أكد عبدالملك المخلافي- القيادي في التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، وعضو الهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ مخرجات الحوار في اليمن- أن خروج هادي من العاصمة صنعاء إلى عدن قد دفن الانقلاب الحوثي الذي ولد ميتا ومرفوضا من غالبية الشعب اليمني والقوى السياسية الأساسية والتيارات المدنية والشعبية والقبلية.
مبديا اعتقاده بأن قيادة الانقلابيون في وضع صعب, فهم لا يجدون أي تأييد أو اعتراف خارجي أو داخلي ولا شعبي ولا سياسي، وهم عارون لا توجد لديهم أي شرعية إلا شرعية القوة التي يمتلكونها ويسيطرون بها على أجزاء من اليمن منها العاصمة صنعاء.
وأكد المخلافي- في تصريح خاص لصحيفة «الشبيبة» العمانية - أن هذا الوضع الإنقلابي الشاذ لن يستمر طويلا خاصة إذا اتخذت إجراءات سريعة من اجل إعادة لملمة جهاز الدولة ومؤسسات الدولة حول الرئيس هادي في العاصمة المؤقتة عدن.
ويرى المخلافي- وهو الأمين العام الحالي للمؤتمر القومي العربي- أن من بين هذه الإجراءات سرعة عقد اجتماع هيئات الدولة مثل مجلس النواب والشورى والسلطة المحلية على مستوى المحافظات كاملة او المحافظات الرافضة للانقلاب والتي لا يسيطر عليها.. واتخاذ اجراءات لملمة القوات المسلحة في تلك المحافظات خاصة التي أبدت استعدادها الالتزام بالشرعية، ونقل الحوار خارج صنعاء من اجل وصول هذا الحوار إلى استكمال خارطة الطريق التي بدأت بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني.
وأكد ممارسة الحكومة عملها في عدن وقال" لهذا فإن الانقلابين يحاولون منع انتقال الوزراء إلى عدن وقد بدأت اجراءات المنع يوم الاثنين حين تم منع وزير التجارة والصناعة من السفر عبر المطار أو السفر براً وإعادته إلى صنعاء, لكن بحسب معلوماتي هناك تدفق من الوزراء إلى عدن والرئيس هادي سيرأس اجتماع الحكومة إذا ظل رئيس الوزراء تحت الإقامة الجبرية وسيكلف من سيقوم بأعمال الوزراء الذين هم رهن الإقامة الجبرية في صنعاء. مشيراً إلى أن هذه المجموعة من الإجراءات ستعيد الشرعية وأجهزة الدولة مع الرئيس هادي للواجهة والعمل، خاصة في ظل المباركة الدولية لعودة الشرعية.
خياران لا ثالث لهما
وأكد المخلافي أنه في حال تم اتخاذ هذه الاجراءات سيجد الانقلابيون انفسهم أمام خيارين لا ثالث لهما، الاول يكمن في الاعتراف بالواقع الجديد ويحاولوا أن يبحثوا لهم عن دور جديد في اطار حوار وطني حقيقي ينشئ شراكة حقيقية وليس شراكة القوة والغلبة. واما انهم سيواجهون العزلة التامة ومن ثم الانقلاب تدريجياً لان المواطنين الذين يخرجون في اغلب المحافظات بما فيها الخاضعة لسيطرة الحوثيين والعاصمة صنعاء إحداها، لن يسمحوا باستمرار هذا الوضع لفترة أطول.
وحول ما إذا كان الرئيس هادي قد اتخذ مثل هذه الاجراءات قال المخلافي" اعتقد انه هناك جدول أعمال لدى لأخ الرئيس يتم الترتيب له خلال هذا الاسبوع وسيبدأ باجتماعه مع محافظي المحافظات وتحديد موعد اجتماع الهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ مخرجات الحوار، بالإضافة إلى ترأسه لاجتماع رئاسة الوزراء", مشيرا إلى إمكانية عقد اجتماع الوزراء بمن حضر لأن البقية قد منعوا من السفر، مشدداً على ضرورة عقد اجتماع للحكومة.
واستبعد المخلافي قيام جماعة الحوثي بمحاولة حجز الموارد المالية عن المحافظات التي ترفض الانقلاب والخضوع لسيطرة الحوثيين؛ حيث أشار إلى أنه قد يتم التخوف او التخويف من أن بإمكان الانقلابين منع الموارد المالية عن المحافظات رغم إن الانقلابين لا يمتلكون الأمر الأساسي في هذه القضية؛ حيث يرى القيادي الناصري أن معظم هذه الموارد تأتي من النفط والمحافظات الأخرى، إلى المركز ثم يتم توزيعها إلى المحافظات، مضيفاً: وإذا ارتكب الانقلابيون مثل هذه الحماقات مثل توقيف المرتبات والمستحقات المالية للمحافظات فبالإمكان إيقاف تدفق الأموال إلى المركز وبالتالي يتم إعادة تحويلها إلى عدن. مؤكداً إن هذا الأمر لا يخيف الدولة والشرعية وإنما يخيف الانقلابين.
