حركة الشارع العام

2007-12-11 07:10:00

مع اقتراب عيد الأضحى المبارك يبدو الشارع في حركة دؤوبة وضوضاء بسبب ازدحام الشارع بالباعة الذين يتوافدون من الأرياف للحصول على صرفيات العيد، ولذا تجد الشارع يكتض بالعديد من الباعة الذين يقومون بعرض بضاعتهم امام المارة، فهناك من يبيع مأكولات خفيفة، ومن يبيع الملابس أو العطورات أو الجنابي، خاصة الاسواق العامة.

وفي زيارة سريعة لباب اليمن تبدو هذه المعروضات بطبيعتها وما ينتج عن هذه المعروضات من مخلفات يعمل على تلوث البيئة وقد يضر بالفرد والمجتمع.

الأغذية المكشوفة

مع ازدياد حالة البرد في فصل الشتاء وكذلك حاجة الإنسان إلى الطعام في لحظات متداركة في اليوم، يأخذ المرء ما يرغب من طعام خفيف في الشارع، دون مراعاة لطبيعة إنضاج هذه المأكولات والمواد التي استخدمت في ذلك، وقد تقودك الروائح إلى شراء ما تحتاج من طعام وانت في السوق تتجول ولو مر احدنا ب«باب اليمن» سيلاحظ باعة هذه المأكولات في المكان الذي تتوافد فيه الباصات والمارة خاصة في لحظات العصر وإلى المساء.

حيث يجد المارة هذه المأكولات «كالبطاط» و«البيض» و«الكبد» واشياء اخرى معروضة للرياح والغبار والشمس ولا توجد اي اشارات صحية، رغم ان هذه المهنة مهنة بيع المأكولات ناتجة عن رغبة صادقة من قبل الباعة في تحسين اوضاعهم والقضاء على الفقر واعالة أسرهم خاصة ان اغلب هؤلاء الباعة من الأرياف وبإمكان الإنسان التفكير في القضاء على البطالة ببيع هذه المأكولات لكن مع وجود رقابة تساعده في ذلك، وهناك ايضاً طرق للتفكير في تطوير هذه الطريقة، وتعتمد على قدرة البائع في التعامل مع الحياة فهناك بائع لا ينظر إلى الأوساخ ولا ينظفها ولا يحاول أن يغطي هذه المعروضات وهناك آخر حريص على النظافة لكن هناك أشياء تسيطر على الوضع مما يجعله يستسلم لهذه الحالة والواجب ان يقوم البائع بالإشراف المستمر على ما هو معروض والتزام النظافة والترتيب في ذلك.

صناعة هذه الوجبات

لو تأمل أحد كيف تنضج هذه البطاط أو البيض، أو الكبد المقلي بالزيت نجد ان كمية الزيت الذي في القدر قد لا يغير، ويظل يستخدم البائع إلى ان يغلي وينخفض ولا يقوم برمي الزيت المغلي في مكان بعيد، مما يجعل الاوساخ تتراكم وتكثر في الاناء، فترى ان بعض الأوساخ يظهر في بعضها، ولذا من المهم ان يتنبه الانسان إلى ذلك قبل ان يتناول اي بطاط أو بيض في الشارع العام.

اما الكبد المحروق فقد يلفت الناس إليه وذلك بسبب الرائحة النفاذة لهذا المطبوخ لكن في قدور الإنضاج يلاحظ المرء ذلك الزيت باللون الأسود حيث تم انضاج كمية كبيرة من هذه الكبد «خاصة كبد الدجاج» دون إبدال هذا الزيت المحروق فلو حاول امرؤ ان يضغط على واحدة يلاحظ انسكاب الزيت المحروق منها، وهذا لو تم ادخاله إلى المعدة بسبب الآلام والاوجاع وسوء الهضم، وقد يسبب كذلك الامراض الخبيثة مثل السرطان.

ومن الأهمية ان يتنبه المرء إلى مثل تلك الطباخة والانضاج قبل ان تكثر الامراض ولذا من الواجب ان يتنبه الباعة لمثل الاخطار فالعامة من الناس يقومون بشراء ذلك نظراً لما لها من طعم ورائحة مغرية ويتناسون انها مكشوفة للغبار وكذلك مطبوخة بزيت رديء ومحروق إلى درجة السواد.

ولذا لابد من توجيه هؤلاء اما لاصلاح ما يقومون به، اما ابدال هذه المهنة بمهنة اخرى اضمن واسلم للفرد والمجتمع من الأمراض والتلوث.

مخلفات وأخطار بيئية

ان المخلفات الناجمة عن هذه المبيعات تترك في الشارع، فتلاحظ وجود الاكياس البلاستيكية وكذلك الاوراق الممزقة التي تستخدم للف ذلك ايضاً الماء الذي يسيل في بقع متفاوتة وايضاً البقايا التالفة من هذه المأكولات فالأكياس البلاستيكية تنتشر في كل بقعة وتلوث البيئة وكذلك الماء الذي يؤدي إلى الانزلاق وابتلال الشارع وهذا غير لائق امام المارة ويعد رمي تلك البقايا تصرف لا اخلاقي ينبئ عن عدم احترام الغذاء وعدم احترام البيئة وكذا يجب ان يقوم هؤلاء بمتابعة كل المخلفات ووضعها في براميل خاصة لهذا السبب، قبل ان تلاحظ هذا التلوث البيئي في كل الشوارع، وتصير المدن الرئيسية ركاماً من قمامات غير منظمة.

غياب الرقابة

هناك دور مهم تقوم به المرافق الحكومية مثل مكاتب الصحة والبلدية ومكاتب حماية البيئة والتلوث ومع عدم انضباط مثل تلك المهام يستمر الباعة في اعمالهم دون توجيه وكذلك المواطن الذي يقبل على تلك المأكولات دون معرفة ومن اللازم ان تقوم هذه الجهات بمراقبة الاسواق العامة وعمل الإعلانات والارشادات من خلال اجهزة الاعلام المختلفة المقروءة والمسموعة والمرئية، وكذلك توزيع الملصقات واللوائح لتنظيم ذلك مع الحفاظ على الهدف الاسمى تنظيف البيئة والاشراف على ذلك ولا توجد خيارات اخرى، لأن العمل الرقابي يشرف على الشارع العام والحفاظ على البيئة بالامكانات المتاحة، وقد يلاحظ المواطن ان هؤلاء الباعة لديهم الحرص الشديد على البيئة، لكن اذا ما توفرت الرقابة من قبل الجهات المختصة في ذلك.

فأين الدور الرقابي في ذلك؟ واين الهيئات ومكاتب البلدية من ذلك؟.

التفكير في فرص أخرى

خاصة مع اقتراب العيد، يلاحظ المواطن الاكتضاض والازدحام في الشوارع وهناك العديد من الباعة الذين يقومون ببيع ملابس الاطفال أو الأحذية أو العطورات أو اشياء أخرى ويختار المواطن ما يريد إلى درجة ان المرء لا يستطيع المرور امام تلك البسطات والمعروضات وهذا ايضاً ناتج عن غياب دور الرقابة في تجهيز اسواق الاعياد، ان تلك البضاعة التي يقومون ببيعها للمواطنين الذين تناسب حاجاتهم واذواقهم مع مراعاة المناسبة القائمة، هذا الاستعداد للعيد يجعل المواطن يفكر بأسلوب جديد يضمن فيه حياة عيدية سعيدة مع ارتفاع الاسعار والغلاء الفاحش في سعر المواد الغذائية ومستلزمات العيد من الملابس والأحذية والمستلزمات الأخرى.

ومن اللازم ان توضح مخلفات هذه البضاعة في اماكنها لأن مخلفات الملابس من ورقية وبلاستيكية سهلة الاخذ والسحب والازالة من الشارع العام وهناك جهود رائعة من قبل رجال النظافة ويبذلون قدراتهم وهم بحاجة إلى تزويدهم بالمستلزمات لنضمن سلامة البيئة ونظافتها.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
ممثل اليونيسف في اليمن: 4.5 مليون طفل خارج المدرسة يشكلون قنبلة موقوتة.. والادعاءات الحوثية تفتقر إلى الدليل

أعرب بيتر هوكينز، ممثل منظمة اليونيسف في اليمن، عن قلقه من أن وجود 4.5 مليون طفل دون تعليم يعتبر قنبلة موقوتة تهدد مستقبل البلاد. وأوضح أن مزاعم ميليشيا الحوثي الإرهابية بأن "اليونيسف" وشركاء الأمم المتحدة يتآمرون لتدمير مشاهدة المزيد