نظمت حركة "رفض" وشباب الدولة المدنية بتعز صباح ـ أمس السبت ـ وقفة احتجاجية وسلسلة بشرية بشارع جمال ـ وسط المدينة ـ شارك فيها المئات رفضاً لهيمنة الميليشيات المسلحة وسيطرتها على مؤسسات الدولة خارج إطار القانون, وندد المحتجون بانهيار منظومة الأمن في المحافظات وتنامي ظاهرة الاغتيالات والتفجيرات الجماعية والاعتقالات واقتحام المؤسسات الحكومية والخاصة, وأدان المشاركون بالوقفة ما وصفوها بالجريمة الإرهابية النكراء التي استهدفت الطلاب المتقدمين للالتحاق بكلية الشرطة وعزا المحتجون أسباب تلك الجريمة وسابقاتها إلى غياب الدولة وضعف قيادات السلطة رئاسة وحكومة وانهيار منظومة الجيش والأمن في البلد. كما أبدوا رفضهم واستنكارهم للتعيينات الرئاسية الأخيرة التي تقضي بتعيين من قالوا بأنهم أشخاص ضالعين في ارتكاب جرائم قتل وفساد وتثبت خيانتهم للوطن.
وأكدت حركة "رفض" في بيان لها رفضها لقرارات التعيينات تلك جملة وتفصيلاً، وقالت بأنها قرارات لا ينبغي السكوت عنها أو تقبلها باعتبارها خيانة وطنية ومحاولة لسرقة حلم اليمنيين بدولتهم المدنية والالتفاف على الثورة ومخرجات الحوار الوطني, وطالبت "رفض" بضرورة استعادة هيبة الدولة وبسط نفوذها وكذلك استعادة ما تم نهبه من ممتلكات عسكرية ومدنية , وأشارت إلى رفض أي اتفاقات سياسية مع الميليشيات المسلحة ما لم تفضِ إلى نزع السلاح والتحول إلى حزب سياسي مدني, وطالبت" رفض" بإيجاد تحقيق شفاف حول جرائم استهداف الأبرياء والكشف عن منفذي عملية كلية الشرطة داعية الجميع إلى الاستمرار في رفض كل ما يقوض مشروع الدولة المدنية.
وفي سياق الرفض طالب عدد من الناشطين والناشطات أمس السبت بصنعاء في مسيرتهم بإخراج مليشيا الحوثي من العاصمة والمدن الأخرى .
كما طالبوا بإسقاط النظام ورحيل الرئيس هادي على خلفية ما آلت إليه البلد من وضع متدهور ومخيف وتقصيره في أداء مهامه الدستورية، واستعادة هيبة الدولة وإنهاء سيطرة المليشيات على العاصمة صنعاء والمدن الأخرى ومنعها من التمدد إلى محافظات جديده . مستنكرين اقتحام معسكرات الجيش والأمن ونهب السلاح من قبل المليشيا المسلحة ورفض دمج الميليشيات المسلحة في الجيش والأمن واقتحام منازل المواطنين بدون وجه حق .
وقد انطلقت المسيرة إلى أمام كلية الشرطة مروراً بشارع الزبيري وجسر الصداقة، كما وضعت أكاليل من الورد على جدار الكلية المليء بشظايا الحادث والذي راح ضحيته 37طالب جامعي 66 جريح الأسبوع الماضي .
وفي محافظة إب نظم أبناء إب مسيرة ووقفة احتجاجية حاشدة رفضاً لتواجد المليشيات والعنف والإرهاب.
وانطلقوا من ساحة خليج الحرية وانطلقوا بمسيرة حاشدة باتجاه شارع تعز وجولة الصوفي، مروراً بشارع المحافظة وحتى أمام بوابة المحافظة. فيما نفذ المتظاهرون وقفة احتجاجية أمام بوابة المحافظة للمطالبة ببسط نفوذ الدولة واخراج المليشيات المسلحة من المحافظة .
وطالب المتظاهرون السلطات المحلية بسرعة كشف الجناة في جريمة المركز الثقافي في 31 ديسمبر 2014م وانزال أقسى العقوبات بحقهم. معبرين عن إدانتهم للعنف والإرهاب، الذي يستهدف الحياة العامة والمدنية لأبناء المحافظة واليمن ككل.
كما أدان المتظاهرون الأعمال الإرهابية التي استهدفت المدنيين في المركز الثقافي وكلية الشرطة بصنعاء مطالبين الرئيس والحكومة بوضع حد للانفلات الأمني ومنع الجرائم الإرهابية.
وطالبوا الحكومة والرئيس بتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني. مؤكدين رفضهم لسيطرة المليشيات المسلحة على محافظة إب المحافظة المدنية والمسالمة وبسط نفوذ الدولة على كامل الأرض الأمنية وإنهاء حالة الثنائية الحاكمة بين السلطة والمليشيا المسلحة.
و شارك في المسيرة العقيد عبدالله الحنوم مدير أمن مديرية الظهار الجديد بمدينة إب الذي عبر عن رفضه لحالة تغيب مؤسسة الجيش والأمن في الظرف الراهن وطالب الرئيس بشجاعة باستعادة مهام الدولة المخطوفة.
كما أكد المشاركون في المسيرة على استمرار فعالياتهم السلمية لخلق ما أسموه وعي مجتمعي يرفض تغيب الدولة وإسقاط كافة الرهانات الرامية لإحلال الخراب والدمار في الوطن.. وقد حاولت مليشيات الحوثي عبر أشخاص مجهولين إثناء المشاركين عن المسيرة بحجة أن هناك أحزمة ناسفة إلا أن المسيرة استمرت وتجاهلت تحذيرات المجهولين الذين كانوا يريدون للمسيرة عدم الانطلاق والمشاركة.
