التونسيون يصوتون لانتخاب ثامن رئيس في تاريخ البلاد

2019-09-16 06:45:29 أخبار اليوم/وكالات


توجه التونسيون أمس الأحد للمشاركة في انتخابات رئاسية يتوقع أن يكون لها أثر كبير على الأوضاع السياسية والاقتصادية في البلاد، حيث سجلت هيئة الانتخابات إقبالاً «متواضعاً» من قبل الناخبين، وخاصة الشباب، فيما سجل مراقبون تجاوزات عدة يتوقع أن تؤثر على نتائج الانتخابات التي يتم الإعلان عن نتائجها، يومنا هذا الإثنين.
تفوق الشيوخ على الشباب في نسبة الإقبال على الانتخابات الرئاسية، حيث سجلت هيئة الانتخابات إقبالاً متواضعاً في عموم البلاد، لم يتجاوز 16 في المئة من نسبة الناخبين المسجلين، والذين يتجاوز عددهم 7 ملايين ناخب.
فيما أكدت شبكة مراقبين (متخصصة بمراقبة الانتخابات) أن نسبة الإقبال بلغت حوالي 29 في المئة حتى الساعة الواحدة ظهراً، ورغم أن هذه النسبة تبلغ حوالي ضعف الأرقام التي نشرتها هيئة الانتخابات، إلا أنها تبقى بعيداً جداً عن نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية السابقة عام 2014، والتي بلغت حوالي 63 في المئة، وهو ما فسره مراقبون بضعف ثقة التونسيين بالسياسيين عموماً.
والرئيس المقبل هو ثامن رئيس في تاريخ البلاد، بعد الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي ومحمد الغنوشي (رئيس ليوم واحد) وفؤاد المبزع، ومنصف المرزوقي والباجي قايد السبسي، ومحمد الناصر، الرئيس المؤقت الحالي.
إخلالات عدة
وخلال تجولها بين بعض المراكز الانتخابية، استطلعت «القدس العربي» آراء بعض الناخبين، حيث أكد مُنجي (62 عاماً) أنه سيصوت للمرشح عبد الكريم الزبيدي، الذي قال إنه سيواصل نهج الرئيس الراحل، الباجي قائد السبسي، فيما أكدت سعيدة (50 عاماً) أنها ستصوت لمرشح خط الثورة، في إشارة للرئيس السابق، منصف المرزوق، إلا أن محمد (موظف) قال إنه سيصوت لمن «يخاف ربي»، في إشارة إلى مرشح النهضة عبد الفتاح مورو، مشيراً إلى أنه يرفض التصويت لـ»التجمعيين» والمنتمين للمنظومة القديمة.
وشهدت العملية الانتخابية إخلالات عدة، أوجزتها ليلى، رئيسة جمعية عتيد (متخصصة بمراقبة الانتخابات) بقولها: «من خلال مراقبينا الموزعين على 29 دائرة انتخابية داخل وحارج البلاد، لاحظنا عدداً من الإخلالات، أبرزها أن بعض الناخبين لم يجدوا أسماءهم ضمن القائمات الانتخابية وخاصة في الخارج، كما لاحظنا انخفاض عدد القائمين على مراكز الاقتراع من 5 إلى شخصين فقط».
وأضافت «كما لاحظنا أن مكاتب الاقتراع المخصصة لكبار السن تشهد ازدحاماً كبيراً. طبعاً هذا شيء إيجابي ولكنه تسبب بانتظار الناخبين لفترة طويلة دفعت بعضهم للمغادرة والامتناع عن التصويت. ورصدنا أيضاً حرمان بعض الشباب من ذوي الإعاقة من التصويت بسبب وجود مركز الاقتراع في الطابق الثاني، وبالتالي لم يتمكنوا من الصعود والاقتراع. فضلاً عن تواصل الحملات الانتخابية من قبل ممثلي الأحزاب حول مراكز الاقتراع، وهذه الظاهرة لاحظناها في عدد كبير من الدوائر الانتخابية في البلاد».
ورغم تزايد عدد الإخلالات وخاصة فيما يتعلق بمحاولة التأثير على الناخبين ودفعهم للتصويت لبعض المرشحين دون غيرهم، إلا أن الشرايبي توقعت أن يكون تأثيرها «محدوداً» على نتائج الانتخابات، لكنها استدركت بقولها: «لا نستطيع تقدير التأثير حتى صدور النتائج في اليوم التالي».
ويشارك في الانتخابات الرئاسية 24 مرشحاً يتنافسون للوصول إلى قصر قرطاج، ويتوقع أن تؤثر نتائج الانتخابات بشكل كبير على الأوضاع السياسية والاقتصادية في البلاد، وخاصة أنها تأتي قبل أيام من الانتخابات البرلمانية.
انقسم رجال الدين
من جانب آخر، انقسم رجال الدين في تونس بين عدد من المرشحين، حيث دعا الشيخ لطفي الشندرلي إلى التصويت للمرشح عبد الكريم الزبيدي، ودون على صفحته في موقع “فيسبوك”: «هذا يوم الفصل. يا تونسي يا حر، إلى حد الآن الدكتور عبد الكريم الزبيدي متقدم وسيكون في الدور الثاني بإذن الله، لكن يلزمنا أن نكمل إلى آخر لحظة. ابذلوا مجهودكم واتصلوا بأصدقائكم للمشاركة والتصويت لتغيير الفاشلين. هذا يوم الفصل إلى النضال السلمي جميعاً الفوز قريب. ابشروا ورابطوا. الصمود إلى نهاية اليوم وستشرق شمس الحرية والديمقراطية والكرامة والعزة. صوتوا للدكتور عبد الكريم الزبيدي رقم 10».
فيما دعا الشيخ بشير بن حسن إلى الصتويت للمرشح عبد الفتاح مورو، عبر سلسلة تدوينات، قال فيها: «الدور الثاني سيكون بين من يمثل الثورة والثورة المضادة، وتشتيت الأصوات سيستفيد منه أعداء ثورتنا. خلاصة القول ستندمون على الكبر والعناد (…)، بدأ التنازل والاصطفاف في شِقّ الثورة المضادة، فأين أنتم يا أدعياء الثورية؟ أم الذاتية والأنانية ستمنعكم؟ الاصطفاف على أشده لسيسي جديد (في إشارة لعبد الكريم الزبيدي) في تونس إلى المتشدقين بالثورية ورفع العقيرة قريباً تنحرون بلا هوادة، زيدوا في العناد وصحة الراس (…)، أقسمت بالله الذي لا إله غيره لن يصل إلى قرطاج كل مترشح جديد على الساحة السياسية (في إشارة ليوسف الشاهد) وستذكرون قسمي ومصير تونس في خطر من فقه الموازنات في ما تبقى من الانتخابات.. انتخب الأوفر حظاً ولو لم يكن الأفضل فقد ضاق الوقت. أنقذوا الثورة».

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد