بينما متظاهرو الانتفاضة يمنعون تشييعا رمزياً لسليماني والمهندس ويحرقون مكتباً لـ«الحشد»

البرلمان العراقي يصوت بطرد القوات الأمريكية والتحالف يعلق عملياته ضد الدولة في بغداد

2020-01-06 07:39:52 أخبار اليوم/وكالات

 

صوت البرلمان العراقي بالأغلبية، أمس الأحد، على قرار يطالب الحكومة بإنهاء التواجد العسكري الأجنبي على أراضي البلاد، وتقديم شكوى رسمية إلى مجلس الأمن ضد الولايات المتحدة لـ”انتهاكها سيادة العراق”.

يأتي القرار على خلفية الغضب المتصاعد في العراق بسبب الغارات الأمريكية، التي جرت خلال الأيام الأخيرة، وأدت إلى مقتل قائد “فيلق القدس” الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس “هيئة الحشد الشعبي” أبو مهدي المهندس، ومقاتلين آخرين من الحشد.

وصوت أعضاء البرلمان بأغلبية لصالح قرار مكون من خمس فقرات تم إعداده من قبل الكتل السياسية واللجان المختصة لإنهاء التواجد العسكري الأجنبي في البلاد.

وطالب القرار بإلزام الحكومة بالعمل على إنهاء تواجد أي قوات أجنبية في الأراضي العراقية، وإلغاء طلب المساعدة المقدمة من التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.

كما طالب القرار الحكومة بتقديم شكوى إلى مجلس الأمن ضد واشنطن بسبب انتهاكها لسيادة العراق.

ودعاها إلى “إجراء تحقيقات على أعلى المستويات لمعرفة ملابسات القصف الأمريكي وإعلام البرلمان بالنتائج خلال أسبوع”.

من جانبه دعا رئيس حكومة تصريف الأعمال العراقية عادل عبد المهدي إلى إنهاء وجود القوات الأجنبية -بما فيها الأميركية في العراق- فورا، مشيرا إلى أن هذه التوصية تأتي من موقعه كونه رئيسا لمجلس الوزراء وقائدا للقوات المسلحة.

وقال عبد المهدي خلال جلسة استثنائية للبرلمان العراقي عقدت يوم أمس لبحث وجود القوات الأميركية في العراق إن البلاد أمام خيارين، إما إنهاء وجود القوات الأجنبية في العراق بقرار فوري، أو الشروع في وضع جدول زمني لهذا الإجراء.

وعن تحليق طائرات أميركية في أجواء بغداد عقب اقتحام الخضراء والسفارة، أوضح عبد المهدي أن ذلك تم دون إذن من الحكومة العراقية.

وعن الضربة الأميركية التي أدت لمقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، والقيادي في الحشد الشعبي أبو المهدي المهندس وثمانية آخرين، اعتبر عبد المهدي أن الأمر خرق واضح للسيادة العراقية ولا يمكن القبول به.

متظاهرا يمنعون تشييعا رمزيا

وعلى صعيد ميداني سقط 4 متظاهرين بين قتيل وجريح، أمس الأحد، إثر تعرضهم لإطلاق نار من قبل فصائل مسلحة تابعة لـ «الحشد الشعبي» وداعمين له، في مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار، بعد منعهم من قبل المتظاهرين من دخول «تشييع رمزي» لقائد فيلق القدس قاسم سليماني ونائب رئيس هئية الحشد أبو مهدي المهندس، إلى ساحة الحبوبي.

وقالت من مصدر محلّي في الناصرية أن «العشرات من عناصر الحشد والداعمين له، خرجوا في تشييع رمزي لسليماني والمهندس، في تقاطع البهو وسط المدينة، وحاولوا الدخول إلى ساحة الحبوبي (الميدان الرئيس للتظاهرات في المدينة)، غير أن المتظاهرين المرابطين في الساحة منذ نحو ثلاثة أشهر منعوهم من ذلك».

وأضاف المصدر الذي طلب عدم الإشارة إلى اسمه، أن «اشتباكاً بالأيدي نشب بين المشيعين والمتظاهرين في بادئ الأمر، قبل أن يتطور إلى إطلاق نار أسفر عن سقوط قتيل وثلاثة جرحى، تم نقلهم إلى مستشفى الحسين التعليمي».

وأكمل: «على إثر الحادث استمر المشيعون بإطلاق النار على المتظاهرين، بهدف تفريقهم»، لافتاً إلى أن «المتظاهرين اتجهوا إلى مكتب هيئة الحشد الشعبي في منطقة حي أور في الناصرية وقاموا بحرقه».

 

حزب الله – العراق»، كما قاموا بإحراق «كرفان» عند مدخل مكتب «الحشد».

 

المشهد تكرر في البصرة، أقصى جنوب العراق، حيث رفض المعتصمون تشييعا رمزيا داخل الساحة أيضاً لسليماني والمهندس، الأمر الذي تطور لاحقاً لإطلاق نار في الساحة، من دون الكشف عن سقوط ضحايا، مما دفع قوات الشغب إلى الانتشار بشكل مكثف في الشوارع القريبة من ساحة اعتصام البصرة.

ويأتي الحادث بعد ساعات من إقدام مجموعة من المتظاهرين في كربلاء على إنزال صورة للجنرال الإيراني قاسم سليماني، كانت موضوعة على جسّر العباس، وسط مدينة كربلاء المقدّسة لدى الشيعة، ليل أول أمس.

صاروخان في محيط السفارة

إلى ذلك سقط صاروخان على الأقل مساء أمس الأحد في محيط السفارة الأمريكية داخل المنطقة الخضراء الشديدة التحصين في وسط بغداد، وذلك بعيد ساعات من انتهاء مهلة حدّدها فصيل موالٍ لإيران للقوات الأمريكية.

ومنذ نهاية تشرين الأول/أكتوبر، تتعرض مصالح أمريكية في العراق وخصوصاً قواعد عسكرية لهجمات صاروخية متزايدة، لم تتبنّها أي جهة، لكنّ واشنطن حمّلت مسؤوليتها لكتائب حزب الله، التي دعت القوات العراقية إلى الابتعاد عن أماكن تواجد القوات الأميركية بدءاً من الساعة الخامسة (14,00 ت غ) من بعد ظهر أمس الأحد.

لا نريد انجرار ترامب إلى حرب

من جانبه قال زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأمريكي، تشاك شومر، إن الولايات المتحدة لا ترغب في ” تورط ” الرئيس دونالد ترامب بالدخول فى حرب.

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها شومر لشبكة (إيه بي سي) الأمريكية نقلت وكالة بلومبيرغ للأنباء مقتطفات منها أمس الأحد.

وعلق شومر على عملية قتل قائد فيلق القدس الإيراني الجنرال قاسم سليماني، قائلا إن أسبابها “غير مُرضية للغاية”.

تهديدات ترامب

وكان ترامب قد هدد إيران باستخدام القوة العسكرية إذا هاجمت أي قاعدة أمريكية أو أي مواطن أمريكي.. وقال ترامب في تغريدة عبر حسابه على “تويتر”: “أنفقت الولايات المتحدة للتو تريليوني دولار على معدات عسكرية. نحن حتى الآن الأكبر والأفضل في العالم!”.

وتابع: “إذا هاجمت إيران قاعدة أمريكية أو أي أمريكي سنرسل بعضا من هذه المعدات الرائعة الجديدة وبدون تردد”.

التحالف يعلّق عملياته    

وعلى صعيد أخر أعلن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة أمس الأحد أنه سيعلّق عمليات تدريب القوات العراقية والقتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، بسبب “الالتزام بحماة القواعد العراقية التي تستضف قوات التحالف”.

وتصاعدت في الشهرين الأخيرين الهجمات على مصالح أمريكية في العراق لتصل إلى 13 هجوماً، مستهدفة بصوة خاصة قواعد عسكرية. وتتهم واشنطن فصائل موالية لإيران بالوقوف وراء تلك الهجمات.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد