آراء وردود حول الدعوات الانفصالية .. الاتفاق حول الثوابت الوطنية ورفض أي دعوات تضر بمصلحة البلاد

2007-11-28 07:13:55

في الوقت الذي تحاول فيه السلطة معالجة القضايا المطلبية ورد الحقوق المشروعة كشف العميد حسين البيشي -نائب رئيس مجلس تنسيق جمعيات المتقاعدين نية وهدف هذه الاعتصامات والتظاهرات وللأسف الشديد أن يكون هذا الهدف هو الانفصال والعودة بعجلة التاريخ إلى الوراء، الأمر الذي يحتم على الجميع الوقوف أمام هذه التداعيات الخطيرة التي تهدد اليمن وامنه وسلامته، وفي هذا الإطار علق الشيخ حمود هاشم الذارحي على هذه الدعوات الانفصالية بالقول انه يرفض ويندد بهذه التصريحات، مضيفاً في حديثه ل«أخبار اليوم» أنهم مع المطالب المشروعة وبطريقة مشروعة وسلمية ولكن أي نبرة أو نعرة انفصالية فنحن ضدها بلا ريب ولاشك.

تحقيق/ معمر محمد البتول

وحول القول ان الشباب المتظاهرين يوقنون ان الوحدة هي سبب فقرهم وبطالتهم اوضح الشيخ الذارحي ان هذا الكلام نفسره بعقلية انفصالية لأن الوحدة ليس لها ذنب اذا كان هناك تصرفات خاطئة أو قصور من بعض المسؤولين فنحن نقف مع المطالبين بالحقوق، مؤكداً انه يجب ان نضع ايدينا لاصلاح الخطأ وليس الرجوع عن الوحدة التي تعمدت بالدماء والتي لا يمكن بأي حال من الأحوال النيل منها لأنها ستلقى اصطفافاً شعبياً منقطع النظير اما هذه الاصوات الشاذة، مضيفاً ان موقف المشترك واضح فنحن مع المطالب المشروعة وضد الدعوات والنعرات الانفصالية، ولولا فرملة المشترك في الكثير من الفعاليات حيث يأتي إليها أناس ليس للمشترك يد فيها ولكن ما يقام من فعاليات والمشترك فيها لن تجد فيها هذه الأصوات النشاز، اما ما قاله البيشي بأنها قضية شعب وجيش وحقوق فهذه تمثل شخصه وهي مدانة بكل المعايير انه لا حل إلا الانفصال فهذا الكلام مرفوض مرفوض بكل المعايير.

مؤكداً في ختام حديثه ل«أخبار اليوم» ان مواجهتها بهذه الطريقة وهي الوقوف مع كل المطالب المشروعة بالطرق السلمية والمشروعة وضد أي دعوة للانفصال أو المساس بالوحدة وهذا الموقف هو موقف كافة أبناء اليمن الغيورين والمدافعين عن وطنهم ووحدتهم فنجد أن ما طرحه الشيخ حمود الذارحي يتفق مع ما تحدث به الشيخ عبدالله صعتر والذي قال في تصريحاته ل«أخبار اليوم» ان القضية قضية شرعية فالظلم لا يرضاه الله سبحانه وتعالى وكذلك التمزق لا يرضاه الله تعالى فالله سبحانه الذي قال في كتابه الحكيم «الا لعنة الله على الظالمين» قال أيضاً «ولا تنازعوا فتفشلوا» وقال «ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا بعدما جاءتهم البينات واولئك لهم عذاب عظيم» فالوعد بالعذاب العظيم للذين يتفرقون ليس بالأمر الهين عذاب عظيم لم يحدده في الدنيا أو في الآخرة، موضحاً انه اذا جاء مطلقاً ولم يحدد فمعناه عذاب عظيم في الدنيا وفي الآخرة وهذه مسألة محسومة ولا يمكن ان يطالب الإنسان بما يغضب الله تعالى وبما لا يرضاه الله ولا يرضى بذلك إلا من كان مخالفاً لأمر الله تعالى متحدياً لامر الله القائل «واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا» وأضاف ان الحقوق أياً كانت الانسان يطالب بها بالطرق المشروعة ولكن ان يكون العلاج لذلك هو الدعوة للانفصال فهذا مثله كمن يغسل النجاسة المخففة بنجاسة مغلظة فلاشك ان بالنسبة للمطالب فهو امر متفق عليه عند الجميع لكن مسألة ان يكون هذا هو الحل لأنه ليس هو الحل لأنه مخالف لشرع الله عز وجل ويؤدي إلى اضعاف البلد والفتن وعودة الحروب الشطرية ويؤدي إلى مشاكل لا تعد ولا تحصى.

مؤكداً ان ذلك لا يدخل في اطار حرية الرأي فيقول قولاً سديداً فالله تعالى يقول «يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديدا» فلا يعني ان حرية الرأي ان ينقلب الناس ويقتلوا «فلان» ونقول حرية رأي أو يعتدوا على الناس ونقول حرية رأي لا ليس هذه حرية الرأي، وأوضح الشيخ صعتر ان حرية الرأي ان تقول ما تراه حقاً في إطار الشرع لأن الامة امة واحدة كما قال تعالى «وهذه امتكم أمة واحدة» ولاشك ان للانسان حريته ان يقول ما يشاء دون ان يدعوا إلى ما يضر بالناس أو يسبب حرج وإلا لأصبحت دعوات الافساد في الأرض مشروعة.

مؤكداً ان بيانات المشترك المتكررة تؤكد التمسك بالثوابت والوحدة وتدعو إلى حل جميع القضايا في جميع المحافظات البيانات هذه صدرت بيانا بعد بيان واذا كانت هذه البيانات موزعة في كل مكان فان من الأشياء المؤلمة ان يقول اي إنسان ان المشترك له مطالب مثل هذه المطالب فالمشترك مواقفه واضحة والوحدة لا نقاش حولها وقد تمت بفضل الله عز وجل والمطلوب ان يتعاون الناس على حفظ امن واستقرار ووحدة واستقرار هذا البلد وتحقيق مطالب الناس بالطرق المشروعة.

وعن التبرير القائل بأن الوضع الذي نعيشه يدعو إلى هذه الشعارات قال الشيخ صعتر هناك فرق كبير بين ان نقول ان المظالم ادت إلى ان يستغل هؤلاء الناس هذه الحاجات وبين ان نقر مسألة انها من الاسباب فعلاً فالسياسات الخاطئة جعلت هؤلاء الناس يقولون انظروا الوحدة وانظروا إلى الذين جاؤوا من المناطق الشمالية واخذوا اراضيكم بمعنى ان يستغلوا مثل هذه القضايا ولكن هل نؤيد ذلك لا يمكن ابداً ان نؤيد مثل هذا الكلام، مستدركاً بالقول انها من الأسباب التي تؤدي إلى استغلال الوضع وعدم المعالجة فالمطلوب معالجة هذه الثغرات وعدم اقرار هذه الدعوات.

داعياً في ختام تصريحاته ابناء الامة جميعاً ان يتضامنوا من أجل تحقيق المطالب المشروعة دون ان يكون في ذلك تفريط في الثوابت واسأل الله ان يجمع قلوب الأمة على كتاب الله وسنة رسوله.

وفي ذات السياق نرى أن جميع الآراء لا تختلف حول الثوابت الوطنية من الثورة والوحدة وغيرها من الثوابت التي لا يجوز المساس بها وهذا ما نقرؤه في قادم السطور من خلال ما طرحه المحلل السياسي الاستاذ عبدالجبار سعد والذي قال في حديث هاتفي مع «أخبار اليوم» ان هذا الأمر ليس جديداً وانما كانت منذ البدء على هذا النحو فمنذ ان قرأت البيانات الأولى التي اصدرها ناصر النوبه والذي بدأ بالمطالبة بحقوق المتقاعدين ويدعو للتفاهم لحل المشكلة ثم بدأ يتحدث عن الجنوب وحكومة اليمن الديمقراطية ثم انتقل إلى موضوع الجنوب اليمني وبدأ يتكلم عن ذلك وبعدها بدأ يتكلم عن الجنوب العربي، مؤكداً انه ومن أول لحظة يرى ان الأمر ابعد من ان يكون مطالب حقوقية، وفعلاً هو استغل هؤلاء الناس.

وأضاف سعد ان هناك متقاعدين حتى في الشمال ورئيس الجمهورية قد وجه اكثر من مرة بحل هذه المشاكل ولكن يبدو ان هناك بوعي أو بدون وعي من يؤجل هذه القضايا فلم تحسم، موضحاً ان كل ما في الامر ان هناك مشروع شامل تريد القوى المعادية ان تدمر به كل منطقة الشرق الأوسط ونحن من اوائل المستهدفين بسبب مواقفنا العروبية والايمانية التي اغاضتهم وهذه تصفية حسابات، داعياً الله تعالى؟ ان يقوي همة قيادتنا أولاً وهمة كل مؤمن بحيث ان يفرق بين الحق والباطل ويقف امام هذه المشاريع اللعينة، مشيراً إلى انه وفي نفس الوقت يجب ان تحل جميع المشاكل الحقوقية بدعة وتروي.

مؤكداً ان هؤلاء الناس لن يفلحوا اطلاقاً وقال بن سعد انه من المؤكد ان السياسات الخاطئة وعدم تنفيذ توجيهات رئيس الجمهورية هي مبررات لظهور هذه الدعوات والشعارات ولكن رب ضارة نافعة فكم من التوجيهات تذهب هباءً وكم من المفاسد التي تتضح ولا يلتفت اليها فكل هذه تراكمت، مضيفاً ان الأصوات لم تصل سوى صوت هؤلاء المعتصمين، واعتقد ان يحل مشاكلهم وتنتهي وان عيون القيادة السياسية لن تغمض بعد الآن، واذكر بيتاً من الشعر يقول «عداي لهم فضلاً عليا ومنة فلا ابعد الرحمن عنى عادياً هم طلبوا لي زلة فاجتنبتها وهم نافسوني فارتقيت المعالياً» فأعتقد ان هؤلاء المفسدين في الارض المحرضين من الخارج وكلنا نعرفهم لانهم يتكلموا بصوت عال ولا يخفوا وجوههم ولا اسمائهم وهم موجودين في واشنطن والسعودية ولندن والقاهرة وطهران وكثير من عواصم الفساد هم الذين يمولون هذه الحملات مادياً وتحريضياً، مؤكداً بأنهم قدموا لنا هدية كشعب وحكومة ورئيس لأنه قد خرج من حالة الغياب التي كنا نعتقد انه فيها والآن هو في الصف الأول في عدن لمواجهة ذلك.

منوهاً إلى انه اذا كانت الوحدة في خطر لكان هذا الخطر سيحيق بها في وقت متقدم مثل عام 94م عندما كانت المواجهة بين دولة ودولة اما هؤلاء فهم ابعد ما يكون عن ذلك وهذا هو نفس سيناريو العراق يتكرر ولكنهم يوهمون انفسهم بأن خمسة اشخاص يمكن ان يغيروا ولو لم يكن هناك معاناة حقيقية لدى الناس فإنهم لن يحققوا شيئاً، مؤكداً بأن هؤلاء كلما زادوا اثارة كلما ازدادت القيادة والشعب شعوراً بالخطر لمعالجة الموضوع ولن يستطيعوا ان يحققوا الانقلاب الذي يريدونه أو الانفصال إلا بتدخل عسكري وهذا يستحيل ان يحصل.

وأضاف انه يسأل الله ان يعجل بإيقاظ القيادة السياسية لمعالجة هذه الاختلالات.

وفي ختام هذا الحديث قال بن سعد ان اميركا ليست احوج منا لنتقي اثر الفتنة التي يثيرها هؤلاء المفسدون في الأرض وينبغي ان تقوم الدولة بدورها في حماية وحدة الأمة فنحن نقبل النقد لصالح الذي يبني امة ونقبل أي تقييم ولكن لا نقبل بأي اثارة.

وفي نفس الإطار تحدثنا مع اللواء حسين محمد عرب-عضو مجلس الشورى والذي قال: أولاً انا في تقديري ان موضوع المتقاعدين هي قضية مطلبية واذا كان من يريد ان يحولها إلى شيءآخر فأنا في تقديري انها لن تأتي بأي فائدة لأن الوحدة موضوع محسوم حسمه الشعب اليمني وليس بيد شخص ولا أشخاص وبالنسبة للجنوب هو ليس رهينة بيد شخص الشعب اليمني بشكل عام قال رأيه في هذا الموضوع وجاءت انتخابات وجاءت أشياء كثيرة بالنسبة للشعب اليمني اننا قد قطعنا شوطاً كبيراً، مستدركاً بالقول: لكن من يريد ان يصطاد في الماء العكر أو يأتي بكلام من هذا النوع انا في تقديري انه كلام واضح للشعب اليمني انه كلام ليس موقعه أو يأتي بأي نتيجة المتقاعدين، وأضاف انا في تقديري ان هناك شوط كبير قطع في هذا الجانب وان جزءاً كبيراً حل واذا كان هناك قضايا مازالت موجودة اعتقد انها في طريقها للحل، ونحن كلنا مع أي مطالب حقوقية بدون شك لكن بطرق شرعية وبدون ان ندخل في أشياء تضر بالشعب اليمني وما يحصل اليوم يضر بالشعب اليمني اضراراً كبيراً هناك نوع من الدعاية المضادة التي تؤثر على ما يحقق من نتائج ايجابية خاصة في الجانب الاقتصادي أو في الجوانب الاخرى وبالتالي في اعتقادي ان هذا الكلام سياسي ولكنه لا يؤدي إلى أي نتيجة، وانا في تقديري ان هذا الكلام ليس صحيح هناك توجيهات من فخامة الرئيس على أساس ان فيه تقرير يشمل ما تحقق حتى الآن وهناك جهد كبير في وزارة الدفاع لا ادري إلى اين وصلوا ونحن عندما نتكلم عن موضوع المتقاعدين نقول هذا موضوع مطلبي وبالتالي اذا فيه شيء تبقى منه فالجميع مع انه يتحقق ولا احد ضد اي مطلب حقوقي لكن عندما تتحول هذه المطالب إلى كلام سياسي كما جاء في حديثكم في البداية هذا هو مرفوض اساساً لأن هذا يتحول إلى كلام سياسي يحاولوا من وراءه بعض العناصر بعض القوى ان تستفيد من وراء هذا الكلام. . فخامة رئيس الجمهورية اكد على ضرورة حل مشكلة المتقاعدين وكذلك الأراضي وهي في طريقها إلى الحل.

وفي نهاية حديثه تحدث قائلاً: انا اقول للسلطة يجب ان تجد في هذا الموضوع وتنفذ توجيهات فخامة الأخ الرئيس بحذافيرها وبدون تأخير لأن هذا التأخير تستفيد منه بعض القوى الأخرى واقول للقوى الأخرى التي تحاول ان تحول هذا العمل إلى عمل سياسي ان هذا العمل ليس في مصلحة الوطن وان ما هي قضايا مطلبية تحل ونحن مع اي مطالب حقه ونحن لسنا مع تحويل هذه القضايا إلى قضايا سياسية تحاول ان تستغلها بعض القوى.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد