عن وثائق ويكليكس الخاصة باليمن وعقب إتهامات قادة التمرد لأميركا ..

سفارة واشنطن بصنعاء تبدي حرصها على سلامة المتمردين وتخوفها من هزيمتهم

2010-12-08 03:52:34 أخبار اليوم/ ترجمة خاصة



في ظل انشغال وسائل الإعلام العربية والأجنبية وتسابقها على الإنفراد بنشر جديد فضائح وثائق "ويكليكس" الخاصة بالدول العربية.

وفي هذا السياق نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية يوم أمس وثيقتين هامتين تتعلق ببرقيات سفارة الولايات المتحدة بصنعاء إلى الجهات المعنية في أميركا.. كشفت من خلالهما السفارة الأميركية مدى قلق سفارة واشنطن بصنعاء على سلامة عناصر حركة التمرد الحوثي وحرصها على ضرورة بقاء هذه الحركة في حالة قوة.. حيث كشفت برقية بعثت بها السفارة الأميركية بصنعاء في ديسمبر 2009م عن قلقها من هزيمة الحوثيين واستخدام الحكومة اليمنية قوات مكافحة الإرهاب ضد المتمردين الحوثيين شمال اليمن.
وتقول السفارة في برقيتها: لقد تبين أن اليمن نشرت وحدة مكافحة الإرهاب المدربة من قبل الولايات المتحدة لمحاربة متمردين محليين بدلاً من تنظيم القاعدة.. حيث تم نشر وحدة مكافحة الإرهاب للقتال ضد المتمردين الحوثيين بمحافظة صعدة شمالي البلاد في إحدى جولات القتال في العام الماضي.
وقالت صحيفة الغارديان: إن برقية وزارة الخارجية الأميركية اليائسة بشكل متزايد من هزيمة الحوثيين، أكدت أن الحكومة اليمنية مصره على أن محاربة المتمردين الحوثيين هي العنصر الشرعي لعملية مكافحة الإرهاب "إلا أن أميركا ترى غير ذلك"، مبدية انزعاج واشنطن من تحويل اليمن بعض الموارد الأميركية لمكافحة الإرهاب لتعقب حركة التمرد.
أما برقية سفارة واشنطن بصنعاء فقد كشفت قيام السفارة الأميركية بعرقلة صفقة شراء أسلحة بين الحكومة اليمنية وبلغاريا حيث كانت اليمن تسعى إلى استخدام الأسلحة في حربها على المتمردين الحوثيين.
وأوضحت برقية السفارة الأميركية مدى تحفظ السفارة وقلقلها بشأن هذه الصفقة حيث تفيد البرقية بأن بلغاريا قررت الموافقة على بيع أسلحة من شركة بلغاريا خاصة إلى الحكومة اليمنية وهي صفقه ممولة من الإمارات العربية المتحدة بقيمة تقدر بحوالي 55 مليون دولار ، سترسل أسلحة صغيرة ومتفجرات وذخائر وغيرها من الأسلحة إلى اليمن في النصف من عام 2010.
وتضيف البرقية: في ضوء الوضع غير المستقر على نحو متزايد في اليمن ورداً على اقتراحنا لمزيد من الرصد لنقطة الاستخدام النهائية لتلك الشحنة ـ كي لا تستخدم ضد المتمردين الحوثيين ـ وافقت لجنة التصدير البلغارية على اتخاذ خطوات إضافية لضمان التسليم والتخزين الصحيح والمحاسبة عن الشحنات التي ستبدأ يوم 5 يناير.
وأصدرت لجنة التصدير أرقاماً تسلسلية لكل القطع وأكدت أن بلغاريا ستمتثل لاقتراح الحكومة بعمل رصد إضافي فضلاً عن تنسيق الجهود مع سفارتها "أي سفارة واشنطن" لزيادة الضمانات اللازمة.. وكشفت الوثيقة إلى أن بلغاريا سترسل 30 ألف بندقية هجومية و100 ألف قذيفة صاروخية شديدة الانفجار وذخيرة إلى اليمن.. وتأتي هاتان البرقيتان لسفارة واشنطن لتعزيز ما كانت "أخبار اليوم" قد ذهبت إليه في الفترة الماضية وهو حرص وخوف الأميركان على حركة التمرد وحرصهم على بقائها سالمة وقوية.
كما تأتي هاتان البرقيتان لتكشف زيف إدعاءات حركة التمرد الحوثي التي ذهبت قيادتها إلى توجيه اتهاماتها لسفارة واشنطن بالوقوف وراء الهجومين الانتحاريين الذين استهدفا موكبين لعناصر حركة التمرد الحوثي في محافظتي الجوف وصعدة في الـ22 ـ 24 من تشرين الثاني نوفمبر المنصرم.. الأمر الذي يثير أكثر من علامة استفهام.. حيث أن السفارة الأميركية وحكومة واشنطن بدت في أكثر من موقف حريصة على سلامة وبقاء حركة التمرد في شمال اليمن ابتداءً من رفضها إدراج حركة التمرد الحوثي على قائمة الحركات الإرهابية ومروراً بمنع الحكومة اليمنية باستخدام المعونات العسكرية الأميركية ضد الحوثيين ووصولاً إلى رفض الإدارة الأميركية ومخابرتها تزويد السلطات السعودية بصور عبر الأقمار الصناعية لكشف تحركات عناصر التمرد، بالإضافة إلى ما كشفته وثائق ويكليكس.
 وأمام هذه المواقف يتساءل المتابع والقارئ مالذي يجعل قيادة حركة التمرد تسارع في اتهام سفارة واشنطن وراء الحادثتين المشار إليهما أنفاً رغم هذا الحرص الأميركي على حركة التمرد، إلا أن ثمة معطيات ومؤشرات تزيد من التأكيد يومياً على أن حركة التمرد ما هي إلا واحدة من الأدوات التي تستخدمها القوى الإمبرالية الاستعمارية ضد اليمن والمملكة العربية السعودية ، وأن حركة التمرد تعمل بتنسيق وتناغم عالٍ مع سفارة واشنطن بصنعاء.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد