الثأر.. جهود وقضايا

2008-01-22 11:19:57

صدام الشيباني

تعتبر قضية الثأر من أهم وأخطر القضايا اليمنية، ولها امتداد زمني غير محسوب وفي هذا العصر، عصر الديمقراطية، والمجتمع المدني، تسعى اليمن إلى حل هذه المشكلة التي تعد عائقاً أمام تطوير المجتمع، ولأن أساس هذه المشكلة قبلي، فقد كان الشيخ/ عبدالله الأحمر يحل الكثير من هذه القضايا، و اليوم المجتمع بحاجة إلى إيجاد هيئات أو منظمات تساعد في حل قضايا الثأر إنهائه للتفرغ للعمل التنموي والتعليمي لما يخدم الوطن اليمني.

وقد صرح الشيخ الأحمر: بجانب جهود الشيخ/ حميد الأحمر، للعمل وفق مبدأ معالجة الثأر، وأن عام 2008م سيكون مخصصاً لإنهاء الثأر، وإن هذه الجهود بحاجة إلى توجيهات رسمية من قبل الحكومة، وأبناء القبائل، والشعب اليمني كافة بما فيها المنظمات والأحزاب السياسية. وحول حل قضايا الثأر في عام واحد كما يقول الشيخ/ حسين الأحمر، فقد صرح الشيخ/ علي شطيف ل"أخبار اليوم" بقوله:- الحقيقة أن هذا الأمر طيباً في حل قضايا الثأر، وهي دعوة طيبة من الشيخين، ونرحب بها، ونطلب من الدولة أن تدعم هذا المجال. وأن أبناء القبائل ومشائخ القبائل يجب أن يتعاونوا لكل ما في مصلحة مناطقهم وقبائلهم، موضحاً الشيخ/ علي شطيف. إن هناك قضايا اجتماعية قديمة، وليس بالإمكان حل كل القضايا دفعة واحدة، ولكن إذا قطع شوط في ذلك في مناطق وفي محافظات، ولو نسبة معينة، فإن ذلك يعتبر نجاحاً كبيراً. بدون تجديدها. والناس يعملون صلحاً سنة كاملة. وهي بمثابة مهدئات، والمطلوب هو قطع هذه القضايا نهائياً وحلها جذرياً.

مؤكداً الشيخ: يجب أن تتضافر الجهود ومثلما يقولون، (أهل مكة أدرى بشعابها) كل قبيلة وكل منطقة هي أعرف بمشاكلها وأعرف بالحلول لحلها، ونشكر كل من يدعم حل المشاكل سواء الشيخ/ حسين الأحمر رئيس مجلس التضامن الوطني، أم الدولة، وهي من أول أولوياتها حقن دماء اليمنيين، أبناء قبائل. . ! وأينما كانوا. ويجب على الدولة أن ترصد مبلغاً من أجل حقن دماء اليمنيين، وحل قضايا الثأر والمشاكل كلها في المناطق.

وفي تدخل منظمات المجتمع المدني في قضايا الثأر قال:- لا يوجد إنسان لا يحب ذلك، ونحن نرحب بكل من يساهم في حل مشاكل الثارات، سواء الجانب الرسمي أم زعماء القبائل وأبناؤهم أم منظمات المجتمع المدني أم الأحزاب، المطلوب من الناس كلهم أن يشاركوا خاصة من لديه القدرة على هذا المجال نرحب به وندعمه.

وفي ختام تصريحه ل"أخبار اليوم" قال الشيخ/ علي شطيف:- دور الدولة ضعيف جداً جداً، وهو دور سلبي، بل أن هناك من يشكو أن الدولة تغذي وينشر بعض قضايا الثأر والمشاكل القبلية في بعض المناطق، وبينما واجب الدولة حل القضايا والمحافظة على دماء الناس وأمنهم واستقرارهم وعلى أرواحهم بصفتها دولة هي ولي الأمر، بيدها الجيش والأمن والقضاء والثروة. . ومقدرات الشعب والدستور والقانون وأتوجه إلى الله سبحانه وتعالى أن يحقن دماء اليمنيين وكل العرب المسلمين، وأتوجه إلى رئيس الدولة إلى الحكومة أن يساهموا مساهمة فعالة برصد مبالغ في ميزانية الدولة من أجل حل الثارات والمشاكل القبلية في كل المناطق والمحافظات. وأقول لمشائخ القبائل وزعمائها أبناء اليمن أن يتعاونوا مع كل من يدعو إلى حقن الدماء، إنها الثارات الجاهلية التي لا ترضي الله ولا رسوله، وأدعو الناس أن يتعاونوا وأن يبذلوا من أنفسهم لما فيه حل لقضاياهم ومشاكلهم.

ومن جانبه صرح الشيخ/حمود الذارحي. . ل"أخبار اليوم" بقوله:- في تصوري إذا وجدت الإرادة والعزم والدعم من فخامة الأخ الرئيس لمشروع الشيخ/ حسين والشيخ حميد الذي دعاه في ميدان السبعين، في إعلان مدة التصالح لمدة سنة والناس بدءوا يتجاوبون مع هذا وإذا وقع الصلح هذه السنة وشكلت لجان تحصى الزوائد في الثارات مع وجود صندوق ودعم، في تصويري لن يمر عام إلا ويعلن إنهاء الثأر، إن شاء الله.

موضحاً الشيخ/ حمود:- يقول المثل "ما تجاه الرجل عسير، هي كل ما في الأمران تشكل لجان وتحصيها. . وتبصر ما هو زائد لهذا الطرف ولذلك الطرف. ولما تحصل زوائد ويوجد دعم، وإذا تم ذلك سيعلن صلح عام، والاحتفال بإنهاء الثأر.

مؤكداً الرازحي الشيخ/ حميد ومن معه الظاهر شكلوا لجنة وعملت القاعدة ويمر بها على القبائل للتوقيع عليها ولا يوجد ما نع إذا دخلت منظمات المجتمع المدني في تضافر الجهود والقوى السياسية والعلماء لأن هذه الظاهرة -الثأر- مقلقة لكل اليمنيين، وإذا تضافرت الجهود تحل المشكلة.

وفي ختام تصريحه قال الشيخ الذارحي: نحن كنا قدمنا مشروعاً متكاملاً للدولة لكنهم ابتسروه وشكلوا لجان من المسؤولين، من وزير المالية أو وزراء الداخلية. . . ولم يؤخذ المشروع ولم تشكل لجاناً في كل المحافظات، ومن العارفين والسابقين الذين يعرفون قضايا الثأر وتعمل لجان لإصلاح ذات البين بصورة دائمة بحيث ما تحصل مشكلة إلا وحلوها مباشرة. بالشرع أو بالعرف، وأي جهد يأتي مسدداً لجهد الحكومة، والحكومة لا أتصور أن تتردد وتتلكأ من أي جهد يساعد في إنهاء هذه العقبة أو الاتجاه.

وقد يكون دور الحكومة ضعيفاً، لكن المسؤولية هي للشعب، والحكومة جزء من أبناء الشعب وبدلاً من لفظ الجيد والضعيف، مرحباً بأية مبادرة تخدم الأمة والبلد، وأنا أرى أن تتضافر الجهود والتجارب مع مبادرة الشيخ/ حميد وحسين، وتعاون الدولة مع الجهد الشعبي وعلى الجميع أن يتيحوا الفرصة يوقعوا على القاعدة وتحصى الزوائد، ويصل الجميع إلى النتيجة النهائية.

ونحن جربنا في صنعاء أن الأهالي في أرحب شكلوا لجنة لإصلاح ذات البين، وأزالت كثيراً من مشكل الثأر، وكنا نحتاجها ليسيروا إلى خولان، ولما توجد لجان مدعومة من الحكومة على الأقل بحق البترول فالمشائخ يتحركون، وكانوا يصلون إلى نتائج مشرفة. فإذا جاء الجهد بصورة أوسع وباهتمام الجهود وتظهر النتيجة.

وقد أيد الشيخ الرازحي ما طرحه الشيخ شطيف أن الجهود بحاجة إلى دعم رسمي كبير خاصة من الجانب الحكومي. . ومن جانبه صرح/ الشيخ/ عبدالرحمن المروني ل"أخبار اليوم" بقوله:- إذا وجدت الإمكانية المالية والجدية الأمر ليس بعيداً، والمصادقين كذلك. - والثأر- اعتقد- حله مسؤولية الجميع، وليس الدولة فقط، ولكل مكان موقعه، وبارك الله في جهود الشيخ/ حسين يتحملوا التكاليف الجدية والمعالجة، وهذا دين في أعناقنا جميعاً لأمتنا لمعالجة قضاياها.

موضحاً:- إن منظمة الهيئة الوطنية لمكافحة الثأر تعمل منذ عشر سنوات في حل النزاعات ومئات القضايا قد حلت، كما تناولتها الصحف المختلفة، كان من ضمنها صحيفتكم، ونحن نعمل في الميدان بقدر إمكانيتنا ووفق طوعنا، وإلى الآن لم أتلق دعوى من الشيخ/ حسين كوننا متخصصين في قضية الثأر. ولا من أي جهة أخرى لعمل مشترك في هذا الجانب، أو حتى لمعرفة أين وصلنا؟! رغم أن لدينا إحصائيات ونزول ميداني، ونحن الآن في نزول ميداني، ولو قرأت 26 سبتمبر أو يمن أوبزرفر، العددين الماضيين، ونحن لدينا 12 قضية في عدد كبير من القتلى، ويعمل على دراسة ميدانية للقضايا وكيفية الحلول للبدء في وضع يتم بإجراء مصالحات، لكن تعثر من لديه القضايا بسبب غياب توفر الإمكانيات المالية، ونحن نتمنى أن تكون هناك جدية لدى أي طرف من الأطراف. باعتبار أن القضية مرتبطة بحاضرنا ومستقبل أجيالنا والقضية مسؤولية الجميع. في تقييمه لدور الدولة في حل قضايا الثأر قال الشيخ/ عبدالرحمن المروني:- الدولة تشكر كثيراً وهي المسؤولة، ويجب أن تضع أولويات لهذه القضايا، قضايا اجتماعية، قضايا تخطيط أو ما يتعلق بالتنمية وهي كفيلة، وأنا أتصور أن المجتمع كله معني لمعالجة هذه القضايا، ولا يمكن تحقيق شيء إلا بتعاون الجميع.

مؤكداً:- الحكومة ترجع نشاط أدفع، وأن ليس بالإمكان أن يحدث خصام والدولة تدفع أموالاً، لكن هناك قضايا لو رحلت لها مبالغ مالية بسيطة لن تستمر، والذي يعتبر هذا هو الإمكانية المالية، وإذا لم يتخارج الناس منها فهي توسع. ولدينا إحصائية كاملة ضمن إستراتيجياتنا لعام 2008م، وبدأنا ننفذها من بداية شهر يناير حتى يناير 2012م ضمن دراسة الثأر في المحافظات، ورفع تقرير مرخص من الميدان للحكومة للبحث عن تمويل لدى الجهات المانحة في الحكومة لمعالجة هذه القضايا.

وفي ختام تصريحه قال الشيخ/ المروني: أنا أوجه الكلام لكل المجتمع في حل المشاكل الاجتماعية وإن حل المشاكل مفهوم ديني واجتماعي، يجب أن يساهم الكل فيه، بجانب جهود الدولة والمشائخ والأبناء.

وفي ذات السياق صرح الشيخ/ الحسين بن علي الضمين ل"أخبار اليوم" بقوله: كل شيء يجوز ولا يوجد مستحيل، إلا كانت هناك إرادة من الجهات الرسمية والخيرية، في هذا الجانب ولا توجد أي أضرار في ذلك.

موضحاً الشيخ الحسين:القضايا الاجتماعية وخاصة الثأر ليست مستحيلة سواء المتعلق بالشخصيات والمشائخ. والخارج عن هذا الإطار، والناس ليسوا تواقين إلى المشاكل، وسفك الدماء، وزهق الأرواح، والشارع القبلي قد سئم هذه الأشياء، وملوا وتعبوا وعانوا وضحوا وانتهكت الأعراض. . . بدون أي سبب أو هدف أو جدوى من هذه الأساليب. وإنما جهل وهو ما يعرقل الحلول ويسبب المشاكل والثارات، ولا يوجد مستحيل إذا وجدت الجهود المخلصة والنوايا الصادقة.

موضحاً أ/الحسين:- الدولة شكلت لجاناً، وقد اجتمعت بهذه اللجنة من أعضاء ووزراء لبحث حلول الثارات القبلية والمشاكل الاجتماعية، ونحن نبارك هذه الخطوات ونطلب من الدولة تفعيلها ومن القبائل والمواطنين التجاوب مع الجهود الخيرية. مع الجهات الرسمية أو قبلية ، وما دام الهدف هو إصلاح ذات البين وحقن الدماء، وإخراج الناس من المشاكل التي لا فائدة من وضعها فنحن ندعو الدولة إلى المساهمة في هذا المجال، وندعو المواطنين المعنيين إلى التجاوب وقبول الحلول وترك العصيبة والأمور التي لا تخدم أي مصلحة وإنما يسير ضحيتها الأخ والابن وابن العم والغرَّام وأدعو الجميع إلى الإسهام في هذا المجال.

وفي ختام تصريحه يقول الشيخ الضمين:- وإذا أتت منظمات المجتمع المدني يكون التوافق كبيراً ومجدياً، أنا أقول أن القبلية وعاداتها جزء من ماضينا ومن تراثنا خاصة العادات الحسنة والطيبة التي تتناسب مع الشريعة الإسلامية والمقصود بها المنفعة، هذا شيء جميل، لأن الذي لا يحافظ على ماضيه لا يحافظ على حاضره، ولا يرى مستقبله، وكيف ما كان، إنها الشوائب البغيضة التي لا فائدة منها، نحاول ندرسها ونتحاشاها ونبعدها عن ثقافتنا وتراثنا، ومستقبلنا، والعادات الطيبة والجميلة لا يمكن أبداً أن تختلف عن ثقافة المجتمع المدني المتحضر المتطور، وأضرب لك مثلاً:- إن بريطانيا أكبر داعمة للديمقراطية وقبل عامين مضى عليها 200 سنة في برلمانيتها، وهي لا تزال تمشي بالأعراف القبلية ولا يوجد عندها دستور، أي تسير بالأعراف القبلية وهي تخدم المجتمع وتخدم التنمية، والحاضر والمستقبل والكبير والصغير. والغني والفقير وهي جميلة جداً، وفي عادات القبلية ما هو جميل. التفريط فيه من أكبر الخلل.

لقد أجمع كل المشائخ الذين صرحوا ل"أخبار اليوم" أن مشكلة الثأر بإمكانها أن تحل بالطرق البسيطة، وهي أي الثأر ليست معقدة إلى أبعد حد، وإذا ما توفرت الجهود والنوايا الصادقة فقد تنتهي الكثير منها، وإن أبناء القبائل بحاجة ماسة إلى دعم الجهات الرسمية من الجانب الحكومي والتوجه بمصداقية، وليس هناك ما يدعو إلى إهمالها. لأن في الثأر غضب لله ورسوله وللأمة، ولا يمكن أن يرضى في ذلك أي امرئ في العالم، والمجتمع المعاصر بحاجة إلى حقن الدماء والتفرغ لأعمال التنمية ، والخروج من الجهل إلى عصر المعرفة والتعليم والتكنولوجيا، وهو طريق السلامة والأمان لأبناء اليمن وقبائلهم ولا بد أن يكون هذا.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد