الربيزي إلى موقفهم تجاه المواطنين البسطاء من أبناء الشمال بالقول" عندما نتحدث عن طرد المحتلين فأننا نعني بدرجة رئيسية المتنفذين وناهبي أرض الجنوب وكل من يقف ضد حق شعب الجنوب في تحرير أرضه والسيادة عليها أما موقفنا من مواطني الجمهورية العربية اليمنية فعلى من يتشكك في مواقفنا الإنسانية تجاه الناس البسطاء عليه الذهاب إلى ساحاتنا المفتوحة ليشاهد بأم عينه الباعة المتجولين وهم بيننا يبيعون بضائعهم بسلام ،وهذا ليس من اليوم فحسب بل منذ انطلاقة حراكنا الثوري وهم متواجدين في اعتصاماتنا كمصدر رزق لهم ولا نبالغ أن قلنا انهم يبيعون للثوار أعلاماً ورايات دولة الجنوب دون أن يمسهم أحد"..

يتابع" لهذا نادينا الأخوة في صنعاء منذ البداية إلى مراعاة الحفاظ على وشائج الأخوة والمصالح المشتركة بين مواطني الدولتين والمسارعة في تلبية مطالب الجنوبيين في تقرير مصيرهم وبناء دولتهم المستقلة وهو حق مكفول ضمنته الشرائع الدولية وأي تعامي أو مكابرة من قبل الاحتلال سيولد الأحقاد التي لا نتمناها جميعا .

بخصوص علاقات بعض المكونات في الحراك مع أطراف دولية رحب الربيزي بأي علاقة خارجية لأي مكون من مكونات الجنوبية السلمية واشترط أن تكون لمصلحة ما اسماه الثورة الجنوبية, مؤكداً ثقته الكبيرة أن هذه العلاقة إنْ وجدت فعلاً ستكرس لمصلحة الثورة الجنوبية ورفض أي علاقة لا تخدم الجنوب..

وأضاف" من ناحية أخرى من حقنا في الجنوب أن نبني علاقات استراتيجية مع أي دولة تدعم ثورتنا في سبيل انتصارها كما من حق أي دولة أن تضمن لها علاقة مستقبلية استراتيجية مع دولة الجنوب القادمة - أن شاء الله - وفي أدبيات كل مكونات الثورة الجنوبية ما يشبه توافق - ولله الحمد - على شكل الدولة وسياساتها الداخلية والخارجية القائمة على احترام المصالح المتبادلة مع الأشقاء والأصدقاء في العالم مع الحفاظ على عدم التدخل في شئون كل طرف".

وقال" عندما تهتف الجماهير الجنوبية الثائرة باستعادة دولة (الجنوب) فالقصد ليست الدولة التي كان يحكمها الحزب الاشتراكي وليست الدولة التي كانت قبل استقلال الجنوب من بريطانيا (دولة اتحاد الجنوب العربي الفيدرالي) التي ضمت 18 سلطنة وولاية وأمارة فحتى من ينادون اليوم بالجنوب العربي لا يقصدون دولة (الاتحاد) بل يعنوا كل أراضي جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية (اليمن الديمقراطي) وكذلك من ينادون باستعادة دولة اليمن الجنوبي لا يعني أنهم ينادوا بدولة الحزب الاشتراكي..

ويتابع" ومن هنا الكل مجمع على أن الدولة الجنوبية القادمة هي دولة جديدة على حدودها التي كانت حتى إعلان الوحدة مع الجمهورية العربية اليمنية عام (1990م) وأي أمور خلافية حول التسمية أو الهوية أو العلم أو النشيد ستكون خاضعة مستقبلا للاستفتاء بعد استقلال الجنوب ومن هنا أضعها ملاحظة هامة بأن القضايا المصيرية مستقبلا ستخضع لرأي الشعب ولن يُغيب مرة أخرى"..

ويختتم الربيزي بالقول" كل مكونات الثورة الجنوبية تضع ثقتها في اللجنة الإشرافية والتي أعلنت البرنامج التصعيدي ونشرته لوسائل الإعلام وكلنا كقيادات ونشطاء وثوار جنوبيين في الساحات وفي المكونات ملتزمين له وسنمضي مع هذا البرنامج التصعيدي حتى وان كانت لنا بعض التحفظات عليه .


أمين عام اتحاد شباب الجنوب:

سلبيات النظام التراكمية وتطورات الأحداث بصنعاء أفرزت دعوات الاستقلال

يقول منصور زيد أمين عام اتحاد شباب الجنوب‏‏ و‏‏تحرير الجنــوب لـ"أخبار اليوم": هذا العام يختلف عما سبقه وذلك للتطورات التي حدثت مؤخرا في صنعاء والموقف الخارجي وخاصة بعد فشل مخرجات الحوار واتفاق الشراكة بين اطراف النظام واللجوء للسلاح لفرض امر واقع للسيطرة على القرار والسلطة..

 ويضيف" بالنسبة لنا شعب الجنوب هناك ثورة شعبية جاءت لتراكمات أحدثها النظام القائم على الجنوب ليكون العام ٢٠٠٧م عام انطلاق الثورة التحررية الجنوبية من اجل التحرير والاستقلال وإقامة دولة الجنوب المستقلة وبالتالي استمر النضال والتصعيد وكان الـ"14 أكتوبر" هذا العام انطلاقه جديدة من النضال الثوري عبر إقامة الاعتصام المفتوح والتصعيد مستمر وليس مرتبط بتاريخ وثورتنا مستمرة حتى تحقيق هدفها ويوم (30 نوفمبر) سيكون يوم تدخل فيه الثورة الجنوبية مرحلة متقدمة من النضال والتصعيد الميداني والسياسي والدبلوماسي والنقابي والإعلامي الذي سيجعل الشمال والمجتمع الدولي على احترام إرادة شعب الجنوب في استقلال دولته ..

ينتقل أمين عام أتحاد الجنوب زيد بالحديث حول التدخل الدولي ليقول" لا احد يخفي طبيعة الصراع الإقليمي في المنطقة العربية ومنها دولتنا الجنوب فكل من ايران والسعودية مصالح يريد كل طرف يفرض أجندته وحساباته وهذا امر طبيعي في السياسة العالمية القائمة على المصالح وبالتالي ستكون هناك تدخلات من الجانبين ولكن شعب الجنوب يدرك ذلك ونضاله واضح المعالم ورؤيته النضالية واضحة وترفض أن تكون ثورتنا محل صراع ومهما بلغت حجم التحديات الإقليمية إلا أن شعب الجنوب لن يسمح أن يكون الجنوب ساحة صراع لأي طرف من يقف مع ثورتنا وإرادة شعبنا دون تدخل وفرض شروطه نحن نحترمه ونقدر دوره..

وبخصوص أبناء المحافظات الشمالية ومصيرهم يتابع زيد" نحن ثورتنا التحررية الجنوبية خرجت لرفض سلوك وثقافة دخيله على الجنوب والتي عانينا منها طويلا ومنها الظلم والذل والنهب وكثير فكيف بنا أن نقبل أن نمارسها على المواطن المسكين أي كان نحن صراعنا مع المحتل ومن يقف معه وبالتالي ندعو المواطن في "ج ع ي" أن لا يناصر القوى التي تحتل الجنوب والمواطن هو شقيق لنا ولن تكون علاقتنا بهم إلا علاقة جوار ولهم احترامهم وحقوقهم محفوظة..

من جانب آخر يتطرق زيد إلى التباين والاختلاف قائلاً" التباين شيء طبيعي المهم أن شعب الجنوب متفق ومتوحد على هدف التحرير والاستقلال والعمل على بناء دولته الجنوبية ومتفق أن الجنوب العربي هوية وليس نظام سياسي ومتفق على أن دولة الجنوب القادمة اسم وعلم وعمله سيتم الاستفتاء عليها بعد الاستقلال وبالتالي لا يؤثر الأمر في التباينات البسيطة فالاهم هو التحرر وبعدها يترك لشعب الجنوب تقرير مصيره بشان الاسم والعلم وبقية الأمور..

ويختتم زيد حديثه" ساحة الاعتصام وحدت كل التوجهات والآليات النضالية وكل الفصائل التحررية مشاركة في الهيئة الاشرافية للاعتصام النقابات والمكونات تسير وفق خطة تصعيدية واحدة وان وجد آراء متباينة إلا أن الجميع متفقون بشان التصعيد ومراحله وأشكال.


ما بعد 30 نوفمبر

لاتزال ساحة العروض بمحافظة عدن تشهد حشد متواصل لعشرات الآلاف من أبناء الجنوب منذ الـ14 من أكتوبر الماضي.. اعتصام مفتوح دعت اليه ما يسمى مكونات الثورة السلمية في أكتوبر الماضي..

إضافة إلى الفعاليات التي تشهدها منصة الساحة، وقوافل الدعم الغذائي التي مازالت تتوافد كل يوم من المناطق الجنوبية وانضمام العديد من المؤسسات والمنشآت الحكومية إلى ساحة الاعتصام يطالبون بفك الارتباط واستقلال دولة الجنوب السابقة متخذين من هذه التظاهرات السلمية وسيلة للتعبير عن مطالبهم والوصول إلى أهدافهم.

وأكدت مصادر في الحراك الجنوبي أن المحافظات الجنوبية خلال الأيام المقبلة ستشهد عصيانا مدنيا شاملاً يشمل جميع المرافق الحكومية وغير الحكومية بما فيها المدارس والجامعات إضافة إلى خطوات تصعيدية أخرى سيتم الكشف عنها لاحقا..

وقد تكون أشد إزعاجاً كما جاء في البيان في حال عدم الاستجابة لمطالبهم. وقال القيادي في الحراك الجنوبي أحمد محمد بامعلم على وسائل الإعلام إن المرحلة المقبلة " ما بعد 30 نوفمبر " ستشهد تصعيداً من نوع أخر يختلف عما مضى ستساهم في إخراج قوات النظام اليمني من دولة الجنوب والاعتراف بها وعودتها للخارطة".

اختلاف حاصل

وفي سياق أخر شهدت الأيام الماضية من الشهر الجاري تناقضات بين القيادات الجنوبية ومنها مغادرة عبد الرحمن الجفري إلى السعودية دون أي تصريحات كالعادة في ظل المعلومات التي تروي أنه تم استدعائه لأشياء لم تعرف ، أو تحت ضغط أمريكا على السعودية ، أو أن هناك ترتيباً لأمور لا تتوافق مع ترتيبات أنصار البيض.

وأشار محسن بن فريد العولقي إلى أن هناك جهوداً تبذل لتقريب وجهات النظر ، والتوافق على خيار الاستقلال وقيام دولة الجنوب العربي الاتحادية الفيدرالية الجديدة كاملة السيادة على كل أرض الجنوب، وليس استعادة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية السابقة وفك ارتباط جنوب وشمال اليمن.

الدكتور ناصر الخبجي اعتبر بأن يوم الـ(30) من نوفمبر لن تكون الموعد الأخير للثورة الجنوبية, داعياً كافة القيادات على توعية الثوار والشارع الجنوبي في كيفية التصعيد وعدم القول بأن يوم (30) نوفمبر أخر موعد.

الموقف الدولي

لنتطرق إلى الموقف الدولي الذي مازال غائماً ومقلقاً في ظل عدم اتفاق قيادات الجنوب على كيفية بناء ووضع أسس دولة الجنوب المقبلة ، وكل واحد من القيادات له خبر وشأن ، وقد لاحظ كثير من وفود الدول العربية والأجنبية التي زارت عدن لفترات سابقة حيث لاحظوا عند اجتماعهم مع أي مكون يضع من الأفكار عكس ما يضع المكون الآخر.

صراع محتمل

نظراً للموقع الاستراتيجي الهام للجنوب ، بما يشمل باب المندب وخليج عدن ، وكذلك تأمين خطوط سير سفنهم في البحر العربي والبحر الأحمر ، بالإضافة إلى الثروة النفطية ، واستثماراتهم العملاقة .. لذلك السؤال المطروح هل سوف تضمن دولة الجنوب المراد إقامتها أمنها واستقرارها ، والسيادة التامة على الممرات الدولية؟.

رغم وجود أطراف إقليمية تسعى لبسط النفوذ والسيطرة ، من خلال فصائل في الجنوب كل طرف إقليمي يسعى في دعم فصيل ، ولا شك أن صراعاً قوياً في قيد الاحتمال إن حصل انفصال ، وقد يستأثر طرف ما على الآخر ، لنفرض أيران قد تتجاوز السعودية ، في حين أن السعودية لن ترضى بذلك ، ومثل هذه الأمور تضل هاجساً مقلق يراود الجميع ، فإذا لم تتفق القيادات الجنوبية على ماهية الدول التي يجب أن تنال الدعم فسيظل الموقف الإقليمي والدولي لصالح الوحدة.


أماكن ملتهبة في ذاكرة التحرر

كلما مرت ذكرى الاستقلال تستحضر ذاكرة اليمنيين تلك الأماكن والمحلات التاريخية التي كان لها بصماتها الوطنية في إحداث العمل التحرري والنضالي ومثلت أماكن تجمع للثوار ضد حكم الاحتلال الإنجليزي في المحافظات الجنوبية والتي مثلت مراكز تجمع للثوار والمناضلين ولن يُمحى أسمائها وستضل حافلة بالشروق في أذهان الكثيرين ممن عاشوا لحظات المد الثوري..

من تلك الأمكنة التي لاح ذكرها كل الأرجاء "مقهى الشجرة".. في الشيخ عثمان يتربع هذا المعلم.. ليكن مع هذا الاسم وقفة إجلال لِمَ حمل في جنباته من تاريخ عدن النضالي والإبداعي والإنساني.. وشكل بصمة فارقة ترتلها الألسن على مر الزمان .. أرتاده الأدباء والسياسيون والشعراء ومن كل شرائح المجتمع..

كان للمقهى دور مؤثر في دعم حركة الثوار ضد الاستعمار في عدن .. من حيث مساهمته في دعم الثوار بالمال لشراء السلاح وتقديم المأوى لهم والمشرب والمأكل بالإضافة إلى إخفاء الثوار والتستر عليهم وتغيير ملامحهم وهيئتهم والذي لم ينتهي عند هذا الحد وحسب بل تعدى ذلك إلى تجنيد البعض ممن يعمل فيه من المناضلين يتوزعون على الجبهات المختلفة التي تعمل ضد الاستعمار فكانوا يشكلون استطلاعا متقدما مهمته رصد قوات الاحتلال المتواجدة في الشرطة حتى سقط منه شهداء.

لم يكن "مقهى الشجرة" وحده من وضع بصمته التاريخية ، فهناك الكثير من الأماكن والمحلات التاريخية التي كان لها دور العمل التحرري والنضالي كـ"مكتبة الشيباني" و "مطعم زكو" و "مسجد الهاشمي" و "فندق التلال الملتهبة" التي شمرت ووضعت أثرها النضالي في شتى الجوانب ثقافياَ، سياسياً، أدبياً، فنياً، رياضياَ ..

كذلك المواقع والساحات التي لعبت وكان لها دوراَ بارزاً ومساهمتها بطرق مختلفة في الوقفة النضالية الوطنية ضد الاحتلال البريطاني والتواجد الأجنبي بالإضافة إلى مواقع عديدة في مدينة كريتر حيث كانت محلاً لالتقاء الثوار والمناضلين ومثلت مراكز إشعاع ومقر قيادات للخلايا الفدائية، ولحشد الجماهير وتوزيع المنشورات المناوئة للاحتلال..

وكانت هذه الأماكن مراكز الانطلاق للإسهام الفاعل في حركة الكفاح المسلح ودعم وإسناد الثوار التواقين للحرية والاستقلال الوطني وإذكاء الروح الثورية وسط الجماهير حتى تحقق ذلك بانتصار إرادة الشعب لحريته وكرامته بدحر ورحيل آخر جندي بريطاني من أرض اليمن الطاهرة في الـ30 من نوفمبر 1967م.

ولن ينسى التاريخ الحركة الثورية والكفاح المسلح والعمل النضالي الذي خاضه أبناء هذا الشعب اليمني في أقسى ظروفه الصعبة وفي سبيل الخلاص من ربق الاحتلال من قبل الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس..

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد