اليمن .. بين صراعين إقليمي ودولي

2010-01-25 04:20:20



بعض المشتغلين بالعمل السياسي أو من يدعون ذلك في
بلادنا دائماً ما نجدهم يلجؤون لممارسة السياسة كحالة عبثية خاصة عندما يتعمدون مع
سبق الإصرار والترصد إغلاق عقولهم والتعاطي مع قضايا وطنهم أما عبر ما يقومون به من
أعمال الاحتكار المشوهّ للولاء الوطني لتحقيق المزايدة والارتزاق به أو من خلال
مراهنتهم الخاسرة على القوى الإقليمية والدولية إلى درجة أن من بين
أولئك من يشتغلون تحت مسميات فضفاضة ومطاطية لا
هدف لها سوى الثراء الغير مشروع بينما الشعب يعاني الفقر والجوع ومنهم أيضاً من
يدعون ويحثون دول الجوار إلى التدخل في الشأن السياسي لليمن وكأن الديمقراطية لم
تعد في نظر هؤلاء تجربة محلية لها سلبياتها وإيجابياتها وإخفاقها أو نجاحها يخص
اليمن واليمنيين وإنما هي في حسابات أولئك تدخلاً خارجياً، ولذلك لا يختلف في مثل
هذه الحالة دعاة التدخل الإقليمي عن دعاة التدخل الدولي باليمن وإنما كلاهما يعملان
خارج نطاق الوطن وكلاهما لا يحسان بمعاناة الشعب وآلام السواد الأعظم من الناس
وإنما يندفعان بإصرار ورعونة نحو اللجوء إلى الخارج والإحتماء بالأجنبي والاستعانة
به وهو ما نشاهده مراراً وتكراراً فيما يدور ويجري حالياً حتى من بعض أولئك الذين
يرفعون الشعارات الوطنية لا سيما والبعض أيضاً يبررون ذلك بمعاداة النظام السياسي
غير أنهم يغفلون بديهية أن الشعوب رغم معاناتها هي وحدها صاحبة الحق الأول والأخير
في محاسبة أنظمتها السياسية والتفاعل معها إيجابياً أو سلبياً وذلك على أرضية الوطن
والمواطنة بعيداً عن المزايدات المتبادلة باسم الوطن والمواطنة أيضاً ولذلك كان
الأحرى بالمشتغلين بالعمل السياسي خاصة في الظرف الراهن أن يتواصلوا مع مجتمعاتهم
وما تعانيه تلك المجتمعات من تدني وتدهور في أوضاعها الاقتصادية بدلاً من التواصل
المستمر مع السفراء المعتمدين لدى بلادنا، خاصة بعض نشطاء العمل السياسي الذين
يكثفون تواصلهم دون وعي أو إدراك بالأعباء أو المخاطر المترتبة على ذلك التواصل،
حتى وإن كان أولئك الناشطين يعارضون الحكومة لكنهم ساهموا معها بشكل أو بآخر في
تدني وتدهور الوضع الذي آلت إليه اليمن سياسياً واقتصادياً كما يتحمل أيضاً طرفا
المعادلة السياسية في السلطة والمعارضة مسؤولية تجاه تصاعد وارتفاع وتيرة مايدور
الآن من صراع إقليمي ودولي يستهدف الوطن ولم يعد ذلك الصراع خافياً على أحد ولذلك
يخطئ من يعتقد أن المجتمع الدولي سيتخلى عن فجوره السياسي بالنظر للمشهد الدموي
الجاري في فلسطين والصومال وأفغانستان والعراق وباكستان حتى أن الإمكانيات الجبارة
لذلك المجتمع وما لديه من صواريخ حديثه تديرها الأقمار الصناعية يستطيع من خلالها
الوصول إلى أهدافه عن بعد لكن ذلك لم يمنعه من أن يأتي بجنوده لاحتلال أفغانستان
ومن قبلها الصومال، وبالتالي فإن الاحتلال الأجنبي فكرة شيطانية قابلة للتكرار في
أي بلد من بلدان العالم وخاصة دول الوطن العربي سيما وأن التقارير الواردة من الغرب
تؤكد بأن الشغل الشاغل للقوى العظمى حالياً هو إيجاد افغانستان أو باكستان
جديدة.
وإذا كان التحالف الانجلوصهيوني بشقيه الأمريكي والبريطاني ليس بصدد
تنفيذ نظرية الاحتلال العسكري المباشر لليمن لا سيما في الظرف الراهن، لكن التحالف
الدولي يعمل حالياً على فرض ذلك الاحتلال من خلال مالدى السياستين الأمريكية
والأوروبية من حسابات حول ما ستؤول إليه الحالة اليمنية مفادها اتساع نطاق
الاضطرابات الداخلية والعمل من جانب تلك السياستين وفقاً لتقديراتها المحتملة على
تحويل اليمن إلى دائرة الحرب الداخلية المقفلة وذلك تلبية لتكريس مرحلة ما بعد
المفهوم الأوروبي للدولة "الهشة" كما يحلو للانجليز تسميتها حالياً، فهل يعي فرقاء
العمل السياسي في بلادنا أن الوطن في الظرف الراهن يواجه خطر الصراع الإقليمي
والدولي؟!.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
التعبئة الحوثية.. أوعية لعسكرة وتلقين المجتمع على طريقة الباسيج الإيرانية

تركز مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران مجهوداتها الرئيسية على تعبئة المجتمع وتجنيده عسكريًا وتأطيره أيديولوجيًا، لخدمة مشروعها وحروبها المستقبلية، استنساخًا للتجربة الإيرانية. زعيم الميليشيا أفصح عن تدريب أ مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
قائد لواء المغاوير العميد العبسي: النصر حتمي والحوثي إلى زوال

▪ لواء المغاوير .. مسيرة تضحيات وبطولات خالدة. ▪ بشائر النصر تلوح.. والحوثي صفحة سوداء إلى زوال. ▪ الوضع الميداني اليوم أكثر استقرارًا وصمودًا. ▪ سبتمبر هوية وهواء يتنفسه المقاتلون. ▪ التنسيق العسكري في محور مران جسد واح مشاهدة المزيد