الشرف والنزاهة والوطنية حد الصميم أساس لمعظم الأفلام الهندية، ونحن دائما نسمي أفلامهم "بالخرط الهندي" لما فيها من عظمة المبالغ.
قبل أيام قليلة شاهدت فيلم هندي يتحدث عن قائد وطني شريف ونزيه ويسعى من أجل وطنه، فقد جاء في الفيلم التالي:
"ذلك القائد كان يعمل في القوات البحرية وبعدها قدمت لهم صفقة لنقل حاملات طائرات من بريطانيا عن طريق رجل أعمال هندي.. المهم ذهب ذلك القائد الشريف لفحص حاملة الطائرات فوجدها مخالفة للمواصفات المطلوبة، وقتها ذهب إلى قائد القوات البحرية وأخبره بالأمر، فما وجد منه إلا تكليف رجل الأعمال بتقديم رشوة بما يقارب مليون روبية بغرض إتمام تلك الصفقة، وقتها رفض ذلك القائد الرشوة ولم يصمت، ليذهب بعدها إلى وزير الدفاع لينقل له كل ما يدور من أجل تلك الصفقة.. لكنه وجد وزير الدفاع أحد المنسقين والمتفقين مع رجل الأعمال في الصفقة، حيث حاول الوزير إغراء القائد بمبلغ ٢ مليون روبية مقابل سكوته عن تلك الصفقة، لكن القائد الشريف لم يقبل بذلك وأصر على موقفه، وظل يحارب وحيدا من أجل الوطن والجميع...في مقابل ذلك يحيك له المؤامرات والمصائب، جزاء وطنيته، لكن بعد كل ما جرى كان النصر لذلك الوطني الشريف ".
هنا في هذا الفيلم بالذات أجد تجسيدا لعظمة قضية نضال والدي الشهيد المغدور/محمد الجرادي الذي لم يبالغ في شرفه ونزاهته والذي كان يحمل في حنايا قلبه حب عظيم وكبير لوطنه، فقد قدم الكثير والكثير من أجل وطنه وضحى ب الغالي والنفيس فداء لليمن.
المهم في آخر الأمر وجدت شبها كبيرا في شخصية وهيبة هذه القصة لوالدي الحبيب، ولكن رغم كل ما قدم من أجل وطنه لم يجد من قيادات ومسؤولي الشرعية حتى أبسط الأمور لإنصاف قضيته والانتقام من قاتليه، ف قضية الغدر التي حدثت له لم تكن مجرد صدفة كما قال البعض، ولكن كانت مؤامرة مدبرة لأعوام مديدة، ولم تدبر في عشية وضحاها، ف الأمن إلى اللحظة يتنصل بطريقة أو بأخرى في إلقاء القبض على القتلة المزعومين.. والعرادة المكلف من قبل القيادة بحل قضية والدي والاهتمام ب أسرته وتقديم المساعدات لهم إلى اللحظة لم يلتقي ب أسرة الشهيد، رغم أن القضية ليست من البارحة، بل قد مر عليها سنتين.. فلم يتبقى على ذكرى استشهاده سوى بضعة أيام فقط، ولكن رغم كل ذلك إلا أننا نجد إهمال واضح من قبل القيادات .
"في الأخير أقول لكل القيادات والمسؤولين: ماطلوا وتهربوا كما شئتم ولكن في الأخير سينقلب السحر على الساحر وسيكون النصر لدماء الشهيد ورفيقه وجميع من قتلوا غدرا داخل مأرب نصر من الله وسيكون الانتقام شديد في أنفسكم وأولادكم وجل ماتملكون".
بقلم الأستاذة/ جمعة محمد علي الجرادي ابنة الشهيد المغدور اللواء الركن/ محمد علي أحمد الجرادي مستشار وزير الدفاع الذي اغتيل غدرا في مدينة مأرب هو ومرافقه الشخصي الشهيد/ طارق مفرح بتاريخ 8 نوفمبر من عام 2022م.