اعتبر ترديد اسمه في الاحتجاجات عفويًا وأكد أن المظاهرات تؤثر سلبًا على التنمية .. عـلــي ناصــر: الجفري نسق مع الرئيس وعلى الاشتراكي الحفاظ على وحدته وصفحة 86م طويناها بلقاء التسامح

2007-11-22 08:39:47

«خلوها على الخميس أو الجمعة أفضل. . لا. . لا خلينا نتفق على الخميس. . معليش أعملوا عليها إعلان يوم غد بأنكم ستنشرون المقابلة يوم الخميس إن شاء الله. . إعملوا الإعلان غداً وانشروها يوم الخميس. . واعتبروا انكم استلمتوها، ولذا أقول لكم اعملوا الإعلان عنها يوم غد».

هذه العبارات هي حصيلة حواري الهاتفي مع السيد الرئيس الأسبق/علي ناصر محمد عندما كنت أتواصل معه عبر الهاتف، مساء الثلاثاء وأكدت له بأننا حريصون على نشر المقابلة في أقرب وقت، وليكن الثلاثاء أو الأربعاء ولكن سيادة الرئيس أصر على ان يتم نشر الحوار يوم الخميس أو الجمعة، وأن يتم الإعلان عنها يوم الأربعاء.

ومن هنا ونزولاً عند رغبة السيد الرئيس، ولأننا نكن لهذا الشخص الاحترام والتقدير عملنا بحسب طلبه، ونشرنا الإعلان في عدد الأربعاء وننشر نص الحوار يومنا هذا الخميس إلا أن ما لم نكن نتوقعه هو اصرار السيد الرئيس على عدم نشر المقابلة في عدد الأربعاء أنه كان مرتبطاً بلقاء صحفي آخر نشر يوم أمس، ولم أكن أعرف بأن السيد الرئيس حريص على ألا يتزامن النشر في الصحيفتين، ولم أجد سبباً وجيهاً لاصرار السيد الرئيس على نشر المقابلة يوم الخميس سوى حرصه على ان يكون حاضراً في الصحف اليمنية والظهور من خلالها في أيام متتالية، ولهذا ونظراً لالتزامنا للقارئ الكريم بما وعدنا به من نشر للحوار الذي أجريناه

مع السيد/ علي ناصر بعيداً عن محاولتي الاغتيال، وإلى نص الحوار :

أجرى اللقاء/ إبراهيم مجاهد

> سيادة الرئيس كيف تقرؤون المشهد السياسي اليمني في ظل هذا الحراك المستمر في كثير من الجوانب وفي أكثر من محافظة يمنية ؟. . . سياسياً أين أنتم مما تشهده الساحة اليمنية بمجملها؟.

- نتابع ما جرى ويجري في المحافظات من اعتصامات ومظاهرات بسبب الممارسات والأخطاء التي ارتكبت بحق هؤلاء العسكريين والمدنيين بعد حرب صيف 1994م ، ويومها طالبنا بالمعالجات السريعة لآثار الحرب وفي المقدمة إعادة الجنود والضباط والمدنيين إلى أعمالهم ومنازلهم ، فالنصر العسكري هو نصر مؤقت فلا غالب ولا مغلوب ، والأمور حسمت عسكريا لكنها لم تحسم سياسيا ولهذا طالبت بالحوار آنذاك للخروج من الأزمة التي كانت تمر بها البلاد ، وهذا لم يعجب البعض ، وبعد ذلك نشرت وجهة نظري في «صحيفة الحياة» اللندنية فتعرضت حينها للهجوم من قبل صحيفة «14 أكتوبر» التي كان لها مكانة في قلبي حيث صنفتني حينها بأنني انفصالي ومجرم حرب وطالبت الصحيفة بملاحقتي عبر الانتربول الدولي «وكأنه دائرة في وزارة الداخلية»، وشعرتُ حينها بأن الطرف المنتصر قد أصيب بنشوة النصر، وأنه لا جدوى من أية نصيحة مع أنني رفضت المشاركة في الحرب، وطالبت قبل الأزمة وأثناءها باللجوء إلى الحوار والاحتكام إلى وثيقة العهد والاتفاق وخاصة شقها السياسي الذي تم التوقيع عليه في عمّان من قبل الأحزاب الرئيسية وفي مقدمتها حزب المؤتمر الشعبي والحزب الاشتراكي اليمني وحزب الإصلاح وبقية الأحزاب والقوى والشخصيات الاجتماعية ، وهي الوثيقة التي وفرت فرصة تاريخية للحوار السلمي وبناء أسس الدولة اليمنية الحديثة.

واليوم وبعد 13 عاماً من النصيحة التي تقدمنا بها تجري بعض المعالجات الجزئية التي يبدو أنها لم تلب طموح المتقاعدين كما هو واضح من استمرار مطالبهم. والأمل في اللجوء إلى الحلول الشاملة والعميقة في حل القضايا، التي لم يعد من الممكن تأخيرها.

> سيادة الرئيس تخلل بعض الاحتجاجات والتظاهرات لا سيما تلك التي أقيمت في بعض المحافظات الجنوبية رفع شعارات وصور لعدد من الشخصيات. . . وكان لشخصكم الكريم عبر الاسم والصورة حظ في ذلك. . فهل لنا أن نعرف حقيقة الدور الذي تقومون به تجاه هذه الفعاليات ؟ وهل من أطراف تسعى لزج أسمائكم في هكذا مواقف ومن هي إن وجدت؟.

- هذا تعبير عفوي من الناس ولم أكن وراء الهتافات ولا الاحتجاجات، التي لها علاقة مباشرة بالمعاناة التي لحقت بهم منذ عام 1994م.

> شغلت قضية المتقاعدين والمبعدين حيزاً كبيراً في المشهد السياسي اليمني وتم التفاعل معها بصورة ملفتة من الجانبين سلبا وإيجابا أنتم كيف تقيمون تعامل السلطات ممثلة برئيس الجمهورية والحكومة مؤخراً مع هذه القضية ؟ وهل تتفقون مع من يرى بأن ثمة ممارسات لبعض القوى السياسية في الداخل والخارج استغلت هذه القضية المطلبية والحقوقية لمصالحها الشخصية؟.

- أتفق معكم بأن قضية المتقاعدين والمبعدين شغلت حيزاً كبيراً في المشهد السياسي اليمني ، وتم التفاعل معها بصورة لافتة من الجانبين سلبا وإيجابا ، وقد تابعنا اللقاءات التي أجراها ويجريها الرئيس والحكومة مؤخرا لمعالجتها والتي مر عليها أكثر من 13عاماً، ولو تمت معالجتها كما أشرت آنفا لما حدث ما يجري الآن من اعتصامات ومظاهرات للمطالبة بعودة الذين سرحوا قسريا ولأسباب سياسية، وقد طالبت الأخ الرئيس في أكثر من لقاء واتصال معه بإيجاد حلول عاجلة وسريعة لهذه المشكلة الإنسانية والسياسية ، وأنتم تعرفون أن محافظات كاملة كانت تعيش من المؤسسات العسكرية والمدنية ، فلا تجارة ولا زراعة ولا مغتربين لديهم فمصدر قوتهم ورزقهم من هذه المؤسسات وليس لهم مصدر دخل آخر ، وخاصة أنهم أفنوا حياتهم في خدمة الوطن والمواطن ، ويجب على المسؤولين معالجة مشاكلهم وعدم الاستهتار بهذه الأمور والمثل عندنا يقول : «قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق»، حتى لا يؤدي ذلك إلى مزيد من الاحتقان والتوتر وينعكس سلبا على الوحدة الوطنية.

> سعت وتسعى الدولة لمعالجة قضية المتقاعدين والمبعدين وقضية الأراضي خاصة في المحافظات الجنوبية ومن هنا تذهب بعض الأطراف أو الشخصيات التي تتخذ من مراكزها في جمعيات المتقاعدين والمبعدين ومن خارج هذا الإطار إلى القول بأن القضية اليمنية ليست متعلقة ب«راتب شهري» أو ترقية أو عودة إلى العمل والخدمة ، وان القضية قضية الجنوب كيف تفسرون ذلك مع الوضع في الاعتبار أن هناك من يلمس جدية في توجهات القيادة السياسية والسلطات لمعالجة هذه القضايا؟.

- تابعنا اللجان التي شكلت لمعالجة قضية المتقاعدين والمبعدين وقضية الأراضي خاصة في المحافظات الجنوبية ، وكنا نتمنى أن تعالج مثل هذه المشاكل منذ وقت مبكر كما أشرت آنفا ولكن المماطلة في تنفيذ توجيهات الرئيس واللجان التي شكلت أدت إلى تعقيد مثل هذه الأمور وإلى استفزاز مشاعر المواطنين المتضررين ، وكما تعرفون بأن هناك تعاطف شعبي واسع إلى جانبهم في كل المحافظات اليمنية.

> كيف تنظرون إلى بعض المطالب التي تم طرحها في بعض الاعتصامات والمهرجانات مثل إعادة تشكيل جيش الجنوب «والعودة إلى وثيقة العهد والاتفاق» و«العودة إلى زمن التشطير» وغيرها من المطالب التي تمس وتؤثر على الوحدة الوطنية؟.

- لم أسمع بما يقال عن إعادة تشكيل جيش الجنوب أو العودة إلى زمن التشطير، فالعسكريون والمدنيون يطالبون بعودتهم إلى القوات المسلحة والأمن وإلى المؤسسات المدنية، ونأمل أن تجري معالجة مشاكلهم في أقرب وقت.

> وسط هذا الحراك المتفاعل المنقطع النظير يرى ساسة أن هناك تغييباً متعمدا لدور الحزب الاشتراكي اليمني لتحريك العديد من القضايا المختلفة والمساهمة في معالجتها في حين أنه يتم إبراز مواقف بعض الشخصيات المحسوبة على الحزب ولا تعتبر مواقفها معبرة عن الحزب وتختلف مع توجهاته وأدبياته. . وقد وصل الأمر إلى مرحلة الاتهام بالتواطؤ والتخوين. . من وجهة نظركم هل من تغييب متعمد لدور الحزب الاشتراكي ومن هو المستفيد سيما وان هناك شخصيات قيادية في الاشتراكي تمترست في خنادق العداء للقيادة الجديدة للحزب ممثلة بالدكتور ياسين سعيد نعمان الأمين العام للحزب؟.

-نحن مع وحدة الحزب الاشتراكي وقيادته وأي مشاكل أو تباين في وجهات النظر ينبغي أن تعالج في إطار الحزب الاشتراكي وأنا لستُ مع تفريخ الأحزاب كما جرى ويجري في بعض الأحزاب على الساحة اليمنية ، فوحدة هذه الأحزاب وتماسكها هو لصالح الوطن واستقراره وتقدمه وازدهاره. وهو لخدمة الحياة الديمقراطية المنشودة.

> برأيكم سيادة الرئيس ما هي الوسائل والأساليب المثلى لمعالجة قضية المتقاعدين والأراضي؟.

- حل المسألة يكمن في معالجة آثار ونتائج حرب 1994م قولاً وعملاً وهذا يتطلب عودة كل الذين سرحوا لأسباب سياسية وقسرية إلى أعمالهم ، وإعادة الأراضي والبيوت المستولى عليها من قبل بعض المتنفذين إلى أصحابها الشرعيين ، ووضع حد للممارسات الخاطئة التي تسيء للوطن والمواطن، ولو تمت معالجة ذلك بعد الحرب مباشرة لتجنبت البلاد والعباد هذه الهزات التي نمر بها والتي نحن في غنى عنها، وقد نبهت إلى ذلك عقب انتهاء الحرب مباشرة مع القيادة ثم في الصحف.

> ظهر مؤخراً على إحدى القنوات الفضائية المهندس حيدر أبو بكر العطاس وطرح كلاما أثار استغراب العديد من القوى السياسية حيث قال: ان الحزب الاشتراكي اليمني أخطأ عندما وقع على اتفاقية الوحدة دون أن يستشير أبناء الجنوب … كيف تقرؤون ذلك وما مدى صوابية هذا الطرح؟.

- هذا الكلام ورد على لسان المهندس حيدر أبو بكر العطاس وكانت له ردود فعل متباينة بين معارض ومؤيد، أما رأيي في هذا الحديث فقد كنت أتمنى أن يستجيب الأخوة في عدن لمشروع المصالحة الوطنية الذي تقدمنا به لتحقيق الوحدة الوطنية بين أبناء الجنوب منذ العام 1967 وحتى قيام الوحدة اليمنية، ولكن ذلك لم يتحقق مع الأسف، ونحن لسنا بصدد الحديث عن الماضي فهذا أصبح في ذمة التاريخ وقد جرى الاستعاضة عن ذلك بالتصالح والتسامح والتضامن بين أبناء المحافظات في العام 2006م، ومثل هذه الخطوات تستحق مباركة القيادة السياسية وكافة الأحزاب والقوى الوطنية لما فيها من مصلحة عظيمة لدعم استقرار الوطن.

> اسمحوا لي أن أنتقل إلى مشهد آخر. . وهو اقتصادي كيف تقيمون الوضع الاقتصادي اليمني من جهة والسياسات التي تتخذها الحكومة في معالجة المشاكل الاقتصادية والارتفاعات السعرية من جهة أخرى؟.

- أنا أؤمن كغيري ممن يعنيهم الوضع المعيشي للمواطنين بأن أية سياسات اقتصادية لا تنعكس بشكل إيجابي على حياة المواطنين ووضعهم المعيشي هي سياسات فاشلة ونعلم أن الاقتصاد اليمني -بحسب دراسات حديثة- يعاني من مشاكل كبيرة وهذا يعني أن الحكومة أمام تحد كبير وصعب، من تنفيذ خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ومعالجة مشكلة البطالة، ومحاربة الفساد، ووضع حد للمتنفذين الذين يسيئون لليمن ويحدون من فرص الاستثمار العربي والأجنبي، كما أن الاقتصاد لا يمكن أن يتعافى إلا في وضع سياسي وامني مستقر وقضاء مستقل وتشريعات نافذة وأياد نظيفة وإقامة مبدأ الثواب والعقاب.

> ما مدى تأثير الحراك السياسي والتظاهرات والاعتصامات والمهرجانات على سير عجلة التنمية والاستثمار في اليمن؟.

- لا شك أن ذلك سيؤثر سلباً على الاستقرار والاستثمار كما أكد أكثر من مرة بعض المسؤولين، ولكن المفصولين من أعمالهم ليسوا مسؤولين عن أي مضاعفات تؤدي إلى إحجام أو تردد بعض المستثمرين ولو جاءت المعالجة مبكرة كما أشرت آنفا لما حدث ذلك لكن المماطلة والمكابرة في معالجة المشكلة أدى إلى هذه النتائج ونحن نحرص على الاستقرار والاستثمار والتنمية في بلدنا لأنها عانت بما يكفي من الصراعات والحروب والتوتر الدائم.

> إن كان هناك من أثر سلبي لماذا نسمع أطرافا وقوى سياسية وحزبية من هنا أوهناك … تتمسك وتشدد على التصعيد وماهي وجهة نظركم في ذلك؟.

- إن اللجوء إلى الحوار هو الخيار المناسب لتجاوز هذه المشاكل السياسية التي تمر بها البلاد ، والمهم هو أن تتوفر إرادة سياسية لحوار جاد وصادق ومسؤول بين الأطراف السياسية في الساحة للخروج من هذه الأزمة.

> مع هذا الزخم والحراك السياسي والشعبي برأيكم أين يكمن دور أحزاب المعارضة اليمنية الموجودة في الساحة وكيف تقيمون هذا الدور سيادة الرئيس؟.

- لا شك أن للأحزاب السياسية في المعارضة دور مهم في الحياة السياسية وهي قوى مؤثرة ولها برامجها ورؤاها السياسية ومع الأسف أن الخلافات والانقسامات وتفريخ الأحزاب والصحف قد أثر على دورها الوطني والقومي مع التأكيد على ضرورة أن يتركز نشاطها ودورها على القضايا الكبرى للوطن والمواطن.

> عودة إلى الشأن السياسي كيف تقرؤون عودة الأستاذ عبد الرحمن الجفري الى أرض الوطن مع عدد من قيادة الرابطة قبيل الانتخابات الرئاسية بأيام معدودة وتأييده للرئيس علي عبد الله صالح وقوله بوجود صفقة لصالح الوطن ؟ وهل من صفقة لصالح الوطن يُكشف عما ورائها؟.

- عودة الأستاذ عبد الرحمن الجفري إلى أرض الوطن مع عدد من قيادة الرابطة قبل الانتخابات الرئاسية هو قرار حزبي وشخصي وقد اختار هذه العودة بإرادته وقناعته كما اختار الوقت المناسب لهذه العودة بالتنسيق مع الرئيس وعلى الطائرة الرئاسية أما بشأن الصفقة التي تتحدثون عنها فأنا لا علم لي بها وبإمكانكم أن توجهوا السؤال إلى الأستاذ عبد الرحمن الجفري وكل ما أعرفه أن عودته هي امتداد لعودة قيادات المعارضة في الخارج فبعضهم عاد بالتنسيق مع النظام وعلى الطائرة الرئاسية وآخرون عادوا بعد أن عانوا وفقدوا المساعدات الإنسانية التي كانوا يحصلون عليها بعد حرب 1994م.

> مؤخراً طرح الرئيس علي عبد الله صالح على كافة القوى السياسية والاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني مبادرة مشروع التعديلات الدستورية ، فهل لنا أن نعرف ما هو رأي الرئيس علي ناصر محمد من هذه المبادرة؟وما هي ملاحظاتكم عليها؟.

- قرأت في وسائل الإعلام المحلية لمقربين من الأخ الرئيس وصفهم لمبادرته بأنها غير واضحة ، وهناك كثير من الآراء بين تأييد ومعارضة لبعض ما ورد فيها ، ولكن كل ذلك لا ينفي احتواءها لنقاط تتفق مع أطروحات بعض قوى المعارضة كمسألة الحكم المحلي الذي ندعو إلى ترجمته على أرض الواقع قولاً وعملاً من خلال انتخاب المحافظين ومديري المديريات ومنحهم صلاحيات واسعة واستقلال مالي وإداري يمكنهم من القيام بمهامهم في مناطقهم فهم أدرى بها وبهموم مواطنيها وأقدر على معالجتها.

> كيف تقيمون حوار الأحزاب الممثلة في البرلمان من جهة والحزب الحاكم مع الأحزاب الأخرى من جهة أخرى؟.

- نحن نبارك ونؤيد أي حوار سياسي بين الحزب الحاكم والأحزاب الأخرى إذا كان الهدف منه مصلحة الوطن والمواطن.

> ماذا تعني لكم معارضة الخارج؟وهل يوجد تواصل معها من قبلكم؟.

- اتصالاتي مع الجميع في الداخل والخارج مستمرة بحكم العلاقات التاريخية والشخصية مع هذه القوى والشخصيات ، ونحن اليمنيين يمكن أن نختلف سياسياً ولكن العلاقات الشخصية لا تنقطع ، ومع الأسف أن البعض يزعجه أن تتم مثل هذه اللقاءات التي لا تسيء إلى أحد.

> هل من تواصل بين الرئيس علي عبد الله صالح والرئيس علي ناصر محمد؟ وهل من قضايا محددة يتم التركيز عليها من خلال هذا التواصل؟ وما نتائجها في ظل هذه الأوضاع ؟ وإلى أين تسير اليمن وما هي الحلول؟.

- العلاقات مع الرئيس علي عبد الله صالح مستمرة ولم تنقطع وهناك من يحاول أن يزرع الخلافات بيننا من الذين لا يفكرون ولا يعملون إلا في خدمة مصالحهم الخاصة وهؤلاء هم الأخطر على الوطن والمواطن والقيادة إذ سرعان ما ينفضون من حول أي حاكم ولنا تجارب كثيرة في اليمن وخارجها، وفي تقديري أن الإنسان الحريص على الوطن والقيادة هو الذي يجب أن يصدُق الحاكم وقد نبهت الرئيس إلى ذلك من منطلق الحرص عليه ، وفيما يتعلق بسؤالكم عن القضايا التي يجري التركيز عليها فقد كانت آخر رسالة وجهتها إليه منذ شهر ونصف من باب الحرص على استقرار البلاد والعباد وأملتُ ولا أزال أعرب عن أملي في أن يتم معالجة مشاكل المتقاعدين بسرعة وإعادة الأراضي والممتلكات إلى أصحابها الشرعيين وسرعة الإفراج عن المعتقلين وفي مقدمتهم الأخوين العميد ناصر النوبة وحسن باعوم بمناسبة ذكرى الاستقلال.

> من خلال موقعكم برئاسة المركز العربي للدراسات الاستراتيجية كيف ينظر الآخر العربي والأجنبي لليمن؟.

- ليس هناك من موقف موحد للآخر العربي والأجنبي من اليمن، فهناك وجهات نظر عديدة ومتعارضة إلا أننا في المركز العربي للدراسات الاستراتيجية قد نظمنا عدداً من الندوات عن اليمن والوحدة اليمنية وعن الديمقراطية والانتخابات الرئاسية عقدت في بيروت والقاهرة وشارك فيها عدد من الشخصيات اليمنية والعربية وبشهادة الجميع فإن الندوات ومحاورها ووثائقها كانت موفقة وستنشر في كتاب قريبا، وهناك تعاون مستمر بيننا وبين الجامعات اليمنية ومراكز الأبحاث ومنها المركز اليمني للدراسات الإستراتيجية و المركز اليمني للدراسات التاريخية واستراتيجيات المستقبل «منارات» ونأمل في أن نعقد ندوات أخرى في اليمن في القريب العاجل بالتعاون مع هذه المراكز والجامعات.

> ما هي المعوقات التي تقف أمام نهوض اليمن سياسيا واقتصاديا؟ وكيف يمكن تجاوزها؟.

- هناك الكثير من المعوقات السياسية والاقتصادية التي تقف أمام نهوض اليمن وتطوره وفي مقدمتها الصراعات والخلافات والحروب وهذه تؤثر تأثيرا سلبيا على عملية التنمية الاقتصادية في البلاد وقد عانينا من مثل هذه الصراعات قبل الوحدة وبعدها ونحن نأمل أن يجري تجاوز الآثار السلبية لهذه الخلافات بالحوار من أجل أن ينعم اليمن بالأمن والاستقرار والازدهار فنحن نحلم بيمن ديمقراطي موحد ومزدهر.

> تشكل أحداث يناير 1986م نقطة مهمة في مسار السياسة اليمنية ولم تستطع بعض القوى السياسية تركها ومازالت إلى هذه اللحظة محطة تساؤل أمام أداء الحزب الاشتراكي خاصة تباين المواقف حيال الأحداث الأخيرة في المحافظات الجنوبية ما الثابت والمتغير في هذه المواقف والتباينات ؟ وما يمكن أن تقوله للحزب الاشتراكي حالياً؟.

- لقد تجاوزنا بلقاء التصالح والتسامح والتضامن الآثار السلبية لأحداث يناير 1986م وهذه الصفحة طويناها جميعا مستفيدين من الدروس والعبر لهذه الأحداث التي هي امتداد لما مر به الشطر الجنوبي من الوطن، فنحن ننظر اليوم إلى المستقبل ومع الأسف أن البعض يركز على هذا الحدث وحده بينما هناك أحداث وحروب شهدها الشطر الشمالي أيضاً، ونحن نتمنى على الجميع أن يبارك هذا التصالح والتسامح في المحافظات الجنوبية وأن يمتد مثل هذا إلى المحافظات في شمال اليمن فنحن أحوج ما نكون إلى تضميد الجراح التي نخرت جسم الوحدة الوطنية.

وبالنسبة للحزب الاشتراكي اليمني نقول لهم :عليهم أن يستفيدوا من الدروس والعبر التي مررنا بها ، وان ينظروا إلى المستقبل ويحافظوا على وحدتهم بالاحتكام إلى لغة الحوار لتجاوز الخلافات أو التباينات في وجهات النظر.

> لو نظرنا إلى الحكومة اليمنية منذ عام 1990م وعام 1994م سيادة الرئيس تعد هذه نواة الدولة اليمنية الحديثة ما الذي كنت تتوقعه أن يتم ولم يحدث على الإطلاق؟.

- نتفق معكم أن تلك الحكومة اليمنية كانت نواة الدولة اليمنية الحديثة لكنها واجهت بعض المشاكل والعقبات في طريقها، أثرت على أدائها، وكنا نأمل ألاَّ يحدث مثل ذلك، فلقد ضحى الشعب اليمني كثيراً من أجل قيام الوحدة التي تحققت سلمياً في 22 مايو 1990م، والتي كان يرى فيها حلما استراتيجيا جميلا ، وكانت من وجهة نظرنا أعظم ما حققه الشعب اليمني في القرن العشرين، كما كانت الجماهير تنتظر من الوحدة أن تحقق انطلاقة جبارة نحو يمن قوي ومزدهر يسوده العدل والاستقرار والمواطنة المتساوية لكل اليمنيين وطن لا مكان فيه للفساد والفقر والجهل والثأر.

> تقول بعض القوى السياسية العربية بوجود قضايا سياسية عالقة مثل قضية جنوب لبنان وقضية الأكراد شمال العراق ، وفي الشأن اليمني الداخلي سيادة الرئيس هناك قوى سياسية داخلية تفكر بإيجاد قضية الجنوب اليمني وتصعيدها. . كيف تفسرون ذلك وهل تعتبر قضية سياسة أقليات؟.

- تعرفون أن الدعوة للوحدة اليمنية انطلقت من عدن في الأربعينيات والخمسينيات فحركة الأحرار والجبهة الوطنية المتحدة والأحزاب والنقابات ومنظمات المجتمع المدني كانت كل هذه القوى تناضل وتنشط من عدن ، وكما هو معروف فالشعب في جنوب اليمن وحدوي ولا يمكن أن نشبهه بما تدعيه بعض القوى السياسية العربية التي أشرتم إليها.

> العديد من السياسيين اليمنيين الذين خرجوا إلى خارج اليمن بفعل أحداث سياسية رجعوا لممارسة العمل السياسي لأسباب حتمية ، سيادة الرئيس إذا ما ألحت عليك قوى سياسية لأسباب ضرورية بالرجوع لممارسة العمل السياسي هل ستقبل بذلك؟ ووفق أي آلية؟.

- لقد غادرت اليمن بناء على رغبة القيادة عام 1990م ولم أكن أتوقع أن تكون هذه المغادرة مكافأة لي على ما قدمته لصالح الوحدة وأنا غادرت اليمن والسلطة ولم أغادر الحياة السياسية وكنت على اتصال مع كافة القوى السياسية ، وفي ذروة الخلاف عام 1994 عرض علي العودة للسلطة وتحمل مسؤوليات قيادية ومع الأسف أنها كانت مرتبطة بالأحداث والاستقطاب بين الطرفين ، وحول ما ورد في سؤالكم فإن كل ما يهمني وأحلم به واطمح فيه هو استقرار الوطن ومعالجة مشاكله وتضميد جراحه، وسوف أخدم وطني أينما كنت.

> سيادة الرئيس هناك شخصيات سياسية تتمترس وراء الثوابت الوطنية لنيل مكاسبها وتحقيق آمالها مثل تحقيق «الوحدة»، «الحضور القبلي»، «المجتمع المدني» وتعمل على تصعيد وتأزيم الأوضاع الداخلية لمصالحها الشخصية ، كيف تقيمون طبيعة هذا الأداء؟.

- أنا لا أتفق مع اللذين يتمترسون وراء الثوابت الوطنية لنيل المكاسب كما أشرتم في سؤالكم، فشعبنا اليمني شعب واعي ويدرك من يتاجر ويزايد في قضاياه الوطنية والمعيشية ونأمل أن يحتكم الجميع للحوار وحل المشاكل بالطرق المناسبة وبالأسلوب المناسب لمصلحة الشعب ، فقد مل الشعب هذه الخلافات والتوترات والمزايدات.

> يستوي في الشارع السياسي الحديث عن البرامج الانتخابية وتفعيلها وكذلك إيجاد بدائل لحالة التأزم والاهتمام بالماضي السياسي ، سيادة الرئيس كيف تنظرون إلى الحراك السياسي بين السلطة والمعارضة وفق هذه المفاهيم؟.

الاهتمام بالماضي السياسي وتقديمه على الراهن المتأزم يندرج في إطار الحروب السياسية والحملات الإعلامية والتي عادة ما يتم فيها تغليب المصالح الخاصة والضيقة على المصلحة العامة للوطن والشعب، وأما تفعيل البرامج الانتخابية بغرض إيجاد حلول للأزمات الراهنة وحتى المتوقعة مستقبلاً فهو المنطق السليم ، ولابد لتلك البرامج أن تتضمن استشرافاً للمستقبل فإن ذلك من أبجديات العمل الديمقراطي التنافسي. ولكن للأسف أن بعض الأحزاب لا تلتفت إلى الجماهير إلا في المناسبات والانتخابات لاختيار زيد أو عمرو في هذا الموقع أو ذاك وبعدها تنقطع الصلة بينها وبين جماهيرها إلى دورة لاحقة للانتخابات.

> إذا أردنا أن ننتقل إلى الشأن الإقليمي. . طبعاً سيادة الرئيس ترتبط اليمن ودول الجوار بعلاقات متفاوتة في الماضي والحاضر ، وهي اليوم تؤكد هذه العلاقات باجتماعات دورية مع وزراء خارجية دول الخليج العربي وكذلك مع مجلس التنسيق اليمني السعودي كيف تقرؤون مسار هذه العلاقات؟.

- أعتقد أن الدول وخاصة دول الجوار تنظر إلى اليمن باهتمام كبير وفق ما لهذا البلد من أهمية جغرافية وتاريخية واستراتيجية كونه يشكل عمق الجزيرة العربية إضافة إلى الثروة البشرية وغير ذلك من المعطيات الكثيرة ، ولكن الإصلاح الداخلي وحل المشكلات السياسية والمعيشية العالقة تتطلب من القيادة اليمنية معالجتها ليتسنى لدول الجوار مساعدة اليمن سياسياً واقتصادياً واجتماعياً سعياً نحو الاستقرار الذي ينعكس على الجميع.

> لكل حكومة في أدائها السياسي طبيعة ولديها إجراءات تنفيذية قد تطول سنوات ، من وجهة نظرك سيادة الرئيس ما الخروقات والتجاوزات التي وقعت فيها الحكومة الحالية وهي الآن تقف حجر عثرة أمام التنمية الحقيقية؟.

أعتقد أن الفساد هو العدو اللدود لكل مشروع أو برنامج تنموي، وفي اليمن شكلت لجنة عليا لمكافحة الفساد وهي خطوة إيجابية لمحاربته، نأمل أن تتمكن هذه اللجنة من أداء مهامها، مع أني لا أميل دوماً إلى فكرة تشكيل لجان تنافس المؤسسات الحكومية والرقابية في العمل المناط بها وتؤدي إلى الازدواجية والخلط وتضاعف الأعباء المادية، والأجدى بدلاً من تعدد اللجان ترسيخ ثقافة المسؤولية من خلال وضع الرجل المناسب في المكان المناسب وتفعيل دور الأجهزة التنفيذية والتشريعية والرقابية والحد من التداخل بينها، حيث أننا جربنا تشكيل مثل هذه اللجان في عدن وأثبتت عدم جدواها.

> سيادة الرئيس شهدت الساحة الصحفية في اليمن التحولات والتطورات السياسية برؤاها المتباينة ومع تطور النشر الإلكتروني تقدم العمل الصحفي درجات إلى أي مدى تحققت الديمقراطية ومبدأ الرأي والرأي الآخر في الصحافة اليمنية؟.

أستطيع القول من خلال متابعتي للصحافة اليمنية والعربية أن الصحافة اليمنية تمضي بقوة لتؤسس لنفسها مكانة كبيرة وعالية في هذا المجال، وأثبت الصحفيون اليمنيون درجة عالية من التميز والنجاح برغم ما يواجههم من عراقيل ومشكلات من شأنها تقليص الهامش الديمقراطي والتضييق على حرية الصحافة. وهنا تجدر الإشارة إلى ضرورة أن تعمل المؤسسات الإعلامية بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني على ترسيخ مبادئ الحرية وتعزيز الكلمة المسؤولة والنقد البناء وتجنب اللجوء إلى التجريح والإساءات والمكايدات الإعلامية والسياسية التي من شأنها خلق الأحقاد والعداءات والإخلال بالتماسك الاجتماعي.

> سيادة الرئيس ظهرت في الشهر الماضي توترات أو مواقف عربية غير مباشرة تجاه الوحدة اليمنية ويعتقد أن هناك جهات تعمل على تقويضها ما تعليقك على مثل تلك المواقف؟.

- لا علم لي بوجود أطراف عربية تسعى إلى تقويض الوحدة اليمنية، وأعتقد أن الوحدة الوطنية هي الضمانة الأساسية لحماية الوحدة، إلى جانب الأمن والاستقرار والعدل، فكما قال الخليفة عمر بن عبد العزيز لأحد ولاته عندما طلب منه أموالاً لتحصين وتسوير المدينة من الأعداء «سورها بالعدل».

> كلمات توجهونها لكل من رئيس الجمهورية والحكومة والمتقاعدين والمعارضة والحزب الحاكم والحزب الاشتراكي اليمني؟.

- أدعو الأخ رئيس الجمهورية إلى إطلاق سراح المعتقلين على ذمة المسيرات السلمية ، وتوجيه المسئولين بتنفيذ كامل توجيهاته السابقة بشأن حقوق المتقاعدين والأراضي المصادرة ، والعمل على بلورة مشروع حوار وطني يلامس جميع القضايا الإشكالية في العمق ، وأدعوه إلى سرعة ترجمة ما جاء في مبادرته بشأن الحكم المحلي على أرض الواقع نظراً لما سيحققه من مشاركة شعبية ومساهمة في صنع القرار.

أما الحكومة فأدعوها أن تقوم بالمهام المناطة بها بروح المسؤولية وأن يكون المواطن محور اهتمامها وعملها ، وأن تصب كل جهودها في اتجاه تحسين واقعه المعيشي لأن الناس يريدون معالجات يلمسونها وتنعكس على حياتهم بشكل مباشر.

وللمتقاعدين أقول أن عليهم أن يستمروا في معالجة مشاكلهم بالطرق السلمية وهذا يعني الاحتكام إلى منطق السلم والسلام.

أما الأحزاب السياسية وفي مقدمتها الحزب الحاكم فمدعوون إلى الاحتكام إلى الحوار في حل جميع المشكلات وتقديم مصلحة الوطن والشعب على المصالح الخاصة والضيقة.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد