;
د.ياسين سعيد نعمان
د.ياسين سعيد نعمان

نحن والانتخابات الأمريكية 246

2024-11-10 01:39:05

يشهد العالم أحداثاً هامة، ينقسم العالم إزاءها بين مؤيد ومعارض، ومتحفظ ومتفائل، وخائف ومبتهج.

أكثر هذه الأحداث أهمية واهتماماً هي الانتخابات الرئاسية الأمريكية. كل هذا على الرغم من أن التجربة الطويلة تقول إن ما تفرزه هذه الانتخابات لم يسبق لها أن أحدثت تغييراً يذكر في السياسة الدولية تجعل المتفائلين يمضون في تفاؤلهم إلى النهاية، أو تبقى المتشائمين على حالهم حتى موعد الانتخابات القادمة.

السياسة الخارجية الأمريكية تقوم من وجهة نظري على أربعة أعمدة رئيسية لا ينفع ولا يضر معها التفاؤل أو التشاؤم:

١-يأتي التفوق التكنولوجي على رأس الأهداف الرئيسية لأي إدارة أمريكية سواءً كانت جمهورية أو ديمقراطية.

وهي لذلك تسعى وتعمل على بقائها متفوقة ولو بقوة السلاح، لأن أي تخطٍ لقدرتها التكنولوجية يغير معادلة مصادر القوة رأساً على عقب.

shape3

وهي مسألة لن تسمح بها، وربما كانت سبباً في حروب عالمية جديدة، لا يهم مصدر هذا التفوق، وربما كان للصين نفس الحساب، ولكنه حساب مختلف يدخل فيما يطلق عليه الصراع الوجودي، وهو يجعل التفوق هنا أكثر حساسية. ويرتبط بالتفوق التكنولوجي، التفوق العسكري والاقتصادي.

٢-العلاقات الاستراتيجية مع أوروبا وإسرائيل. كل الإدارات المتعاقبة ترى أن أمنها الاستراتيجي مرتبط ارتباطاً قوياً بأمن هذه البلدان، بما في ذلك تعزيز حلف الناتو، على عكس الموقف من الاتحاد الأوروبي، الذي ترى أمريكا، وخاصة بعد انهيار الاتحاد السوفييتي أنه لم يعد له من وظيفة أساسية، وأنه إنما يُعَد لأن يقول "لا" في وجه أمريكا عند الضرورة. من هنا فإن هذه العلاقة الاستراتيجية لا تتأثر بالتغيير الذي تحدثه الانتخابات، على الرغم من الملاحظات التي تبديها بعض الإدارات على أداء حلف الناتو، أو سياسات بعض بلدان الاتحاد الأوروبي، غير أن ذلك لا يؤثر البتة في هذه العلاقة الإستراتيجية. ومع إسرائيل يبدو الأمر أكثر ثباتاً وتنافساً، ولذلك فإن العلاقة معها تعد من الثوابت التي لا يمكن أن يتم الرهان على تغيرها بأي حال من الأحوال.

٣- الحفاظ على نفوذ صارم وقوي في المحيط الهادي الذي يعد الحرم الرئيسي للأمن الاستراتيجي لها وخاصة مع اليابان، وكوريا الجنوبية والفلبين واستراليا، ويدخل ضمن هذه المنظومة تايوان في مواجهة الصين. وتايوان بات اليوم بمثابة استعراض ساعدين قويين على طاولة رخوة يخشى معها من انهيار الطاولة.

٤-أما العمود الرابع، والذي يعتبر العرب جزءاً منه، وهو الحفاظ على الدولار كأداة تداول ودفع رئيسي في التجارة الدولية، بما في ذلك التمسك بعلاقة دفع قيمة البترول المصدر إلى كل أنحاء العالم بالدولار، أو ما يسمى بالبترودولار، ولذلك يعتبر الصراع في هذه الدائرة مع أمريكا من الصراعات التي تحسب حسابها بمعيار النفوذ بمفهومه المركب، ولا تختلف بشأنها أي ادارة حاكمة سواء كانت ديمقراطية أم جمهورية.

هذه هي الأعمدة الأربعة التي تقوم عليها السياسة الخارجية الأمريكية، وما عداها يتحرك ذهاباً وإياباً حسب ما تمليه مصالحها.

الناخب الأمريكي يدرك هذه الحقيقة ، وتراه لا يتحدث عنها كثيراً إلا حينما يتعلق الأمر بمصادر القوة التي تجعله متفوقا في حياته المعيشية ، ومصدر إلهام ب"الحلم" الأمريكي ، ولذلك فإن على الرئيس المنتخب أن يضع في اعتباره أن الإنفاق على الأساطيل الضخمة وحاملات الطائرات التي تجوب العالم يجب أن ينعكس في بقاء أمريكا قوة اقتصادية وتكنولوجية وسياسية ، توفر الرخاء والأمن لهذا الناخب الذي يتجاوز بسهولة الانقسام الداخلي ، أياً كانت دوافعه ، لكن لن يقبل أن يقودها رئيس إلى أن يصبح بلدهم رقم اثنين في التكنولوجيا .

تفاعل اليمنيون، مثل غيرهم من الأمم، مع الانتخابات الأمريكية هذا العام، وكان الاتجاه الذي تحرك نحوه التفاعل اليمني عامة محكوم بموقف الادارة الديمقراطية الذي حكمته للأسف عيوب كثيرة في فهم المشكلة اليمنية ودور إيران في تسويق مشروعها الخطير في المنطقة.

ويقوم الأمل اليوم على تفهم الإدارة الأمريكية المنتخبة للدور الذي تلعبه إيران في جر اليمن إلى حروبها الخاصة بمشروعها، غير أنه لا يمكن أن نفصل هذه المسألة عما نكون قد أعددنا له من تحرك على كافة الأصعدة لتكون المبادرة في أيدينا، فهذا بلدنا الذي لن ينقذه من هذه الورطة إلا إرادتنا، وفي إطارها سيتفهم الأشقاء والعالم قيمة ومعنى الدعم الذي ننتظره.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد