هناك أخبار ليست جيدة تأتي من مدينة مأرب، حيث تجري الترتيبات لاستدعاء مالك مؤسسة الشموع الصحفية ورئيس تحرير صحيفة "أخبار اليوم"، الزميل سيف محمد الحاضري إلى محاكمة أمام المحكمة الجزائية.
الحيثيات التي اطلعت عليها من الزميل سيف لا تبرر ما يتم الترتيب له، إذ يجري على ما يبدو توظيف تهم غير متماسكة، ليبدو خيار محاكمته أمام محكمة مختصة بجرائم الإرهاب إجراء طبيعياً.
عُرف عن الحاضري شجاعته في النقد السياسي الموضوعي والمسؤول وبالتوظيف الخلاق للقلم من أجل الانتصار للقضايا الوطنية ومناهضة الانقلاب. وقد دفع بسبب ذلك أثماناً باهظة من مقدراته ومن حرية العمل في بيئة آمنة ومستقرة، واضطراره إلى التنقل بمؤسسته وإصداراته ومطابعه من صنعاء إلى عدن قبل أن يستقر أخيراً في مأرب.
ولا أظن أن ما يتعرض له اليوم زميلنا الحاضري إلا أنه يأتي ضمن توجه لاستهدافه واستهداف قلمه وخطه الوطني ونهجه الصادق، وهو لعمري مثلبة لا نرضاها للقضاء وخطأ يتعين التراجع عنه على الفور.
مدينة مأرب يا قادة الشرعية وقضاتها ورجالها، مدينة مكتظة بالناس وبالحياة ومعادلة العيش في هذه المدينة تقتضي قدراً كبيراً من الانضباط، من قبل الجميع، ويجب أن يبقى القضاء حارساً نزيهاً للحريات ولحياة الناس ومقدراتهم.
إننا معنيون بحماية حرية الصحافة، وإنه لمن المزعج أن يتعرض الكتاب والصحفيون للضغوط التي تحد من قدرتهم على العمل في بيئة حرة ونظيفة..
أقول ذلك لأنه لا يستطيع أي منصف وأي إنسان معني بمعركة استعادة الدولة أن ينكر الدور الريادي الذي أدته وتؤديه مؤسسة الشموع وصحيفة "أخبار اليوم" التي ظلت تعمل دون كلل وبإمكانيات ذاتية لتوفر منبراً صحفياً وطنياً وحراً في الوقت الذي فقد المناضلين على خط استعادة الدولة المنابر الصحفية، وطغت المنابر المناهضة للدولة والجمهورية والوحدة.