مدير السجن المركزي بتعز لـ(اخبار اليوم)....

الوضع الأمني لا يشجع ويجب أن تتكاتف الجهود من كل الجهات والشرائح والذين حاولوا اغتيالي بينهم عسكريون

2012-07-16 23:40:48 حاوره/ عبد العليم الحاج


فجر الجمعة 25 مايو الماضي استيقظت تعز على خبر فرار 10 سجناء خطيرين من السجن المركزي بتعز بعد اشتباكات مع حراسة السجن أودت بحياة سجينين وإصابة 12 آخرين بينهم 7 جنود، وهي العملية التي أطاحت بمدير السجن السابق وجاءت بالعقيد محمد نائف محمد منصور يتولي مهمة إدارة السجن.
وقال العقيد/ محمد نائف محمد منصورـ مدير سجن تعز المركزي حالياً ـ إن أوضاع السجن شبه مستقرة خصوصاً بعد إعادة ترتيب وفرز السجناء بحسب التهم والجرائم المنسوبة إليهم، مرجعاً سبب تلك الأحداث التي شهدها السجن أواخر مايو الماضي إلى ما أسماه الاحتقان الموجود لدى السجناء الناتج عن الإهمال المتراكم منذ سنوات، حيث كان ينظر للسجن والسجناء نظرة دونية سواء من قبل الدولة أو المجتمع.
وأوضح نائف أن قبوله تسلم إدارة السجن كان مشروطاً بتوفير الإمكانيات العاجلة وإعادة تأهيل السجن من جديد، وأنه رفض تسلم ختم الإدارة حتى الآن إلى أن يتم الاستجابة لهذه المطالب.
وأكد نائف أن الأوضاع الأمنية في تعز غير مشجعة وانه يجب أن تتكاتف الجهود من قبل الأجهزة الأمنية والمواطنين وكل الجهات والشرائح الاجتماعية بمن فيها الشباب والمثقفون والحزبيون بهدف تعزيز الأمن والاستقرار في تعز.. إلى تفاصيل الحوار:

*بداية كيف وجدتم السجن المركزي بعد تسلمكم إدارته؟
ـ أنا استلمت السجن بسبب حدوث مشكلة كان نتيجتها مقتل شخص من أفراد الأمن وإصابة أربعة، كذلك مقتل سجينين وفرار عشرة ثم عاد منهم خمسة وقد عملنا على استقرار واستتباب الأوضاع داخل السجن بالتعاون مع محافظ المحافظة الأستاذ/ شوقي أحمد هائل ومدير امن المحافظة ومساعديه وبالتنسيق مع الوحدات العسكرية لاستتباب الأمن وإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه وكذلك العمل على راحة السجناء وتنظيم وترتيب السجن بحسب الآليات القانونية حيث وقد تم ترتيب السجن ترتيباً منطقياً وقانونياً من حيث المتهمين الخطيرين وفصل الأحداث عن المتهمين الخطيرين ووضع المتهمين الخطيرين جداً في مكان محدود من السجن, كذلك تصنيف المتهمين على أساس متهمين (ا) ومتهمين (ب) وكذلك متهمين الشريعة والتوبة، وكذلك إزالة الاحتقان الموجود للسجناء الناتج عن أسباب متراكمة منذ سنوات نتيجة الإهمال أقولها صراحة حيث كانوا ينظرون للسجن والسجناء نظرة دونية سواء كان المجتمع أو الدولة . كما قمنا بالتخاطب مع الأخ/المحافظ وقد قام مشكوراً بالتعاون وتكليف لجان لإعادة تأهيل السجن.
*هل نستطيع القول إن الخطر قد زال داخل السجن المركزي بعد تسلمكم إدارته، خاصة في ضل وقائع عدة شهدتها الكثير من سجون محافظات الجمهورية وهناك من يتحدث عن مخطط لإفراغ السجون من العناصر الخطرة التي ذكرتها؟
ـ السجن المركزي في تعز نستطيع القول إنه مستقر استقراراً كاملاً وهناك عوامل تؤدي إلى مثل هذه الإختلالات ولا يمكن إغفالها وهي تؤدي إلى احتقان لدى السجناء منها: أن السجن يستوعب فوق طاقته الاستيعابية إضافة إلى تصدع السجن والإهمال للحمامات ودورات المياه من قبل الإدارات السابقة. نحن الآن نعمل على تجاوز هذه الإشكاليات من خلال توجيه المحافظ بحل هذه المشاكل وتكليف مقاول للبدء بعملية الإصلاح لكن العمل ما يزال بطيئاً؟
*ما هي خطتكم لزيادة الطاقة الاستيعابية، للسجن المركزي في الوقت الذي يستوعب 1300سجين تقريباً فيما لا تزيد طاقته الإستيعابة عن 700سجين كما فهمت من حديثك وهل سيتم إضافة عنابر أو أقسام جديدة؟
ـ نحن طلبنا من الجهات المعنية بناء سجن آخر إلى جانب السجن الحالي لكي يستوعب الأعداد الكبيرة من السجناء يكون مؤهلاً تأهيلاً جيداً ولدينا مطالب أهم من المطالب الآجلة كالترميم والتصدعات، إضافة إلى الميزانية التشغيلية للسجن والتي لا تفي بكل المتطلبات نتيجة ارتفاع الأسعار والديزل 100%، كما أن احتياجاتنا من الديزل إذا انطفأت الكهرباء بمعدل عشرين برميلاً مقابل ميزانية الوقود والديزل والتي تبلغ 48ألف ريال شهرياً والمطلوب من الدولة أن تنظر للسجون نظرة خاصة يكون الهدف منها إصلاح المساجين وإعادة تأهيلهم من جديد وإخراجهم من العقد التي يعيشونها وإقحامهم بالتعليم والمهن التي ستساعدهم في شؤونهم المعيشية حال خروجهم من السجن .وما نطالب به اليوم هو توفير الإمكانيات لدى إدارة السجن كي تقوم بواجباتها على أكمل وجه.
*هل أفهم من كلامك أن عملية التأهيل والإصلاح غير قائمة في السجن؟
ـ التأهيل في السجن ليس بالشكل الكبير والمطلوب هو شيء بسيط وفي الحدود الدنيا لأنه لا توجد ميزانية تشغيلية للتأهيل ونحن عازمون على أن نجعل من السجن كإصلاحية بمعنى الكلمة من تأهيل وتدريب وإرشاد ديني وغيره وهذا لا يتأتى إلا بتوفير الإمكانيات وتعاون الجهات المعنية والتواصل مع وزارات التعليم الفني والتربية والتعليم والأوقاف، فيما يتعلق بتوفير المرشدين والمعلمين والمعدات الفنية.
*معنى هذا أن السجناء لا يتلقون أي نوع من التعليم والإرشاد؟
ـ يوجد تعليم في السجن لكنه محدود ، في تعليم أساسي وثانوي ومهني، لكن الأحداث الأخيرة دمرت ما هو موجود في السجن في المعهد المهني من ورش ومعدات وقد قمنا باسترداد المعدات التي كانت بحوزة السجناء التي استولوا عليها أثناء اقتحامهم لمعهد السجن .
*ما هي الأنشطة التي يمارسها السجناء داخل السجن؟
ـ كانت هناك بعض الأنشطة التي يمارسها السجناء كالنجارة مثلاً ونحن عازمون على تنشيط وتفعيل هذه الأنشطة من خياطة وحدادة ونجارة ونسعى لإيجاد آلية متكاملة من حيث التجهيزات والمباني وتوفير المناخ المناسب للسجناء والإمكانيات حتى نستطيع أن نتعاط مع المشاكل وتغطية الفراغ والحاجيات بهدف تأهيل السجين وإبعاده عن الجريمة وهذا لن يأتي بهذه الإمكانيات الموجودة ، ما أقوم به حالياً هو الحصول على الإمكانيات البسيطة التي يحتاجها السجن.
*خلينا نكون واقعيين بعد الحوادث الأخيرة التي شهدها السجن هل تم وضع الضوابط فيما يتعلق بالزيارات وعلى سبيل المثال إدخال التلفون السيار والقات وبعض الأشياء التي ساهمت بشكل كبير فيما شهده السجن من اضطرابات مؤخراً ؟  
ـ نحن نسعى لعمل ضوابط معينة بما يخدم السجناء ويخدم أمن واستقرار السجن وقد عملنا على تقسيم السجناء وفقاً للجريمة وتعزيز الحراسات في البوابات بهدف منع الممنوعات التي يتم إدخالها للسجناء وتؤدي إلى عدم استقرار السجن إضافة إلى إعطاء المحاضرات التوعوية للأفراد العاملين في إطار السجن في الأمن المركزي والأمن العام فيما يتعلق بالواجب المقدس الذي يقومون به في هذه المنشأ.
*هل تم تعزيزكم بقوة إضافية بعد الأحداث الأخيرة؟
ـ نعم ٌوُجدت قوة و نحن بحاجة إلى قوة إضافية وإلى إمكانيات، هذا شيء لا بد منه لماذا نكذب على أنفسنا.
*عقيد/محمد على ماذا راهنتم عند قبولكم إدارة السجن في الوقت الذي كان يعيش السجن اضطرابات سقط على إثرها العديد من أفراد الأمن والسجناء؟
ـ أنا حتى اللحظة لم أمارس عملي رسمياً حتى يوفروا الإمكانيات، حتى الختم مايزال في إدارة الأمن ولم استلمه إلا بتوفير الإمكانيات الضرورية والهامة بما يخدم السجن والسجناء .
*إذا لم يتم الاستجابة للطالب التي ذكرتها هل ستستقيل؟ 
ـ هذا بلا شك إذا لم يتجابوا مع هذه المطالب سأستقيل فوراً لأني لست مستعداً لتحمل مشاكل جديدة، لأن المطالب التي تقدمت بها ضرورية وماسة ولا يصح التأخير فيها أو التسويف.
*ذكرت أنكم قمتم بإعادة فرز وترتيب السجناء تبعاً لنوع الجريمة هل هناك سجناء على ذمة قضايا سياسية ؟
ـ ليس لدينا سجناء على ذمة قضايا سياسية، ما لدينا هم على ذمة قضايا جنائية بحتة
*ولا قضايا إرهاب ؟
ـ ولا قضايا إرهاب كل ما لدينا متهمون بقضايا مرتبطة بمحاكم ونيابات وجلسات مرتبطة بالجرائم الجنائية والقضايا المدنية والتجارية فقط .
*هل لديكم سجناء عرب أو أجانب؟
ـ لدينا سجناء أفارقة إثيوبيون دخلوا البلاد بطريقة غير مشروعة وقد طالبنا الجهات المعنية سواء الجوازات أو إدارة الأمن أو المحافظة بترحيلهم إلى بلدانهم لأن وجودهم يسبب لنا مشاكل إضافية وعددهم 39 سجيناً.
*بعض التقارير تتحدث عن حالات إصابة بالايدز في أوساط اللاجئين الأفارقة هل يتم فصلهم في السجن عن بقية المساجين وهل يتم عرضهم على الفحص الطبي؟
ـ نحن لم نضعهم كسجناء ولم نخلطهم مع السجناء، إنما نضعهم في أحواش كحجز مؤقت حتى يتم ترحيلهم، أما ما يتعلق بالخدمات الطبية فهي غير كافية وما نحصل عليه في هذا الاتجاه يبلغ 75ألف ريال شهرياً وليس لدينا أطباء متخصصون أو أجهزة وإنما إسعافات أولية ونطالب مكتب الصحة بتوفير الأطباء لأنه عندما يتألم سجين، فإنه يتم نقله إلى مستشفيات خارجية وهو ما قد يعرض حياته وحياة الجنود الذين يصطحبونه للخطر ومن الواجب توفير مستشفى متكاملاً في السجن حتى يقوم بواجبه .
*عقيد/محمد ألست معي أن إدارة سجن فيه مئات المتهمين بمختلف القضايا مسؤولية كبيرة وبالتالي ألا تخشون من تعرضكم للضغط والتهديد أو للمساومة من قبل شخصيات نافذة لها قرابة مع سجناء لديكم؟
ـ نحن نقوم بواجبنا وإذا كان هذا الواجب قانونياً ونظامياً فلا نخشى من أحد .
*تناولت وسائل الإعلام مؤخراً خبر تعرضكم لمحاولة اغتيال هل لهذه العملية علاقة بعملكم الأمني أم لأسباب أخرى؟
ـ ليس لدي مشاكل مع أحد ولا أستطيع أن أحمل أحداً المسؤولية قبل أن يتم ضبط المتهمين وقد تم طلبهم إلى النيابة.
*هل ينتمون لجهة أمنية؟

ـ بعضهم عسكريون والبعض الأخر مدنيون وقد عاثوا فساداً في المنطقة ( المنطقة المحيطة باللواء 33 مدرع ـ المطار القديم) وتسببوا في حوادث أمنية وسقط نتيجة أفعالهم قتلى وجرحى وقد يكون لهم ارتباط بمجموعات إجرامية وهذا غير بعيد.
قيل إنهم ضباط في اللواء 33 مدرع ما صحة ذلك؟
ما أقدر أحدد ذلك؟
*أنت قلت إنهم عسكريون إذاً ما هي الوحدات التي ينتمون إليها وهل ما تزال مستهدفاً؟
ـ قد يكونوا أفراداً وما داموا خارج السجن ولم يتم ضبطهم فنحن في حالة حذر ونحن طرقنا الجهات القانونية لكي يتم ضبطهم وإيقافهم عند حدهم.
*منطقة وادي التمدد الذي تسكنون فيه.. المواطنون يشكون من الانفلات الأمني ما أهمية وجود قسم شرطة لضبط هؤلاء الخارجين على القانون ؟
*وجود قسم شرطة في هذه المنطقة أو في مناطق أطراف المدينة أصبح ضرورة ملحة لحماية الناس من عبث هؤلاء المجرمين الذين يتواجدون في الأطراف حتى تسهل لهم عمليات الهروب عند ملاحقاتهم .
*كيف تقيمون الوضع الأمني في تعز؟
ـ الوضع الأمني الآن لا يشجع وإنما يجب تكاتف الجهود من قبل الأجهزة الأمنية والمواطنين وليس مهمة الأجهزة الأمنية وحدها، بل من كل الجهات والشرائح الاجتماعية بمن فيها الشباب والمثقفون والحزبيون بهدف تعزيز الأمن والاستقرار.
*كيف تقيمون دور منظمات المجتمع المدني والجمعيات الخيرية في دعم السجن؟
ـ نتمنى أن يكون لها دور فعال، خاصة منظمات المجتمع المدني في تعزيز ثقة السجناء وتوفير المتطلبات الضرورية لهم أو بإعتاقهم سواء من هم على ذمة قضايا بسيطة ولا يستطيعون دفع ما عليهم من ديون أو أرش أو ديات وعلى فاعلي الخير القيام بهذا الدور بدلاً من شرائهم للسيارات وبناء العمارات والفلل، فالأولى لهم عتق رقاب هؤلاء السجناء المعسرين وهذا سيزيد من إيمانهم وأجرهم.
*فيما يتعلق بالأحداث ما هي تهمهم وكيف تم فصلهم عن بقية السجناء هل تم نقلهم إلى مكان خارج السجن أم تم وضعهم في عنبر خاص داخل السجن؟

ـ الأحداث الموجودون في السجن ليسوا في سن 6ـ7سنوات وإنما الأحداث من سن 15ـ 18سنة تم وضعهم في السجن في عنابر خاصة بهم مع مرافقهم الخاصة، أما ما يتعلق بالتهم الموجه إليهم فهي عادة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بقضايا المجتمع ومشاكله كالبطالة وعدم إكمال التعليم وظروف الأسر معيشياً واهتمامها الكبير في البحث عن لقمة العيش على حساب تربية الأبناء وهذا ما أدى إلى انحرافهم وانجرارهم إلى الجريمة والقتل والمخدرات والأعمال الشاذة الخارجة عن قيم المجتمع وأخلاقه والمخالفة للشرع والقانون.
 
 

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد