كتب
-ياسر الأعسم
من الجميل حين نكتب، ان نكون متجردين من قيود
النفس الأمارة بالسوء، وان نلتزم الحياد والشفافية و ان تكون غايتنا الصدق. . لان
الأبداع هوان ترتقي كلماتنا بأفعالنا و إنسانيتنا خارج حدود الأنانية، وبعيدا عن
احتكار العقول و تصنيف البشر، فمن حق القارئ علينا ان نحترم إدراكه واجتهاده وبعد
نظره. . ان الأنسان. . لا يكتب الا
لنفسه، ولا يرأ الا بعين طبعه و سلوكه، ولا يفكر الا حسب تقاليده و عاداته، ويظن
انه هو وحده من يجب ان يسمع صوته من في الأرض جميعا، وتضاهي أفعاله الجبال طولا،
وتخرق أعماله السماء، وتسير في فلكه الكواكب وفي ملكه العبيد!. . صحافتنا وخاصة
الرياضية منها باتت هنجمة وقبيلة، حبني بالغصب وتعال معي بالصميل !. .
بهذا
الأفعال يحاولون ويريدون تكميم الأفواه، فان لم تقول مايشاؤون وتعمل ما يشتهون،
فعليك ان تصمت او تحل عليك لعنتهم ويعصف بك غضبهم، وكأننا من سلالة اخرى غير
سلالتهم حكم عليها وجودهم بالانقراض !. . ما بداية الانحدار الا نهاية الصعود
. .
ما جابنا للوراء الا لهجة التعالي هذه، اننا ندرك ان هذه اللغة دليل على
إفلاس أصحابها، حتى ان البعض منهم أكثر إدراكا منا أنهم أصبحوا كالبضاعة المنتهية
الصلاحية لا تصلح حتى للعرض!. . (ليس دفاعا عن حقيقة انما طمعا في المعلوم. . ثمن بخس
ريالات معدودات // بالمختصر أعقلوا وإلا !!!. ) هذا قليل من فيض ما جاءت به احدى
الصحف الرياضية الأسبوعية، بالله عليكم في صحيفة محترمة تتبنى مثل هذا الكلام
!. .
نحن في حضرة صاحبة الجلالة، لا في مشارعة بباب اليمن!. .
هذا فكر في قمة
التخلف الذي تقصدونه. . وسلوك غير حضاري !. .
فمن أوحى لكم اننا في غابة انتم
سادتها فهو مخطئ و انتم ضالون !. . ان تكون لكم مؤسسة تحميكم وتتبنى رأيكم، والاخرون
ظهرهم إلى الحائط القصير، هذا لا يشرع لكم اتهام الذمم بالفعل المنكر!. . نعم
. . عندما يمسي الصحفي كلب حراسة – هذا حديث الصحيفة- تختل مقومات أشياء كثيرة. . ولكن
عندما تصبح الضلالة هدى، والصعلكة رشدا، والتهديد ثقافة. .
تعتقدون ماذا
سيحدث؟!. . ان عنصرية الاستقواء هذه، أسلوب مرفوض جملة وتفصيل ولا نقبل ان نخاطب به
، ولن يرغمنا احد على بلعه على مضض، وان الاحكام المطلقة الذي تلونون بها غيركم،
قد عفا عليها الزمن و أكل عليها الدهر حتى الشبع وشرب إلى الثمالة، لن تجعلنا
نتخلى عن قناعتنا، ونقشة الحنا التي تخضبون بها أيديكم و أرجلكم لتميزكم، لن
تغرينا للسير في موكبكم. . ان لم أكن معك ليس بالضرورة ان أكون ضدك او مع غيرك، ان
الكيل بمكيال (تعال معي تغنم ) ليس عدلا. .
فان اقتفينا اثر قوافلكم وتشيعنا
بدينكم و مارسنا طقوسكم، قلتم هذه عبادة، وان اختلفنا معكم واعتنقنا مذهبنا و
صلينا خلف ضميرنا، قلتم هذه ردة!. . ان هذا الاعتقاد نوع من التهريج لا نعتد به.
(من أعطى مثل هؤلاء البائسين لقب مرافق عبيط و بودي جارد بليد؟!. . ) انتهى حديث
الصحيفة. .
اعذروني. . النقد وسيلة و ليس غاية وهذا ليس نقد !. .
فبين الصراحة و
الوقاحة شعره، وأكثرنا تناقض هو من ينادي بفكر لا يطبقه !. .
كنت أتمنى عليكم لو
أنكم راجعتم أنفسكم وموقفكم قبل النشر، فسلة المهملات فيها الكثير من هذا، ومقالب
القمامة تملا الشوارع !. . لا اخفي سرا ان قلت إنني في حيرة في من منا يستحق الشفقة
؟!. .
لو كان فيكم خير، كان حال الرياضة والبلاد قد تغير من عشرين عاما، حين
عرفنا بعضكم يكتب ونحن مازلنا تلاميذ في المدرسة الابتدائية. .
وما فكرت يوما ان
اكتب مثلهم، و ليتني فعلت !. .
ليس عليكم ان يغضبوا فهذه لغتكم و منطقكم ونحن
استعرناه فقط؟!. .