ميليشيا الحوثي تدشن معسكرات صيفية لتفخيخ أجيال المستقبل

2024-04-20 01:23:14 أخبار اليوم /المصدر أونلاين

  

في محطة موسمية جديدة، اعتادت ميليشيا الحوثي الإرهابية على تنظيمها سنوياً تمتد على مساحة "60 يوماً"، تبدأ الميليشيات اليوم السبت، في مختلف مناطق سيطرتها دوراتها الطائفية (الصيفية) للأطفال تحت مبرر "تنشئتهم وتثقيفهم من الأفكار المغلوطة".

ومع نهاية كل عام دراسي تكرس الميليشيات جهودها وتقود حملات مكثفة من خلال المنابر ووسائلها الإعلامية وقيادتها وعقال الحارات والمشرفين، لإقناع أولياء الأمور في تلك المناطق بإلحاق أبنائهم في هذه الدورات التي تزعم أنها "حواضن تربوية آمنة لاستيعاب الطلاب والطالبات خلال العطلة الصيفية"، وتقول إن لها "دور في بناء جيل واعٍ متسلحٍ بالثقافة القرآنية والمعرفة الصحيحة والعلوم النافعة والقيم الأصيلة".

وتزعم الميليشيات أنها تهدف من خلال هذه الدورات إلى "ترسيخ الهوية الإيمانية في نفوس (الأطفال) ومواجهة الحرب الناعمة، وتربيتهم على هدى القرآن وتحصينهم من الأفكار والثقافات المغلوطة، في ظل سعي الأعداء لإفساد الشباب من خلال الحرب الناعمة".

وتأتي هذه المراكز في ظل انهيار ملحوظ تعيشه العملية التعليمية في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي وبقاء المعلمين دون مرتبات منذ سبع سنوات، كما تترافق مع موجة انتهاكات مستمرة ترتكبها الميليشيات بحق العاملين في القطاع التربوي منذ تسع سنوات، وكان آخر مظاهرها وفاة الأستاذ والتربوي صبري الحكيمي، مدير عام التدريب في وزارة التربية والتعليم، تحت التعذيب والإهمال وانعدام الرعاية الصحية، في السجن بعد أشهر من اختطافه وإخفائه قسراً، مع اختطافها مؤخراً بشكل قسري للخبيرين التربويين الدكتور محمد حاتم المخلافي (65 عاماً) والتربوي مجيب مهيوب المخلافي (52 عاماً) منذ 6 أشهر.

وفاة التربوي الحكيمي سبقتها عشرات الوفيات من المعلمين في سجون الميليشيات، جراء التعذيب الوحشي، وكان التربوي صالح البشيري أول ضحايا هذه العمليات الممنهجة التي دأبت الميليشيات على ارتكابها بحق خصومها الذين اختطفتهم من منازلهم ومقار أعمالهم والطرقات منذ سيطرتها على صنعاء نهاية 2014.

وحسب تصريحات سابقة منسوبة للمسؤول في نقابة المعلمين يحيى اليناعي، والمدير التنفيذي للمركز الأمريكي للعدالة (ACJ)، عبد الرحمن برمان فإن " 1579 معلماً وإدارياً في قطاع التعليم قُتِلوا على يد ميليشيا الحوثي، بينهم 81 مدير مدرسة، بالإضافة إلى تعرض 2642 معلما لإصابات بعضها تسبب بإعاقات مستديمة".

وأشار المسؤولان الحقوقيان إلى أن 621 معلما تعرضوا للاختطاف والإخفاء القسري في معتقلات الميليشيا وأخفت العشرات منهم بشكل قسري، كما قامت بتهجير أكثر من 20 ألف معلم بعد تعرضهم للتهديدات والملاحقات، ما اضطرهم لترك أعمالهم ومنازلهم والنزوح إلى محافظات أخرى لضمان أمنهم وسلامتهم، وحرمت 171 ألف معلم في مناطق سيطرتها من المرتبات.

وأصدرت الميليشيات أحكاما وأوامر إعدام بحق العشرات من المعلمين بينهم مدراء مدارس، وفي مقدمتهم سعد أحمد النزيلي نقيب المعلمين بأمانة العاصمة والتربويين: فؤاد العواضي وفهد السلامي وحمود القشيبي وحبيب العديني، كما قامت الميليشيات خلال السنوات الماضية بتفجير المئات من المدارس وتحويل أعداد منها إلى ثكنات عسكرية.

تحذير حكومي

حذرت الحكومة اليمنية من "مخاطر إقدام ميليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران، على فتح مئات المعسكرات في المناطق الخاضعة لسيطرتها لاستدراج وتجنيد الأطفال بالقوة تحت غطاء (المراكز الصيفية)".

وقال وزير الإعلام معمر الإرياني إن "ميليشيا الحوثي عمدت منذ انقلابها إلى تنظيم معسكرات للأطفال لنشر أفكارها الدخيلة على بلدنا ومجتمعنا، وغسل عقول الأطفال بشعاراتها الطائفية وثقافة الحقد والكراهية، وتحويلهم إلى أدوات للقتل والتدمير، ووقود لمعاركها التي لا تنتهي، وقنابل موقوتة لا تمثل خطراً على النسيج الاجتماعي والسلم الأهلي في اليمن فحسب، بل يشكلون تهديدا جدياً للأمن والسلم الإقليمي والدولي".

وأشار إلى أن "تقارير ومسوح ميدانية أجرتها عدد من المنظمات الحقوقية المتخصصة، كشفت أن غالبية الأطفال الذين جندتهم الميليشيات خلال السنوات الماضية، وزجت بهم في جبهات القتال، تم استدراجهم عبر ما يسمى (مراكز صيفية)"، منوهاً إلى أن "غالبية جرائم (قتل الأقارب) التي انتشرت في السنوات الماضية بمناطق سيطرة الميليشيات كانت لأطفال تم استقطابهم في تلك المراكز وإلحاقهم بما يسمى (دورات ثقافية)".

واستغرب وزير الإعلام من "إنفاق ميليشيا الحوثي مليارات الريالات على تنظيم تلك المعسكرات، من الأموال المنهوبة من الخزينة والإيرادات العامة للدولة، ورفضها للعام التاسع على التوالي تخصيص تلك المبالغ لدفع مرتبات موظفي الدولة بحجة عدم توفر السيولة، دافعة بملايين المواطنين وغالبية الأسر في المناطق الخاضعة بالقوة لسيطرتها تحت خط الفقر والمجاعة".

أرقام مفزعة

لم تعلن سلطة الميليشيات عدد الأطفال الذين شاركوا في دوراتها "الصيفية" خلال العام 2023، لكن القيادي الحوثي عبد الله الرازحي رئيس اللجنة الفنية للأنشطة والدورات الصيفية التابعة للميليشيا توقع عند تدشينها "ارتفاع عدد الطلاب الملتحقين للعام 1444 إلى مليون و500 ألف طالب وطالبة، تستوعبهم ما يقارب تسعة آلاف و100 مدرسة مفتوحة ونموذجية ومغلقة، ويعمل فيها 20 ألف عامل ومدير ومدرس".

وأشار الرازحي إلى أن دوراتهم الصيفية حققت خلال العام الذي سبقه (1443-2022) "نجاحات فاقت التوقعات، بتنفيذ أكثر من مليون نشاط استهدف 733 ألفاً و722 طالباً وطالبة التحقوا في تسعة آلاف و16 مدرسة، عمل فيها 42 ألفاً و772 عاملًا وعاملة".

وذكر أن "إجمالي الأنشطة المنفذة في الدورات الصيفية خلال العام (2022) مليوناً و235 ألفاً و228 نشاطاً، استهدفت ثمانية آلاف و838 دورة صيفية مفتوحة منها 185 دورة مغلقة".

وحرصت سلطة الميليشيات، منذ العام الأول لانقلابها على استغلال المساجد والمدارس في صنعاء والمحافظات الواقعة تحت سيطرتها لإقامة الدورات الصيفية والثقافية، واستهداف فئة الأطفال والمراهقين، لاستدراجهم إلى جبهات القتال، كما قامت بتغيير جذري للمناهج التربوية بما يتناسب مع فكرهها الطائفي..

     

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد