بمناسبة الذكرى الـ«40» للاستقلال الوطني .. لأول مرة.. فهمي عنتر عميد الأسرة يخرج عن صمته ويكشف عن أسرار لم تقل: والدي اغتيل وجدي عذب وهو في الستين وسالمين شجاع ورحيم وعلي عبد الله صالح رد اعتبارنا .. المدعو حامد مدرم أمهلنا اسبوعين للخروج من فلتّنا من أجل

2007-11-29 06:38:18

مازالت عدد من الأسر اليمنية حتى اليوم ملتزمة الصمت لم تفصح عن كثير من الحقائق التاريخية التي تحتفظ بها والتي بالتأكيد ستكشف عن كثير من الحقائق المخيفة التي يفترض ان تقال طالما وهي حقائق ستكون منصفة للتاريخ والبشر وخاصة ان الوقت ملائم لأن تنفتح القلوب في ظل العهد الديمقراطي الوحدوي وحرية التعبير بعد ان ولى زمن وعهد تكميم الأفواه، فكيثر من الأسر اليمنية وبالذات في محافظة عدن تعددت أسباب رفضهم للكلام والالتزام بالصمت لكن في رأيي مهما كانت اسباب امتناعهم يعتبر ذلك اخفاء لحقائق ليست ملك من يخفونها لكنها ملك للتاريخ والأجيال وامام ذلك لم تفشل كل محاولاتنا فقد استطعنا في «أخبار اليوم» وبمناسبة الذكرى الأربعين لعيد الاستقلال الوطني المجيد اقناع الاستاذ فهمي مكرم عبدالله غالب عنتر عميد أسرة عنتر الذي حدثنا عن كثير من الخفايا والأسرار بعد سنوات من الرفض واليكم نص الحوار:

حاوره/ علي الخديري

> أستاذ فهمي عنتر تحمل في صدرك كثيراً من الخفايا والاسرار التي لم يكشف النقاب عنها من سابق. . الآن وقد اقتنعت بالتحدث فمن أين لنا ان نبدأ معك؟.

- في البداية شكراً جزيلاً لكم في صحيفة «أخبار اليوم» على استضافتي. . انا من مواليد 3 نوفمبر 1953م اتذكر جيدً ان منزلنا الكبير كان عبارة عن فلة في خورمكسر.

يمتلكها جدي لوالدي عبدالله غالب عنتر وهذا المسكن كان عبارة عن خليط من الاتجاهات السياسية حيث كان جدي عضواً في المجلس الاتحادي في حكومة الاتحاد الفيدرالي وعمي «رياض» كان قيادياً في القطاع الفدائي لجبهة التحرير ووالدي «مكرم» كان زعيماً لحزب الأمة وجميعهم كانوا مقيمين في مسكن واحد وكل منهم له قناعاته السياسية فجاء عام 1967 وعمري حينذاك اربع عشرة سنة يعني مستوعباً لكل ما يدور من احداث ومنها الحرب الأهلية عام 1967م حيث فقدت اسرتنا الرجال الثلاثة المشار اليهم سابقاً في عام واحد وكانت البداية اغتيال والدي مكرم عبدالله غالب عنتر الذي كان يعمل طباع عرائض حالات في مدينة الشيخ عثمان ويرجع اغتياله إلى موقفه اثناء تواجده في مصر العربية واعلانه من اذاعة صوت العرب في القاهرة انضمام حزب الأمة الذي كان يتزعمه إلى جبهة التحرير واذاعة الخبر في اذاعة صنعاء ونشرته صحيفة «الأهرام» القاهرية، وكان ذلك في بداية عام 1965م وعند عودة والدي إلى عدن غضب جدي منه واعتبر ذلك احراجاً له امام السلطة البريطانية فطلب من والدي تكذيب الخبر بسبب ضغوطات الاستخبارات البريطانية إلا ان والدي تشاور معي ومع شقيقتي الكبرى «ايفون» رحمة الله عليها فكان رأينا من رأيه عدم تكذيب خبر انضمام حزب الامة إلى جبهة التحرير فرفض والدي رفضاً قاطعاً التراجع فقام جدي رحمه الله بكتابة بيان تكذيب دون علم والدي وتسريبه ليذاع من اذاعة عدن في النشرة المسائية وفي صباح اليوم التالي تم اغتيال والدي في منطقة الشيخ عثمان وهو يطبع ورغم عدم معرفتنا بشخصية القاتل حتى اليوم إلا ان الشكوك اتجهت من يومها نحو الاستخبارات البريطانية التي من مصلحتها بالدرجة الرئيسية اغتيال والدي حتى يقوم بإلغاء بيان التكذيب وكذا حتى لا يعود للسفر إلى مصر وتحمل مسؤولية مكتب جبهة التحرير في القاهرة.

> وكيف تم اغتيال عمك «رياض»؟.

- عمي رياض في عام 1967م عندما اعترفت بريطانيا بالجبهة القومية ممثلاً شرعياً لجنوب اليمن هرب ضمن الذين هربوا إلى تعز وكانت المرحلة تسمى الحرب الأهلية الثانية بين جبهة التحرير والجبهة القومية ولان الجبهة القومية اتبعت اسلوب التصفيات الجسدية للمقاتلين في جبهة التحرير والمحظوظ منهم يوضع في معتقلات الجبهة القومية التي انشئت بمساعدة الاستخبارات البريطانية وجيش الاتحاد والسعيد من جبهة التحرير من يفلت بجلده ويهرب إلى تعز وعمي «رياض» حالفه الحفظ وهرب إلى تعز ومن تعز غادر بعدها إلى دبي التي مكث بها حتى واخر عام 1970م والتي لم يستطع العودة بعدها إلى عدن لانه كان من العناصر المطلوبة من قبل الجبهة القومية.

> لكن عاد بتوجيهات من الرئيس سالم ربيع علي «سالمين»؟.

- فعلاً عاد إلى عدن في اواخر عام 1970م عندما امسكت والدتي بالرئيس سالم ربيع على «سالمين» في منطقة الشيخ عثمان واطلعته على قصة هروب عمي «رياض» وطلبت منه ان يسمح له بالعودة من دبي بشرط عدم اعتراضه واذيته ولأن سالمين راجل وشجاع ويحب الشجعان ورحيم وهو في الشارع العام أعطى توجيهات لكل الجهات بعدم اعتراض عمي «رياض مكرم» كونه لا توجد عليه أي قضايا وكتب. . التوجيهات بخط يده وعاد عمي من دبي وأول شيء اعترضه تم منعه من عودته إلى عمله في تلفزيون عدن بسبب انه من جبهة التحرير فتم استيعابه في وزارة الاعلام والثقافة في التواهي وكان الوزير في تلك الفترة الفقيد الراحل عبدالله عبدالرزاق باذيب الذي كان زعيماً لحزب الطليعة الشعبية وكان الشهيد فاروق مصطفى رفعت مديراً لمكتب ذايب وفي احدى أيام النصف الأول من عام 1971م ايام الصحوة الثورية المزيفة والتي كان فيها الوزير عبدالله باذيب مسافراً في الخارج حضر إلى مكتبه ثلاثة من امن الدولة لغرض تفتيش مكتب الوزير باذيب وبتوجيهات من وزيرهم «محسن» فتم اعتراضهم ومنعهم من القيام بذلك من قبل عمي والشهيد فاروق مصطفى وما زاد الطين بله انهم دخلوا مع عمي في مشادات كلامية ادت إلى اعتقاله ثلاث ايام وفي يوم الافراج عنه ذهب إلى منزل احد اصدقائه وهو يعلم انه مراقب وملاحق فتم استدعاؤه من منزل صديقه وأول ما استجاب للنداء تم اطلاق الرصاص عليه ليفارق بعدها الحياة فكان السبب في اغتياله عبدالله باذيب بمعنى آخر لولا منعه وبشدة لرجال امن الدولة لكان نجا من الاغتيال.

> يقال ان الجبهة القومية اعتقلت جدك وطردتكم من فلتكم في خور مكسر؟.

- علينا ان نلامس الحقائق ونقول الصدق دون تحريف وسؤالك فيه حقيقتين الأولى ان الجهبة القومية فعلاً اعتقلت جدي عبدالله غالب عنتر وعمره في الستين وتم زجه في معتقل عفارة في الشيخ عثمان ومورست ضده اصناف من التعذيب وكان ذلك في بداية شهر نوفمبر 1967م فأصيب بتضخم بالكبد وعندما وجدوا ان صحته تتدهور تم نقله إلى مستشفى الجمهورية في حور مكسر الذي توفى فيه على الفور.

اما طردنا من فلتنا السكنية التي يمتلكها جدي فكان ذلك بتصرف شخصي وحاقد من قبل المدعو حامد مدرم الذي جاء إلى بوابة الفلة قبل أيام من اعلان الاستقلال الوطني والصق على البوابة الرئيسية ورقة فيها إعلان تحذيري أمهلنا فيها أسبوعين لمغادرة فلتنا لكي يستولي عليها مالم سيقوم بنسف الفلة بمن فيها وكنت انا كبير افراد الاسرة من الذكور فعلى الفور غادرنا الفلة في خور مكسر إلى منزلنا في الشيخ عثمان تجنباً من الحاق الأذى فينا.

> انتم اسرة عنتر انصفكم التاريخ؟ يقاطعنا. . قائلاً اي تاريخ انصفنا في سنوات النظام التشطيري الشمولي المستبد في الجنوب الذي اعتمد في الحكم على المناطقية الضيقة ظلت رموز الظلم والاستبداد هي المتنفذة شردونا وضايقونا ورمونا بابشع تهم التخوين والعمالة بينما هم مصاصو دماء وجزارين وحتى التاريخ لم يكتب بمصداقية وحيادية في الجنوب فمن كتبوا التاريخ كتبه بالتوجه فالتاريخ لم ينصفا وانما الرئيس/علي عبدالله رئيس الجمهورية «حفظ الله» هو من انصفنا كأسرة ورد لنا الاعتبار عندما منح عمي الشهيد المناضل رياض مكرم عنتر وسام 30 نوفمبر من الدرجة الأولى كان ذلك عام 2000م كواحد من ابطال الاستقلال الوطني وهذا التقدير والتكريم الذي جاء بعد سنوات طويلة من المحاربة والانتقام من قبل السلطة التشطيريةفي الجنوب جاء علي عبدالله صالح ليرد الاعتبار لكل مظلوم ولم افرح للثورة والاستقلال إلا بعد تحقيق الوحدة اليمنية.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد