الكونجرس الأميركي: استيلاء ميليشيا الحوثي على اليمن ضربة خطيرة لأمننا القومي

2015-02-08 14:13:44 أخبار اليوم/ ترجمة خاصة

ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية أن المتمردين الشيعة في اليمن تحركوا لتعزيز السيطرة الكاملة على قيادة البلاد، معلنين يوم الجمعة عن حل البرلمان والتخطيط لتشكيل سلطة انتقالية لإدارة البلاد الذي يعاني من صراعات ويستضيف فرع قوي للقاعدة.. هذه التحركات الواسعة جاءت في أعقاب هجوم المتمردين الحوثيين الشهر الماضي على القصر الرئاسي مما اجبر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وحكومته على تقديم الاستقالة.

 وكان هادي حليفا رئيسيا في حملة الغارات الأميركية بطائرات بدون طيار ضد القاعدة في شبه الجزيرة العربية.

ورأت الصحيفة أن بيان المتمردين الذي أذاعوه عبر التلفزيون يلقي مزيدا من الشكوك حول تعاون اليمن مع واشنطن في عمليات مكافحة الإرهاب، بما في ذلك برنامج الطائرات بدون طيار، والذي لا يحظى بشعبية كبيرة بين اليمنيين لكنه استمر خلال الاضطرابات الأخيرة.

 وقال البيت الأبيض يوم الجمعة إنه "قلق للغاية" من إعلان المتمردين، واصفا تحركاتهم بأنها تنتهك الاتفاق الذي تصيغه الأمم المتحدة في سبيل تحقيق الاستقرار في البلاد.

 الحوثيون هم خصوم لتنظيم القاعدة. وقد خاض المتمردون اشتباكات مع القاعدة في شبه الجزيرة العربية بعد اقتحام العاصمة اليمنية صنعاء في سبتمبر الماضي واندفعوا تدريجيا نحو الجنوب.

 ويوم الخميس، أعلنت القاعدة في شبه الجزيرة العربية أن أحد كبار زعمائها، حارث النظاري قُتل في غارة بطائرة بدون طيار الشهر الماضي.

 وقالت الصحيفة: إن اتخاذ المتمردين مزيدا من الخطوات لتوطيد سلطتهم من المحتمل أن تدق أجراس الإنذار في البلدان العربية المجاورة أيضا، خصوصا السعودية التي تعتبر الحوثيين وكلاء لإيران الشيعية، وهو اتهام ينفيه الحوثيون بحجة أنهم حركة يمنية.

 وفي واشنطن، قال النائب إدوارد رويس- رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي- إن إيران تلعب "دورا مدمرا على نحو متزايد" في المنطقة، وحث إدارة أوباما على "تستوعب ذلك".

 وقال رويس: "هذا الاستيلاء على اليمن من قبل ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران هي ضربة خطيرة جدا لأمننا القومي. إيران تسعى إلى ترسيخ قبضتها على المنطقة، وسفارتنا مغلقة، والقاعدة لديها مساحة أكبر لإدارة عملياتها".

 المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية قالت يوم الجمعة إن الولايات المتحدة لا تزال تعترف بهادي رئيسا لليمن وفيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، "نحن مستمرون في العمل مع قوات الأمن اليمنية".

 في الشهر الماضي، حاصر الحوثيون الرئيس اليمني ومسؤولين آخرين في حكومته ووضعوهم قيد الإقامة الجبرية.

 المتمردون أعلنوا يوم الجمعة عن حل البرلمان اليمني وتشكيل بدلا عنه مجلسا وطنيا مكونا من 551 عضوا لإدارة البلاد لمدة عامين.

 وقالوا إن هذا المجلس سينتخب مجلس رئاسي من خمسة أعضاء يمهد الطريق لانتخابات برلمانية ورئاسية في المستقبل.

 البعض رفض على الفور إعلان الحوثي، مما يشير إلى مزيد من الشقاق في البلد الأكثر فقرا في العالم العربي.

 وقال أحمد محمد عثمان، أحد الشخصيات البارزة في مدينة تعز حيث تزداد المشاعر المعادية للحوثيين: "هذا الإعلان ليس له أساس ويمثل جانبا واحدا فقط. إنه لا يتحدث عن اليمن وليس شرعيا وليس قانونيا أيضا".

 وتظهر عملية تشكيل السلطة الانتقالية أن الإشراف عليها بالكامل سيكون على عاتق المتمردين الحوثيين.

 اللجنة الثورية للحوثيين- التي عينت نفسها- ستختار أعضاء المجلس الانتقالي. وهذه اللجنة، التي هي ذراع المخابرات لحركة الحوثي، يديرها أحد أقارب زعيم المتمردين الحوثيين عبدالملك الحوثي.

 عضو المجلس السياسي للحوثيين محمد البخيتي قال إن قرار جماعته "رسالة واضحة للمجتمع الدولي بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لليمن، وأعتقد أنه من حقنا السيادي".

 متحدثا عبر الهاتف، قال البخيتي إن جماعات غير محددة كانت تهدد اليمن بـ"الفوضى". وقال إنه بسبب هذا التهديد، اضطر الثوار إلى حل البرلمان وتشكيل حكومة انتقالية.

 وتم الإعلان عن هذا القرار يوم الجمعة في القصر الرئاسي في صنعاء، وبدا إنه يلقى قبولا من منافسين واضحين منهم وزيري الدفاع والداخلية السابقين حيث حضرا فعالية الإعلان.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
صحفي من تهامة يروي تفاصيل مرعبة لعملية اختطافه وتعذيبه ولحظة مهاجمة الحوثيين لمنزله بالأطقم العسكرية

بينما كنت أمسح رأس طفلي، كانت أصوات المليشيات الحوثية تتردد في أرجاء منزلي الكائن في السلخانة الشرقية، بمديرية الحالي، في يوم 13 نوفمبر 2018. في سردٍ مأساوي مليء بالقهر والألم، يستعرض محمد علي الجنيد، تلك اللحظة الفارقة ال مشاهدة المزيد