الناصري والإصلاح يرفضان الحوار حول المجلس الرئاسي ويعتبرانه غطاءً سياسياً للحوثيين..

مصدر دبلوماسي: سفراء الخليج ابلغوا دولهم امتعاضهم من بن عمر

2015-03-11 15:47:13 أخبار اليوم/ خاص

لم تحقق المفاوضات الجارية بين الأطراف اليمنية بالعاصمة صنعاء بإشراف المبعوث الأممي, لم تحقق أي تقدم يُذكَر، خاصة بعد أن تقدم الرئيس اليمني/ عبد ربه منصور هادي - الذي غادر العاصمة صنعاء إلى محافظة عدن جنوبي البلاد - باشتراطات تتضمن ضرورة نقل المفاوضات إلى أيَّة مدينة آمنة غير العاصمة صنعاء، أو إلى مقر مجلس التعاون الخليجي بالعاصمة السعودية الرياض، وهو ما قوبل بالرفض من جانب جماعة الحوثي.

وتجري المفاوضات بفندق موفنبيك بصنعاء برعاية المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر الذي يبدو أنه زاد من تعقيدات الأزمة اليمنية، سيما فيما يخص موضوع نقل جلسات الحوار والرئاسة اليمنية التي أكد الحزب الناصري أن لا مبرر لمناقشتها واعتبر الإصرار على مناقشتها يشرعن للانقلاب الحوثي ويؤكد أن الحوار يجري تحت سقف بيان الانقلاب "الإعلان الدستوري"..

وفيما له صلة بنقل جلسات الحوار, طالبت الرئاسة اليمنية, جمال بن عمر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن بضرورة الالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي بشأن نقل جلسات الحوار بين الأطراف السياسية إلى خارج العاصمة صنعاء، التي يسيطر عليها مسلحو جماعة الحوثي، منذ شهر سبتمبر الماضي.

وأكد مصدر مسؤول في الرئاسة اليمنية - في بيان صحافي أمس – أكد على ضرورة الالتزام بما تضمنه قرار مجلس الأمن بتحديد مكان لعقد جلسات الحوار بين الأطراف السياسية، وبما تم الاتفاق عليه بين المبعوث الأممي والرئيس اليمني/ عبد ربه منصور هادي, خلال زيارته إلى محافظة عدن.

وقال المصدر "إن الزيارةَ الأخيرة للمبعوث الأممي إلى مدينة عدن ولقاءَه بالرئيس هادي جاءا بناء على قرار مجلس الأمن الأخير، الذي كَلَّف المبعوث الأممي باختيار مكان مناسب وآمن للحوار بين جميع الأطراف السياسية في البلاد"، مضيفا إن أي قرارات أو اتفاقات خارج القرار الدولي والاتفاق الرئاسي "تعد غير شرعية".

وطالب المصدر الرئاسي, المبعوث الأممي, بسرعة تنفيذ قرار مجلس الأمن الأخير وعدم مناقشة أيَّة قضايا أخرى، إلا وفق جدول الأعمال الذي سيتم التوافق عليه، والاتفاق على المكان أو المقر الجديد للحوار.

وقال المصدر إن السيد جمال بنعمر أكد للرئيس هادي- أثناء لقائه في عدن- أنه سيعود إلى صنعاء ليعمل على تنفيذ قرار مجلس الأمن الواضح والصريح بنقل الحوار إلى مكان آخر وفقا للصلاحيات الممنوحة والتي جاءت أيضا في قرار مجلس الأمن الدولي الأخير.

وطالب المصدر مستشار الأمين العام للأمم المتحدة السيد جمال بنعمر بسرعة تنفيذ قرار مجلس الأمن الأخير وعدم مناقشة أي قضايا أخرى إلا وفق جدول الأعمال الذي سيتم بالتوافق عليه والاتفاق على المكان أو المقر الجديد للحوار وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي.

وكانت المملكة العربية السعودية أعلنت الأحد، ترحيبها واستجابتها لطلب الرئيس عبد ربه منصور هادي بعقد مؤتمر تحضره كافة الأطياف السياسية اليمنية الراغبين بالمحافظة على أمن واستقرار اليمن، تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي بمدينة الرياض.

وقالت وكالة الأنباء السعودية "واس" إن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، قال: نقبل رغبة فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي في نقل الحوار إلى الرياض، إلى إخوانه قادة دول مجلس التعاون، وأن دول المجلس أبدت ترحيبها واستجابتها لطلب فخامة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بعقد المؤتمر تحت مظلة مجلس التعاون بالرياض، وأن تتولى أمانة المجلس وضع كافة الترتيبات اللازمة لذلك.

وكانت جماعة الحوثي قد رفضت على لسان عدد من قادتها يوم أمس الأول نقل الحوار إلى العاصمة السعودية الرياض. وكان الرئيس عبدربه منصور هادي قاد طالب دول مجلس التعاون الخليجي بنقل الحوار إلى السعودية في رسالة وجهها هادي لقادة مجلس التعاون الخليجي. وهو ما وافقت عليه دول الخليج العربي.

وفي الغضون أكد التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري رفضه فتح نقاش بشأن رئاسة الجمهورية التي قال إنه مشغول برئيس معترف بشرعيته من قبل أطراف المفاوضات وعلى المستوى الداخلي والإقليمي والدولي.

وأشار - في رسالة للمبعوث الأممي لدى اليمن جمال بنعمر - إن موقفه «ليس تحيزا أو دفاعا عن الرئيس هادي، وإنما تنطلق من احترامه وتمسكه بالشرعية الدستورية والتوافقية بصرف النظر عن الشخص الشاغر لموقع الرئاسة».

وقال: لا يوجد مبرر لفتح نقاش بشان رئاسة الجمهورية، معتبرا الإصرار على مناقشة موضوع رئاسة الجمهورية لشغله بمجلس رئاسة وكذلك النقاش حول مجلس وطني من (551)عضوا إنما يعني أن الحوار يجري تحت سقف ما يسمى الإعلان الدستوري الانقلابي الذي أدانه مجلس الأمن ولم يعترف بشرعيته باعتباره إجراء صادرا عن إرادة أحادية والذي أكدتم مرارا عدم اعترافكم به نظريا، غير أنكم في الواقع تتعاملون مع نتائجه في محاولة لإعطاء مشروعية وغطاء سياسي للآثار التي ترتبت عليه في الواقع.

وأكد الناصري- في الرسالة التي تلقت "أخبار اليوم" نسخة منها- أنه لا يوجد مبرر لفتح نقاش بشأن رئاسة الجمهورية لأن الموقع ليس شاغرا وإنما مشغول برئيس معترف بشرعيته من قبل أطراف الحوار وعلى المستوى الداخلي والإقليمي والدولي لا سيما بعد تمكن الرئيس من الإفلات من الإقامة الجبرية والانتقال إلى عدن وسحب استقالته المقدمة تحت الإكراه وممارسة صلاحياته كرئيس جمهورية معترف بشرعيته.

 وأوضح أن موقف التنظيم ينطلق من احترامه وتمسكه بالشرعية الدستورية والتوافقية بصرف النظر عن الشخص الشاغر لموقع الرئاسة، وهي الشرعية التي اقر بها الجميع على طاولة الحوار يوم 3 - 3 - 2015م المؤيدة شعبيا والمعترف بها إقليميا ودوليا وفق قرار مجلس الأمن رقم (2201) وبياني المجلس الأخيرين، وان ذلك من شأنه إغلاق أي نقاش بشان الموضوع احتراما والتزاما بما سبق التوافق عليه.

وذكر الناصري- الذي يشارك في المفاوضات بين الأطراف السياسية لحلحلة تعقيدات الأزمة المحلية- ذكر أن الإصرار على ذلك يعني أن الأطراف السياسية تعترف بشرعية ما يُسمى «الإعلان الدستوري».

وأضاف إن ذلك يمنح جماعة الحوثيين التي فرضت سلطة الأمر الواقع غطاءً سياسياً ومشروعية له.

وفي الرسالة- التي وجهها ممثلو التنظيم بالحوار إلى المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر بشأن الحوار الجاري حول مجلس الرئاسة.. قال الناصري:" إن موقف الرئيس من المشاركة بالحوار بعد دعوته من قبل مجلس الأمن للانخراط بحسن نية، لا يزال يكتنفه الغموض، لا سيما بعد أن اشترط نقل مكان الحوار إلى مكان آمن خارج العاصمة في الداخل أو الخارج بحسب إيضاحكم يوم أمس ردا على تساؤلات بعض المتحاورين، ما يجعل من الحوار في ظل هذا الغموض غير مضمون النتائج لأنها لا يمكن أن تكون قابلة للتنفيذ ما لم يتوافق عليها ويقبل بها جميع المتحاورين.

وجدد الناصري رفضه المطلق لأي حوار يجري تحت سقف ما اسمي "الإعلان الدستوري" ويفضي إلى إقامة السلطات التي نص عليها الإعلان ويوفر غطاء سياسي ومشروعية لها، لان ذلك سوف يؤدي إلى قيام سلطتين الأولى شرعية وممثلها فخامة رئيس الجمهورية والثانية واقعية ما سيترتب عليه إدخال الوطن في أزمات من شانها ان تعرض وحدته وأمنه واستقراره للخطر.

وكان التجمع اليمني للإصلاح قدم- مساء الاثنين- اعتراضاً مكتوباً ضد مناقشة موضوع الرئاسة، في المناقشات الجارية في فندق موفنبيك، والتي سبق أن اعترض عليه مراراً.

وأكد ممثل التجمع اليمني للإصلاح الأستاذ/ محمد قحطان- في رسالة وجهها إلى جمال بن عمر ممثل الأمين العام للأمم المتحدة وممثلي الأحزاب والمكونات والمنظمات على طاولة الحوار- أن الاعتراض على ذلك لسببين، الأول موضوعي ويتمثل بغياب المعنى الأول بهذا الأمر، وهو الرئيس هادي، بينما الثاني إجرائي، ويتمثل بالخوض في التفاصيل الجزئية قبل أن يجري التوافق على أحد الخيارات المطروحة. وما إذا كانت النقاشات في هذا الحوار ستنطلق من مفهوم الحاجة إلى إصلاح في الرئاسة أم من التسليم بمفهوم وجود حالة فراغ في السلطة تحديدا الرئاسة وفقا لما يطرحه البعض.

وفي سياق متصل بموقف الحزب، رحب الناطق الرسمي باسم التجمع اليمني للإصلاح/ سعيد شمسان، بموافقة المملكة العربية السعودية الشقيقة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، على عقد الحوار في الرياض، بناء على رسالة الرئيس عبد ربه منصور هادي بهذا الشأن.

وأشاد شمسان- في تصريح لـ "موقع الإصلاح"- بموافقة دول مجلس التعاون الخليجي على عقد مؤتمر الحوار الوطني بين الأطراف والمكونات اليمنية في العاصمة السعودية الرياض.

واعتبر هذا الموقف يعكس حرص المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي المستمر، على أمن واستقرار ووحدة اليمن، ونجاح عملية الانتقال السياسي، مؤكداً حرص الإصلاح على نجاح الحوار، كخيار وحيد للخروج باليمن إلى بر الأمان.

إلى ذلك أفاد مصدر دبلوماسي لـ"أخبار اليوم" بأن سفراء دول الخليج أبلغوا دولهم امتعاضهم من دور جمال بنعمر وقالوا إن دوره لم يعد تيسيرياً ولا حياديا وإنما بات يعمل لصالح طرف بعينه, معتبرين ذلك أمراً يعمق الأزمة اليمنية..

وأكد السفراء لدولهم أن بنعمر يسعى لفرض قضايا في نقاشات الأحزاب من شأنها أن تشرعن لانقلاب جماعة الحوثيٍ..

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد