من المسئول عن انتشاره في أوساطنا وكيف نتلافى أضراره ؟ القات .. عدونا اللدود والقاتل الأول لأوقاتنا

2009-11-16 06:01:24


استطلاع / سالم لعور

القات شجرة شيطانية نتناوله عادة وقت القيلولة .. وأصبح القات في حياتنا ظاهرة متفشية تنتشر بين أوساط الرجال والنساء شبابا وشيوخا وأطفالاً في عمر الزهور أنه المتهم الأول في سلب الفرحة من قلوبنا والبسمة من شفاه فلذات أكبادنا.. انه القاتل الوحيد لأوقاتنا وصحتنا وسعادتنا ، انه الجاني رقم واحد الذي رضينا به مجبرين ان يفكك الترابط الأسري بين أفراد البيت الواحد من خلال إثارة الفتنة باستنزافه لميزانية الأسرة وما ينجم عنها من مشكلات يدفع ثمن نتاج آثارها السلبية كل أفراد الأسرة .. هذه الشجرة الخبيثة هي العدو اللدود الذي نحرص على صداقته ولا نتخوف من مكره ونؤمنه كأنه صديق حميم .. نبحث عنه وقت الظهيرة ونتناول وريقاته التي تصيبنا بمقتل في تبديد أوقاتنا وأموالنا فيما لا ينفع ،ونقضي ساعات من النشوة والفرح والمرح لتعقبها ساعات من الحزن والقلق والملل ..

صحيفة "أخبار اليوم" في هذا الاستطلاع تستطلع آراء عدد من الشخصيات حول ظاهرة القات وأضرارها على الفرد والمجتمع وكانت حصيلة الآراء على النحو التالي :

القات عامل رئيسي في استشراء الظواهر السيئة

الأخ سلطان علي بن علي ردمان من أبناء جبل حبشي م/ تعز تحدث وقال :" يسبب القات أضراراً فادحة للاقتصاد الوطني .. وزراعته تحتل مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية ويأتي هذا التوسع على حساب زراعة محاصيل أخرى أبرزها البن والذرة والحبوب والخضروات والفواكه وغيرها..ونظرا لازدياد رقعة زراعته باستمرار فإن ذلك يؤدي إلى استنزاف ثروتنا المائية لما تحتاجه شجرة القات من كميات هائلة من المياه في الوقت الذي سبقتنا شعوب العالم الأخرى في ترشيد المياه ووضع الخطط المستقبلية لمواجهة خطر أزمات المياه الذي أصبح يهدد حياة المجتمعات في العالم اجمع ".

ويضيف قائلا : "والقات مضيعة للوقت فلو افترضنا أن من يتناول القات يضيع من وقته 8 ساعات في مضغ القات يوميا فانه سيضيع 2880ساعة من عمره سنويا بما يعادل أربعة أشهر كاملة أي (ثلث العام )..إما الموظف الحكومي فلو أضاع من وقته ساعتين من ساعات العمل يوميا كما هو حاصل في معظم مرافق الدولة التي يغادر بعض موظفيها عملهم في الساعة الحادية عشرة ظهرا لضمان وصولهم إلى أسواق القات قبل الزحام فإنه " أي الموظف" فانه سيضيع 12 ساعة عمل في الأسبوع وفي الشهر 48 ساعة عمل أي بمعدل ستة أيام في الشهر بما يعادل نسبة غياب 20 % شهريا وكل هذا يترك آثارا اقتصادية على حساب قيمة العمل الذي يستلم أجرها هذا الموظف كاملة دون قيامه بهذا العمل على أكمل وجه ." ويختتم حديثه بالتأكيد على إن القات "عامل رئيس في استشراء بعض الظواهر السيئة كالرشوة والفساد المالي والإداري ونهب المال العام وغيرها من الظواهر التي تضر بالمجتمع والاقتصاد الوطني والمال العام للدولة أيضاً ."

القات مصدر رزق

أما الأخ نور الدين هزاع علي من أبناء القبيطه محافظة لحج فينظر إلى القات من زاوية أخرى ويقول :" هناك منافع لبعض الأسر في القات ..ولو فرضنا أن سلمنا بضرورة اقتلاع شجرة القات فهناك أسر كثيرة ممن تعتمد اعتمادا كليا على القات كمصدر لرزقها ستموت من الجوع بكل تأكيد ومعظمهم لا يملكون وظائف حكومية ومعنى هذا إننا حكمنا بالإعدام عليهم كانوا من المزارعين أو البائعين والعاملين في القات .. إذن لا بد من وضع المعالجات الصائبة من قبل الدولة والتي تبرمج وفق خطط منطقية تضمن تعويض المزارعين عن حجم الإضرار الناجمة عن تخليهم عن زراعة القات والاتجاه بهم نحو زراعة محاصيل أخرى كالبن والحبوب والخضار والفواكه وتشجيعهم على ذلك ودعمهم وتحفيزهم بتوفير الدولة لما يحتاجونه من مواد وآلات زراعية ومكائن وحراثات وغيرها من الإمكانيات التي ستساعدهم في التخفيف من هول حجم الخسائر التي ستنجم عن تخليهم عن زراعة شجرة القات "

أضرار القات وواجب الدولة

الإعلامي / سالمين احمد محمد دليو قال " لظاهرة تناول القات في بلادنا أضرار عديدة تؤثر على الحياة الاقتصادية بالبلاد من خلال استنزاف المياه المستخدمة والصالحة للشرب وأيضاً في الزراعة التي تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه لري الأراضي عند زراعتها بالحبوب والخضروات والفواكه ..وعلى الدولة إن ترسم الخطط والبرامج التي تضمن إن تتحقق على صعيد الواقع العملي وللأسف إن ما يحصل ليس إلا سردا وظاهرة صوتية عبر الفضائيات وغيرها من وسائل الإعلام الأخرى كالصحف ومواقع الانترنت وعليها الابتعاد عن ثرثرة الكلام وتحويله إلى واقع ملموس إذا كان لديها نوايا حسنة لإيجاد الحلول والبدائل لمعالجة مثل هذه الظواهر على قاعدة " لا ضرر ولا ضرار " من تحسين المستوى المعيشي للناس ليعيشوا حياة كريمة وآمنه في وطنهم وعلاوة على ذلك فهناك أضرار اجتماعية لظاهرة القات منها التفكك الأسري ومشكلات الطلاق بسبب أنه من أرباب الأسر من يفضل مضغ هذه الآفة الاجتماعية المسماة (القات ) ولو على حساب مصاريف أسرهم والسبب إن هناك معاشات لبعضهم لا تكفي حتى للإيجار أو شراء المواد الغذائية الضرورية وغيرها من أبسط المستلزمات البسيطة ! .وهناك أضرار صحية للقات منها ظهور الجلطات والسرطان والفشل الكلوي وغيرها من الأمراض المزمنة والمميتة ."

صمت إعلامي

أما الأخ بدري عبدالسلام من أبناء تعز يقول :" ظاهرة القات من أسوأ الظواهر الاجتماعية المنتشرة في بلادنا وعلى الرغم من مخاطرها إلا أنها لم تلق الاهتمام اللازم بتسليط الضوء عنها وعن مخاطرها في مختلف وسائل إعلامنا كانت مسموعة أو مرئية أو مقروءة وكأن هذه الظاهرة واجب يمنع الحديث عنه أو التطرق إليه باعتباره من المحرمات التي ينبغي عدم الخوض فيها ونتساءل من المسئول إزاء هذا الصمت المطبق تجاه تلك الظاهرة المدمرة للوطن والمواطن على حد سواء ؟

الكل مسئول من الحكومة بوزاراتها المعنية كالزراعة والإعلام والثقافة والتربية والعدل وغيرها ومرورا بالشخصيات الاجتماعية والاعتبارية والمواطنين أنفسهم .. وانتهاء بالمدرسة والأسرة والمساجد والنوادي والقائمين عليها من مديري ومعلمي المدارس والاخصائين الاجتماعيين فيها وأولياء أمور التلاميذ والطلاب وأئمة وخطباء المساجد وغيرهم من القائمين على الجمعيات الخيرية وحملة مشاعل التنوير في المجتمع من أدباء وشعراء ومثقفين ورجال الفكر والإعلاميين .. الكل مسئول إزاء الظاهرة التي نخرت جسد وطننا المعطاء دون ذنب أرتكبناه سوى إننا سلبيون في إرادتنا وهوى أنفسنا فلا نستطيع إن نتبادل مع بعضنا البعض الآراء حول الظاهرة وأسبابها ونتائجها وكيفية وضع المعالجات لها بعيدا عن التأويلات وإضفاء صبغات الطابع السياسي على كل صغيرة وكبيرة من معاناتنا ومعاناة وطننا المثخن بجروحه التي إذا التأم أحدها سرعان ما يدمى جرح آخر ..فالكل مسئول ولتكن هذه الظاهرة / المشكلة قضية للنقاش ولكن ليس في مقايل القات إنما في المدارس والجامعات والمنتديات الأدبية والثقافية والنوادي والجمعيات وفي كل مجالس الخيرين الذين يهمهم الوطن والمواطن والعمل على الاستفادة القصوى من الحلول والمخارج التي ستسفر عنها تلك النقاشات بهدف الوصول إلى معرفة أسباب الظاهرة ونتائجها والتخفيف من آثارها ومعالجتها أيضاً.!!<<

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد