إن ذكرى تأسيس التجمع اليمني للإصلاح ليست ذكرى عابرة أو ذكرى يختص بها الإصلاحيون و الإصلاحيات بل ذكرى تفاعل معها ويتفاعل كل أبناء الوطن اليمني من المهرة شرقا حتى تهامة غربا.
الإصلاح هو حزب الوطن ومن الوطن ولأجل الوطن فلا حدث وطني إلا وتجد الإصلاح -من خلال رجاله ونسائه -حاضراً ويقدم نماذج سجلت في التاريخ اليمني، ولن أستطيع أن أحصر في هذه السطور هذه النماذج لكثرتها وأيضا حتى أني ربما لا أستطيع أن أعطيها حقها.
لم يتزعزع الإصلاح يوما في اتخاذ المواقف الوطنية فصلابة مواقفه كصلابة جبل فرتك المهرة، وجبل شمسان في عدن، وجبل صبر في تعز، وجبال كوكبان في المحويت، فهنيئاً لكل منتسبي ومحبي الإصلاح بالذكرى الرابعة والثلاثين للتأسيس.
لا غرابة أبداً أن يكون هذا الزخم الكبير احتفاءً بذكرى التأسيس، وليس غريباً أبداً أن يعم الاحتفال بهذه المناسبة كل محافظات الوطن اليمني، بل كل مديرية أو عزله، لأنه الإصلاح باختصار متجذر في تراب الوطن وفي قلوب الكثير كانوا أعضاء في الإصلاح أو لم ينتسبون إليه، ولد الإصلاح من رحم هذا الوطن، ولد كبير وسيظل كبيراً.
الإصلاح قدم نماذج كثيرة في كل محافظة على المستوى السياسي والمجتمعي، فلا مجال من مجالات الحياة إلا تجد للإصلاح بصمة وأثر إيجابي، له بصمات في التعليم وبصمات في الصحة وبصمات في المنظمات والجمعيات وبصمات في التضحية والفداء من أجل العقيدة والوطن ضد الانقلابيين وكل متربص بالنظام الجمهوري واليمن الاتحادي الكبير.
أربعة وثلاثون عام منذ تأسيس الإصلاح وفي كل عام يبهرنا الإصلاح بما يقدمه على المستوى التنظيمي، وعلى المستوى الوطني من المضي في صناعة شراكة سياسية مع كل الأحزاب اليمنية الوطنية، دون الوقوف على مصلحته من تلك المشاركة واضعاً المصلحة الوطنية الهدف الأساسي قبل المكاسب الحزبية.
لا شك أن هناك من يختلف مع الإصلاح، ولا شك كذلك أن البعض يعمل ضد الإصلاح، بتتبع خطوات الإصلاح، عله يجد ما ينتقد به الإصلاح، إلا إن الإصلاح لا يلتفت ولا ينظر للمتربصين لأخطائه وعثراته، بقدر ما يهمه مقاومة من يريد النيل من الوطن والمكتسبات الوطنية، مستمر في نضاله الذي أخطته منذ بزوغ شمسه في سبتمبر من العام 90.