اليمن لليمنيين

2010-01-11 04:10:27



مراهنة البعض على الخارج وخصوصاً فيما يتعلق
بإصلاح الأوضاع الداخلية ، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو أمنية أو ماشابه ذلك ،
هي بالتأكيد مراهنة خاسرة ولن تؤدي إلى أية نتائج إيجابية ، ولا نعني بذلك كما قد
يعتقد البعض أننا مع عزل اليمن إقليمياً ودولياً ، لكن ما نقصده هنا هو خلاف ذلك ،
لأن أمن اليمن واستقرارها وترتيب أوضاعها والعمل على إخراجها من كافة التحديات وما
تواجهه من مشكلات في الظرف الراهن مسؤولية يمنية بالدرجة الأساسية
.

لذلك لا أعتقد ومعي كثيرون في
ذلك بأن مؤتمر لندن المرتقب سيعمل على توفير مظلة دولية لما يسمونه دعم اليمن على
المدى الطويل ، لان ذلك غير ممكن بل سيفاقم من المشكلة ويعمل على توسعتها ، خاصة
وأن ما تريده السياستان الأوروبية والأمريكية على وجه أصح وفي أحسن التقديرات هو
باختصار شديد ما سبق وأن عبر عنه الكاتب الصهيوني (بوعزبسموت) وذلك في أحدث مقال له
في صحيفة (إسرائيل اليوم ) بتاريخ 3/1/2010م ، متسائلاً وموجهاً سؤاله لرئيس
الإدارة الأمريكية بقوله : (هل سينجح أوباما في أن يغيّر هناك هذه الوضعية
الإشكالية جداً على جغرافية العالم )؟ وهو ما يعني أن ذلك الكاتب الإسرائيلي يدعو
الإدارة الأمريكية إلى العمل على إعادة اليمن إلى مرحلة ما قبل سياسي أي( الفوضى
الخلاّقة ) ، وهو ما تؤكده أيضا التقارير الإعلامية الأمريكية والبريطانية، أي أن
السياستين الأوروبية والأمريكية تدفعان بكل إمكانيتهما نحو تفتيت الدولة اليمنية ،
لأن الأوروبيين والأميركان ليسوا ملائكة ، ولم يأتوا من السماء ، وإنما هم لصوص
وقطاع طرق أدمنوا سياسة الاستعمار منذ القرن التاسع عشر ، وهدفهم تفتيت الدول
النامية وإعادة صياغتها من جديد وفقاً لمصالحهم الاقتصادية والسياسية ، وهو ما يوجب
على جميع أطراف المنظومة السياسية والحزبية سواء كانوا (سلطة أو معارضة ) وعي
وإدراك كاملين بأن أي إشكالية يمنية لا يمكن حلها إلا بأدوات يمنية يمنية ، أما
مهمة الخارج فهي العمل على استثمار أي مشكلة وتأجيج الأزمات الداخلية.
وليس هدف
أوباما أو براون كما يزعمان يمناً آمناً ومستقر ومزدهراً وموحداً ، بل على العكس من
هذا فإن السياستين الأمريكية والأوروبية تعمل أن من واقع الممارسة على زعزعة الأمن
والاستقرار، ومن يهمه اليمن ووحدة اليمن هم اليمنيون أنفسهم ، هم أصحاب الشأن
الحقيقي ، ولا يمكن أن يأتي الخواجة أحرص منا على وجودنا ومصيرنا في هذا الكون ،
وما العراق عنا ببعيد ، خاصة وقد حرروا العراق من العراقيين بحثاً عن إصلاح الدولة
الفاشلة ، فلا اصلحوا وضع العراق ولا هم أقاموا دولة حقيقية على أرض الواقع ، لتبقى
الفوضى الخلاقة ومشاريع تفتيت العراق إلى عرقيات هي سيدة الموقف لديمقراطية الغرب
في بلاد العرب.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد