الملابس المستخدمة.. أمراض تتحدى العافية

2015-01-30 12:46:45 تقرير/ محمد الجبلي

الضالع كغيرها من محافظات الجمهورية التي تشهد رواجاً كبيراً للملابس المُستخدَمة وخصوصاً الشتوية بالرغم من تحذيرات متكررة لمستشارون في الأمراض الجلدية والتناسلية من خطورة تلك الملابس لاحتضانها العديد من الطفيليات والأوبئة المخيفة إلا أنها لاقت رواجاً كبير بين أوساط العامة من الناس..

فيرى الكثيرون أن الفقر هو العامل الأساسي الذي أجبر العديد من الأسر على التجرُّد من الخجل والذهاب إلى أسواق الملابس المستخدمة وارتدائها. ويرى آخرون أن ارتفاع أسعار الملابس الجديدة المستوردة ورداءتها أيضا هي من المسببات لانتشار هذه الظاهرة.. وحول هذه القضية التقت صحيفة (أخبار اليوم) بالعديد من المتسوقين وخرجت بالحصيلة التالية..

 افتقار إلى الجودة

البداية كانت مع الأخ / بلال احمد علي صالح حميدان ــ والذي أوضح أنه يعتاد زيارة أسواق الملابس المستخدمة كل مرة لأنه يجد فيها نوعيات جديده وعالمية وبأسعار رخيصة مقارنة بالملابس الجديدة المستوردة من الصين التي أسعارها مرتفعة ورديئة تفتقر إلى الجودة وأكد أنه حريص على زيارة السوق للبحث عن هذه الملابس التي تعتبر رخيصة وماركة عالميه وأنيقة تواكب "الموضة".

 من جانبه يقول الأخ / عصام عبد المجيد الريشاني أحد العمال في مزارعة القات بالضالع " أنا أجد في هذه الملابس مخرجاً جيد معي وخاصة الملابس الشتوية التي استخدمها معظم الأحيان في عملية مزارعة القات حيث تقبل الاستخدام لفترات طويلة لجودتها وأسعارها مناسبة".

ويضيف: "لأن بعض الدول التي تأتي منها هذه الملابس يعيش سكانها في رفاهية عالية فلن تقبل دخول البضاعة الرديئة إليها وتُخضع مورديها لتوريد بضاعة بمواصفات خاصة وخامة متميزة فَيُقدِم المستهلك على شراء تلك السلع ويستخدمها لأيام وجيزة من ثم يستغني عنها وتبقى هذه الملابس نظيفة وقابلة للاستخدام وتشكل حالة أرقى بالنسبة للملابس الجديدة التي يوردها التجار من الصين.  

إقبال من الفقراء

ويؤكد أحد بائعي الملابس المستخدمة ويُدعى (فضلي أحمد مرشد) أنه لجأ إلى هذه المهنة بعدما رُحِّل من المملكة العربية السعودية حين كان يعمل هناك فوجدها كفيله بأن يُعيل منها أسرته المكونة من ثلاثة أولاد وزوجة بدلاً من الغربة وأفاد( فضلي) أنه مقتنع بوضعه هذا ومُكتفٍ بما قسم الله له في هذا العمل.

وأضاف: "أجد إقبالاً كبيراً على هذه الملابس من قبل المستهلك نتيجة للظروف المعيشية الصعبة التي تمر بهاء معظم الأسر في اليمن حيث تجد مختلف أنواع الملابس في محلات وأسواق الحراج بأسعر منخفضة جدا".

ويرى فضلي أن تلك الملابس لا تعود بأي أضرار على مستخدميها حيث يقول: " نقوم بشرائها من تجار يستوردوها من الدول الخارجية ثم نقوم بغسلها وكيها جيداً لمرة أو لمرات عدة وعندما نتأكد من نظافتها نقوم بعرضها في السوق للبيع.

استيراد المغشوش

من جهته يرى الأستاذ التربوي القدير عمر النقيب أن الكثيرين يلجؤون إلى اقتناء هذه الملابس نتيجة الفقر الذي تمر به بعض الأسر حيث قال: "الفقر يجعل الشخص يفقد شعوره بالخجل للذهاب إلى هذه الأسواق فيرى الشخص أنه يجب عليه أن يذهب ليشتري هذه الملابس ويرتديها أفضل من أن يمشي أمام الناس بملابس ممزقة أو يمشي عريانا ". 

 وأردف النقيب قائلاً: "كل ذلك يأتي نتيجة لعدم التدقيق في مراقبة دخول البضائع إلى اليمن ومراقبة الجودة ممَّا جعل معظم تجار الملابس يوردون بضاعة رديئة ومغشوشة وبيعها في الأسواق اليمنية وهذا جعل المستهلك يفقد الثقة بهذه الملابس ويلجأ إلى الملابس المستخدمة.

 تحذيرات وقرارات

وكانت الحكومة اليمنية قد منعت مؤخراً توريد الملابس المستخدمة لما تسببه من أضرار على المستخدمين ولكن تلك القرارات وقِّفت دون جدوى في الأسواق اليمنية .

يقول الدكتور/علي أحمد قاسم : قد يصيب البعض نفسه بنفسه ويشتري العلة حين يقدم على شراء واقتناء الملابس التي تُستَورد من دول خارجية وقد تكون تلك الملا بس تحمل العديد من البكتيريا والطفيليات التي تسبب الأمراض الجلدية وغيرها من الأمراض المُعدية التي تنتقل عبر نسيج القطن من غير معرفة الشخص الذي يقوم بشرائها واستخدامها بدون وضع الاحتياطات الصحية كالتعقيم والغسل والكي الجيد لها وهذا من غير المستبعد إصابته بتلك المرض لا سامح الله"

 مشيراً إلى أن هذه الظاهرة خطيرة جدأ تستوجب التحرك السريع للحد منها وضرورة التوعية بالمخاطر التي تنتج عنها حيث من المتوقع أن تنشر هذه الظاهرة أمراضاً جديدة وغير معروفة.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد