متظاهرون عراقيون: لا نخشى ”كورونا“ .. الفيروس الحقيقي هو السياسيون (فيديو)

2020-03-04 17:13:20 أخبار اليوم - متابعات خاصة

تسبب كشف حالات إصابة بفيروس كورونا المستجد في  العراق، بتصاعد غضب المحتجين، الذين يطالبون منذ خمسة أشهر، بإصلاحات سياسية وتغيير الطبقة السياسية، إذ اعتبروه دليلا إضافيا على عجز السلطات عن تقديم الخدمات العامة.

وتقول المتظاهرة فاطمة، الطالبة في كلية الطب (18 عاما)، لوكالة فرانس برس، ”الفيروس الحقيقي هو السياسيون العراقيون“، مضيفة: ”نحن محصنون من كل شيء آخر تقريبا“.

وتم تسجيل 19 إصابة بفيروس كورونا المستجد في العراق، هم: إيراني أعيد إلى بلاده، و18 عراقيا كلهم عائدون من إيران المجاورة.

وينتقد المتظاهرون، منذ أشهر أيضا، النفوذ الإيراني الواسع في بلادهم.

وأخذ المتظاهرون المناهضون للحكومة في ساحات العاصمة، التي تتواصل فيها الاعتصامات منذ تشرين الأول أكتوبر وفي المناطق الجنوبية الساخنة، موضوع الصحة العامة على عاتقهم.

ويقوم شباب متطوعون بتوزيع منشورات وإلقاء محاضرات حول سبل الوقاية من  فيروس كورونا، كما يوزعون أقنعة طبية مجانية بعدما ارتفعت أسعار الأقنعة أكثر من ثلاثة أضعاف في الأسواق المحلية.

وتحولت العيادات الميدانية، التي كانت جهزت بالمعدات الطبية والأدوية، منذ أشهر، لعلاج المتظاهرين الذين يصابون بالرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع، إلى مراكز لتوزيع سوائل التنظيف المطهرة، والنصائح.

في ساحة التحرير بوسط العاصمة، كان متطوعون يرتدون بزات واقية، يفحصون حرارة متظاهرين اصطفوا في طابور.

وتقول فاطمة، وهي متطوعة في ساحة التحرير، ”النظام الصحي لدينا منهك تماما في الظروف الطبيعية“، مضيفة: ”الآن فوق كل شيء، تفشى عندنا فيروس كورونا، ويفترض بنا الاعتماد على هذه المنشآت؟“.

وينشر الناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي، صورا ومقاطع فيديو لكميات القمامة المنتشرة في محيط المستشفيات التي تعرضت للكثير من الإهمال؛ بسبب عقود من النزاعات مر بها  العراق.

وتثير الأوضاع السيئة في الحمامات، خصوصا داخل المراكز الطبية، والتي لا تتوفر فيها الشروط الصحية بالدرجة الأدنى، قلقا كبيرا.

رغم ذلك، أعلن عضو لجنة الصحة النيابية حسن خلاتي، أن ”المستشفيات ومرافق الرعاية الصحية مجهزة بالكامل للتعامل مع تفشي المرض“ (كوفيد-19 الناجم عن فيروس كورونا المستجد).

الفيروس في الجوار

ويوجد في العراق أقل من عشرة أطباء لكل عشرة آلاف مواطن، بحسب أرقام حديثة لمنظمة الصحة العالمية.

وتعتبر حصيلة الوفيات بسبب فيروس كورونا المستجد في إيران الأكبر خارج الصين، التي تمثل مركز الوباء.

 وتعد إيران ثاني أكبر بلد مصدر للعراق. والعراق وجهة مقصودة من الزوار الإيرانيين الذين يتوافدون على مدار السنة إلى مدينتي النجف وكربلاء المقدستين. كما يتوجه العديد من العراقيين إلى إيران لأغراض السياحة والعلاج الطبي والدراسات الدينية.

وأقفل العراق حدوده مع إيران، التي تمتد على مسافة مئات الكيلومترات، ومنع السفر منها وإليها.

في مخيمات الاحتجاج ضد السلطة- حيث يتهم المتظاهرون الجمهورية الإسلامية بالتدخل في الشؤون الداخليةـ تسود أيضا شكوك في الأرقام المعلنة حول الفيروس، في كل من إيران والعراق.

وتقول المتظاهرة رسل في مدينة الديوانية الجنوبية: ”نلاحظ أن هناك أرقاما لم تعلن عنها الحكومة“ العراقية.

وتضيف الشابة التي تدرس الطب لفرانس برس: ”على الحكومة أن تعلن هذه الأرقام، مثل تلك المتعلقة بالحجر على الحالات المشتبه بها. ولا بدّ من اتخاذ إجراءات أكثر صحة مثل التعقيم في المستشفيات“.

ويتهم بعض المحتجين المسؤولين الإيرانيين بتعريض سلامة العراقيين للخطر؛ ”بسبب التستر على مستوى انتشار الوباء“.

لا خوف

بعد إعلان السلطات العراقية إغلاق المدارس والجامعات ودور السينما والمقاهي والأماكن العامة الأخرى، حتى السابع من آذار/مارس، من المتوقع أن تنخفض نسبة المشاركة في الاحتجاجات، خصوصا بعد أن قال المسؤولون إنهم سيفرضون قيودا على التجمعات الكبيرة.

ومنع رجل الدين  مقتدى الصدر، الذي كان داعما للاحتجاجات قبل أن يتخلى عن الحراك الشهر الماضي، الموالين له من التظاهر؛ بسبب مخاوف من الفيروس.

لكن الطلبة الذين يشكلون الجزء الأكبر من المحتجين في الشارع، استغلوا تعليق الدراسة ليعودوا إلى التظاهر.

وشارك متظاهرون في بغداد ومدن جنوبية، أمس الأحد، في احتجاجات كبيرة؛ بهدف الضغط على الحكومة لتنفيذ إصلاحات سياسية. ووضع عدد منهم أقنعة واقية.

وهتفوا: ”قناصك ما ردعنا، شنو هية كورونا“.

واستخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي والمطاطي، وحتى الأسلحة الآلية؛ لتفريق الاحتجاجات.

وقتل نحو 550 شخصا وأصيب 30 ألفا آخرون، منذ الأول من تشرين الأول/أكتوبر، معظمهم من المحتجين.

وخلال الأسبوع الماضي، قتل أربعة محتجين بالاضافة إلى أحد الناشطين داخل منزله.

ويتوقع أن تستمر الأزمة السياسية مع اعتذار رئيس الوزراء المكلّف  محمد علاوي، الليلة الماضية، عن عدم تشكيل حكومة. ولدى رئيس الجمهورية برهم صالح مهلة 15 يوما لاقتراح مرشح لتشكيل حكومة جديدة.

وقال محمد خلال تظاهرة في الديوانية: ”عندنا فيروس أخطر من كورونا، هو الأحزاب والسياسة والفساد، وخرجنا للقضاء على هذا الفيروس نهائيا؛ لأنه دمر العراق“، مؤكدا: ”كورونا لا يخوفنا، ونحن مستمرون“.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد