كعادتها إب, لم تستسلم أو تلين أو تصاب بالفتور، بل تأخذ أحياناً استراحة محارب وتعاود الكرة بأقوى مما كانت مستصحبة الإرادة والعزيمة والإيمان بالانتصار للوطن والمواطن من همجية وعنف المليشيات وانتهاكاتها للحقوق والحريات وعبثها بأمن واستقرار وسكينة المحافظة، بالأمس خرجت إب بمسيرة مليوينة دعت لها حركة "شباب من أجل اليمن" و"رفض" و"تصحيح" وعدد من الحركات الشبابية المناهضة للمليشيات والانقلاب...

حشود ضخمة

خرج عشرات الآلاف بمحافظة إب في مسيرة وتظاهرة مليونية- صباح أمس- السبت للمطالبة بالإفراج عن المختطفين ورفضا للانقلاب الحوثي وقمع التظاهرات السلمية ودعما للشرعية.

وتجمع المتظاهرون في ساحة خليج الحرية بمدينة إب, منددين بقتل المتظاهرين في محافظة البيضاء ومدينة اب وقمع التظاهرات السلمية في العاصمة صنعاء وبقية المدن الأخرى.

وانطلقت التظاهرة من ساحة خليج الحرية بمدينة إب باتجاه شارع تعز ووصولا إلى جولة الصوفي وجابت شوارع المدينة ووصلت إلى أمام مبنى السلطة المحلية, مؤكدين رفضهم ما أسموه استمرار السطو المسلح على مؤسسات الدولة اليمنية في صنعاء وعدد من المحافظات من قبل مسلحي الحوثي ومعاونيهم.

وأكد المتظاهرون على تمسكهم بشرعية الرئيس الهادي ورفض الانقلاب والسطو المسلح على الدولة والتعبير عن آرائهم مطالبين بمحاسبة المعتدين على المتظاهرين بالرصاص الحي خلال التظاهرات السابقة.

ورفع المتظاهرون شعارات ولافتات معبرة عن مطالبهم ورفضهم لتواجد المليشيات المسلحة بالمحافظة وللمطالبة باستعادة هيبة الدولة وإخراج المليشيات من العاصمة وبعض المحافظات التى سيطرت عليها بقوة السلاح.

وقد طالب المتظاهرون بالإفراج الفوري والعاجل عن الناشط أحمد هزاع- أمين عام حركة رفض الشبابية- والذي يقبع منذ أربعة أسابيع في سجون مليشيات الحوثي بمدينة إب.

المناورات رسالة إيرانية

وعبر المتظاهرون عن استيائهم من إقامة مناورات عسكرية مع المليشيات معتبرين بأن ذلك العمل يؤكد عمالة المليشيات مع إيران ويؤكد تورط إيران بالشأن اليمني, كون ما قامت به يعد بمثابة رسالة من إيران للملكة العربية السعودية.

وأدان المتظاهرون تهديدات صالح للجنوب بالاجتياح وإساءات الحوثي للأشقاء خصوصا في السعودية والتي قالوا بأن فيها ما يقارب من مليون ونصف مغترب سيتأثرون من تصريحات الحوثي والتي قالوا بأنها لا تعبر إلا عن نفسه ومليشياته ولا تعبر عن الشعب اليمن والذي يكن للأشقاء خصوصا السعودية كل التقدير والاحترام منذ عقود وقرون من الزمن.

ثورة مستمرة

وأكد المتظاهرون على استمرار الثورة السلمية حتى تحرير كافة المؤسسات والمحافظات الشمالية من قبضة المليشيا واعادتها الى حضن الدولة والشرعية الدستورية .

وقد أدان المتظاهرون العبث بموانئ ومقدرات الشعب اليمني وتسليم ميناء الحديدة لإيران باتفاقات باطله وقعها المتمردون الحوثيون الذي لا يملكون أي صفة شرعية تمكنها من التوقيع على مثل تلك الاتفاقات.

كما جدد المتظاهرون تمسكهم بخيار الأقاليم وإقليمهم الجند وفقا لمخرجات الحوار الوطني الشامل وقد عبر عدد من المشاركين في المسيرة عن رفضهم للانتهاكات التي تقوم بها مليشيا الحوثي في خطف الناشطين وشرفاء الشعب اليمني والزج بهم في السجون الخاصة مؤكدين رفضهم القاطع لثقافة المليشيا والسيطرة المسلح على الدولة واستخدام السلاح لتحقيق مكاسب سياسية

إسقاط الانقلاب واستنكار احتلال "أخبار اليوم"

قال الأستاذ/ هاشم محمد- أحد أبناء مديرية جبلة- للصحيفة "خرجنا اليوم كما خرجنا بالأمس في ثورة فبراير المجيدة وكما أسقطنا مؤامرات سابقة وانقلاب على الشرعية سنسقط الانقلاب القائم على مؤسسات الدولة".

وطالب هاشم الرئيس بأن يغير من أدائه وسيكون الشعب معه في كسر الإنقلاب والتحرر ممن يحنون للماضي والعودة للعبودية وما قبل 26 سبتمبر 1962م.

وأستهجن المشاركون في المسيرة احتلال مليشيات الحوثي لمقر مؤسسة "الشموع" وصحيفة "أخبار اليوم", مؤكدين أن احتلال المليشيات لمقر الصحيفة كان بسبب انحياز الصحيفة إلى جانب ثورة الشعب ورفضها للعنف الذي تتسم به مليشيات الحوثي.

خطف بائع شعارات

كان يوم أمس بالنسبة لشباب الثورة بمحافظة إب مختلفاً عن تظاهرات سابقة شهدتها المدينة فلأول مرة المسيرة والتظاهرة كانت خالية من عنف المليشيات رغم أن كل شيء كان متوقعا لدى شباب الثورة, ومع ذلك فقد علمت الصحيفة من مصادر خاصة بأن مليشيات الحوثي بمدينة إب اختطفت أحد الباعة المتجولين ويدعى عبدالله محمد صالح من أمام مبنى المجلس المحلي للمحافظة بتهمة بيعه لشعارات حركة (رفض) وصور الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي واقتادته لجهة مجهولة.

وتكتظ معتقلات المليشيات بعدد من أبناء المحافظة والذين يقبعون في سجونها ظلما ودون وجه حق وسط صمت الجهات الرسمية والمحلية خصوصا الجهات الأمنية وبشكل أدق قيادة أمن إب والتي يرأسها حاليا مدير أمن المحافظة محمد عبدالجليل الشامي والذي عينته المليشيات في شهر نوفمبر 2014م دون صدور قرار جمهوري بذلك.

وقد سقط قتيل وعشرات الجرحى بتظاهرات سابقة برصاص مليشيات الحوثي بحسب عدد من شهود العيان وعدد من المتظاهرين ولم يتم التحقيق في تلك القضايا رغم أنها قضايا رأي عام.

وفي السياق قالت مصادر محلية إن مفاوضات فشلت في الإفراج عن أمين عام حركة رفض أحمد هزاع وأن المفاوضات توصلت لإحالة الناشط هزاع إلى النيابة العامة كما تطالب بذلك مليشيات الحوثي والتي جهزت ملفاً فيه عدد من التهم الملفقة ضده.

فيما مصادر أخرى تؤكد عدم نقله من سجن منتجع بن لادن السياحي وبقائه هناك بعد إخراجه للتحقيق معه بإدارة الأمن وإعادته من جديد للمنتجع السياحي.

وقد نقل هزاع لإدارة أمن إب كون تحويله للنيابة لا بد وأن يأتي عبر جهة رسمية وهو ما يجعل المليشيات وأجهزة الأمن في حرج كبير من بقاء هزاع معتقلا ومختطفا منذ 14 فبراير 2015م.

تهديات خطيرة

وبحسب المصادر فإن عشرات المحامين ينوون الترافع عن هزاع لدى النيابة, مؤكدين أن ما يلفق ضده تهم باطلة وبأن القبض عليه لم يكن أيضا ضمن إجراءات قانونية حتى يطالبون بالقانون حد قول بعض المحامين للصحيفة.

المصادر توقعت الإفراج القريب عن هزاع إذا نجح الاتفاق غير أن مصادر أخرى أكدت بوجود تهديدات خطيرة تعرض حياة هزاع للخطر في حال الإفراج عنه، وبحسب تلك المصادر فإن بعض أفراد المليشيات يطالب هزاع بسيارة تم إحراقها من قبل المتظاهرين في مسيرة السبت 14 من فبراير 2015م وأيضا هنالك مطالب بجنبية ومسدسات و2 آليات يدعون أنها لدى هزاع وهو ما ينفيها هزاع جملة وتفصيلا.