قد تدفع مخاوف الحوثيين من حرب دولية جادة ضدهم للذهاب إلى أي اتفاق هدنة مع الحكومة اليمنية، وقد يتنازلون عن شروطهم ذات السقف المرتفع ويقبلون بالمبادرة السعودية لإنهاء الحرب والبدء في المفاوضات، لكن هذه المرة يبدو أن واشنطن ولندن يعتقدان أن هزيمة الحوثيين عسكريا ضرورة لثلاثة أسباب:
1) هددوا ممرات التجارة الدولية وأدى ذلك لتداعيات اقتصادية سيئة بالذات على أوربا.
2) ساعدوا الروس في تشتيت القوات الدولية عن أوكرانيا وخففوا الضغط عليهم بفتح جبهة البحر الأحمر.
3) سيطروا على باب المندب كوكلاء لإيران في المنطقة وبالتالي أصبحت إيران بفضل هذه الحرب مسيطرة تماما على البحر الأحمر، ما يعني تأثيرا وسيطرة للصين عدو أمريكا أيضا.
أما بخصوص ادعاءات الحوثيين بشأن تأثير أحداث البحر الأحمر على الحرب بين إسرائيل والفلسطينيين عسكريا فهو تأثير ضئيل وآني وليس استراتيجي، ولا يشبه التأثير الذي أدت إليه تحركات الحوثيين في البحر الأحمر على الاقتصاد العالمي وتعزيز هيمنة إيران وروسيا والصين في المنطقة.
وهذا ما يجعل اتفاق السلام في اليمن في مهب الريح، وحتى وإن حصلت تنازلات كبيرة وتم الاتفاق، يظل المجتمع الدولي ينظر للحوثيين كفيروس مهدد للمصالح الدولية.
كانت هذه الحرب صدمة للغرب الذي دافع عن الحوثيين كثيرا لأنها حققت بعض الأهداف البعيدة لإيران وروسيا والصين.