في حواره مع «أخبار اليوم» أكد أن حوار الأحزاب القائم يتم بطريقة عشوائية ولا يصب في خدمة الوطن .. د.الشرجبي: الأحزاب تتعامل مع الحوار تعاملاً تكتيكياً وليس استراتيجياً ويتم في الأزمات

2007-11-19 09:46:25

أكد الدكتور عادل الشرجبي أستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء أن كافة الأحزاب السياسية التي تخوض في هذه الآونة حوارات أنها تتعامل مع الحوار بشكل تكتيكي وليس استراتيجي .. موضحاً بأن توجه الأحزاب السياسية إلى الحوار سواءً كان الحزب الحاكم أو من هي خارج السلطة عادة ما يأتي في أوقات الأزمات ، مشدداً على ضرورة إيجاد آلية كفؤة وأجندة واضحة لأي حوار كي يخرج بشيء يصب في خدمة الوطن والمواطن ولكي يضمن الجميع نجاح هذا الحوار .

وأشار الشرجبي إلى أن الحوار القائم اليوم بين الحزب الحاكم والأحزاب التي ليست في السلطة يتم بطريقة عشوائية وقائم على أساس إرادة الأحزاب نفسها ، مؤكداً أنه لايعرف أحد كيف يتم الحوار وإلى أين وصل.

هذه بعض الرؤى التي طرحها الدكتور الشرجبي في حواره مع «أخبار اليوم» حول حوار الأحزاب القائم حالياً ..وفيما يلي نص الحوار ..

حاوره/ إبراهيم مجاهد

> هل لنا أن نعرف إلى أين يسير حوار الأحزاب الممثلة في البرلمان؟.

- بالنسبة للحوار هي ليست العملية الأولى التي يتم خلالها حوار وقد كان هناك جولات من الحوار سابقة ولكن وجد أن الاتجاه للحوار سواء من السلطة أو الأحزاب خارج السلطة يأتي في أوقات الأزمات ويأتي أحياناً دون أعداء وتصور جيد للحوار وأرى أنه لابد من وجود آلية منتظمة للحوار ولا يتم الحوار بهذا الشكل الذي يتم عليه حالياً كونه حوار غير منظم ولابد من رؤية متكاملة لعملية الحوار وآليات دورية محددة لإنجاز هذا الحوار ولهذا سوف يكون مآل هذا حوار بهذا الشكل كما كان مآل الاتفاقات السابقة التي كانت تعقد بين مختلف الأحزاب السياسية «الحزب الحاكم والأحزاب إلى خارج السلطة» في الفترات التي تسبق الدورات الانتخابية سواء كانت النيابية أو المحلية ودائماً كنا نسمع عن اتفاقات تمت بين القوى السياسية ولكن هذه الاتفاقات لا يتم انجاز اهدافها وبالتالي أن يكون للحوار هذه المرة آليات كفؤة وفعالة ويكون هناك التزام بالحوار من قبل الاطراف المشاركة فيه فإذا كان يتم كما هو في المرات السابقة فلن يؤدي إلى نتائج نصب في مصالح الشعب في الأخير لأنه يفترض بهذه الأحزاب سواء الحزب الحاكم أو الأحزاب خارج السلطة انها في الأخير حريصة على المصلحة الوطنية فاذا كانوا حريصين على المصلحة الوطنية فعليهم ان يبتكروا آليات كفؤة وواضحة لهذا الحوار.

> يعني أنه حتى الآن لا توجد آلية كفاءة للحوار؟!.

- أنا لا أرى أنه توجد آلية كفؤة للحوار ومنهم الأطراف التي تشارك في الحوار وهذا لأن هذا يتم أما بمبادرة من السلطة التي تدعو بعض الأحزاب للحوار معها وتأتي بعض الأحزاب لا توافق على أن تدخل بعض الأحزاب الأخرى في الحوار، ومن الذي يحدد الوقت لأن الوقت غير ملزم واستمرار العملية غير ملزمة للأطراف وانما كلما سمحت لهم الفرصة قاموا بجولة حوار وهذا أثبت ان عملية الحوار غير منظمة للحوار ولابد من وجود إدارة كفؤة للحوار.

> هل تتفقون مع من يرى توقيته يخضع لمصالح حزب هنا أو هناك؟!.

- تعودنا غالباً أن يكون الحوار من جميع الأطراف ولا استطيع ان أقول أن هذا الطرف جاد والآخر غير جاد ولكن أرى أن الجميع يتعامل مع الحوار تعاملاً تكتيكياً وليس استراتيجياً والحقيقة أنه ومنذ أن بدأت عملية التحول الاجتماعي في اليمن نحو الديمقراطية القائمة على التعددية السياسية وحرية السوق كان يجب أن يعقد مؤتمر وطني تشارك فيه كل القوى السياسية لتحديد أجندة التحول الاجتماعي.

ولكن وجدنا في الفترة السابقة ان الدولة لم تهتم بالحوار مع القوى السياسية خارج السلطة وان برنامج التحول فرضته الدولة على القوى الأخرى لأنه كان هناك الكثير من القضايا المختلف حولها ومن ضمنها قانون الانتخابات والتشريعات المختلفة المتعلقة بالانتخابات، وكان هنا له خلاف كبير حول الخصخصة وآلياتها وكيفية تنفيذها وكان هناك خلاف ايهما يبدأ هل التغيير السياسي أم التغيير الاقتصادي وكان هناك الكثير من القضايا.

لكن لم يتم الاجتماع حول برامج الإصلاح ومن هنا أنا أرى أنه وفي هذه المرة الفرصة سانحة طالما اتفقت كل القوى على الحوار فعليهم وحتى يضمنوا نجاح الحوار ان يحددوا ويتفقوا أولاً على آلية للحوار فلا يدخلوا في الحوار مباشرة دون وجود آلية، الأمر الثاني يجب أن يتفقوا على اجندة للحوار ما هي القضايا التي يجب أن نتحاور حولها، منوهاً إلى أنه وبالتالي فهذه الأمور سوف تضمن للحوار النجاح وأتمنى أن لا تؤخذ هذه المسائل التي طرحتها كنوع من التسويف لأنها قد تطرح صحيح ولكن نريد ان نتفق على اجندة وإليه وهذا الأمر يؤدي إلى تعطيل الحوار وتأخيره فعليهم ان يتفقوا بشكل سريع حول آلية الحوار وحول الأجندة وبهذه الحالة يمكن ان يصل الحوار إلى شيء.

> لكن الحوار بحد ذاته والتقارب هو أمر جيد ومطلوب، لكن نلاحظ أنه يتم حضور أحزاب في جلسات الحوار وغياب أخرى كيف ترون ذلك؟.

- هذا يتم لأن عملية الحوار غير منظمة، وبالتأكيد ستظهر اصوات تقول على أي اساس يتم الحوار وما هي القضايا التي نتحاور حولها وما هي اجندته وما هو توقيت الحوار وإلى أي فترة يمتد وبالتالي عندما تكون هذه الآليات متوفرة فإن أي قوى سياسية تتهرب من الحوار في ذلك الوقت فسوف نحملها المسؤولية نحن كمواطنين.

> أين مصلحة الوطن والمواطن من هذه الحوارات؟.

- بالتأكيد أنه اذا لم يكن الحوار من أجل تقاسم المصالح والتسويات بين القوى السياسية فقط كقوى سياسية ولا يصب في مصلحة الوطن ففي هذه الحالة يكون ضرره أكثر من فائدته على المجتمع ولكن اذا توفرت النية الحقيقية وتم الحوار حول قضايا فعلاً تهم المواطن وتهم الجمهور بشكل عام ولا تهم القوى السياسية كقوى سياسية لأن الحوار أحياناً قد ينصب حول قضاياتهم هذه الأحزاب وقضايا ليست وطنية وإنما قضايا حزبية ففي هذه الحالة فإن هذا النوع من الحوار لا يصب في مصلحة الوطن، لكن اذا كان هناك حوار جاد حول قضايا اساسية تهم المواطن في هذه الحالة يمكن أن يكون الحوار مفيداً وفي مصلحة الوطن.

نحن وللأسف الشديد لا ندري كيف يتم الحوار وإلى ماذا وصلوا إليه، ولكن إذا اخذنا القضايا التي طرحت في البرامج الانتخابية في الانتخابات الرئاسية فهذه قضايا مهمة مثلاً البرنامج الانتخابي لمرشح المؤتمر الشعبي العام فيه كثير من القضايا التي تساهم في تطوير العملية الديمقراطية والتحول نحو اقتصاد السوق ونحو تجربة تنموية ناجحة وكفؤة وأنا أرى ان هذه تمثل أساساً للحوار ولكن يجب أن يوضع لها جدول زمني وترتب اولوياتها وأي قضية أولى بالحوار قبل غيرها ولكن بهذه الطريقة العشوائية على أساس إرادة الأحزاب نفسها فبالتأكيد أن هناك أحزاب ستماطل وتتهرب ولن يصل الحوار إلى شيء.

> كلمة أخيرة؟.

- أقول أنه وفي هذه المرحلة علينا جميعاً أن نستلهم مصلحة الوطن قبل المصالح الحزبية والسياسية والشخصية فعلى الجميع أن يضع أمامه مصلحة الوطن وأن تكون هي الدليل الهادي له وكفانا من الأساليب غير الديمقراطية وغير الحوارية وأن تعترف السلطة بحق الأحزاب خارجها في أن تكون شريك في تقرير القضايا الأساسية وان تقبل الأحزاب خارج السلطة بالأساليب الديمقراطية لأن الديمقراطية أحياناً مؤلمة لبعض الأحزاب خارج السلطة ولكن عليها القبول بالديمقراطية سواء داخل السلطة أوخارجها.

فعليها جميعاً ان تعي بأن المواطن اليمني لم يعد قادراً على دفع فاتورة الصراعات السياسية بين القوى السياسية والشخصيات السياسية لم نعد قادرين أن ندفع ثمن مغامرات الأحزاب السياسية أو الشخصيات السياسية أحياناً.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد