جمال القرآن.. "وإن يريدوا أن يخدعوك" بلاغة القول في نصره الله للمؤمنين

2022-04-04 22:53:27 أخبار اليوم/متابعات

 

 

جاء القرآن الكريم إلى العالمين هدى للناس، كانت كلمات الوحي المقدس الذي أنزل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، جاذبة للقلوب والأبصار، آسرة للعقول، قادرة على ملء الوجدان بنور الإيمان، وحملت مع قداستها وجلالها، صورا جمالية وتعبيرات بلاغية جميلة، تليق بكلمات الذكر الحكيم، وكتاب المسلمين المقدس.

ولنا في القرآن الكريم، آيات كثيرة حملت تعبيرات جمالية، وتجسيدا فني بليغ، ومفردات لغوية عذبة، تجعلك تستمتع بتلاوة كلمات الله التامات على نبيه، ووحيه الأخير إلى الأمة، ومن تلك الآيات الجمالية التي جاءت في القرآن: وَإِن يُرِيدُوا أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ ۚ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ. (سورة الأنفال الآية: 62).

وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله

وتحمل الآية سالفة الذكر، دلائل على نصر الله لنبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، والألفة التي صنعها في قلوب المؤمنين، وإن كثرت أمامهم مغريات الحياة، فإن الله وحده قادر على ملئ قلوبهم بالمحبة والاكتفاء من الإيمان، وفرق هنا الله بين الحسب والتأييد جعل الحسب له وحده، وجعل التأييد له بنصره وبعباده.

وبلاغة التصوير الجمالي في القرآن الكريم، تظهر هنا في تجسيد الله تعالى في ذكره الحكيم، طلب الهدنة التي طلبها المشركين من المسلمين ويغروهم بالمصالحة، ويخدعوهم فيما بعض ويأخذونهم على غرة، لكن الله نبه رسوله الكريم، وأمره بالاستعداد لهم، ليقيه هو وأتباعه شر الخائنِين، وعدم أخذ الناس بظواهرهم.

وحسبما ورد في تفسير الإمام الطبري: قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: وإن يرد، يا محمد، هؤلاء الذين أمرتك بأن تنبذ إليهم على سواء إن خفت منهم خيانة، وبمسالمتهم إن جنحوا للسلم، خداعك والمكر بك = (فإن حسبك الله)، ويقول: فإن الله كأفيكهم وكافيك خداعهم إياك، لأنه متكفل بإظهار دينك على الأديان، ومتضمن أن يجعل كلمته العليا وكلمة أعدائه السفلى = (هو الذي أيدك بنصره)، يقول: الله الذي قواك بنصره إياك على أعدائه = (وبالمؤمنين)، يعني بالأنصار.

وجاء فى كتاب "المحرر الوجيز" لابن عطية الأندلسي، الضمير في قوله: ﴿وَإنْ يُرِيدُوا﴾ عائد عَلى الكفار الذين قيل فيهم: ﴿وَإنْ جَنَحُوا﴾ [الأنفال: ٦١]، وقوْله: ﴿وَإنْ يُرِيدُوا أنْ يَخْدَعُوكَ﴾ يرِيد: بأن يُظهِروا له السلم ويبطِنوا الغدر والخيانة، أي فاجنح وما عليك من نياتهم الفاسدة، ﴿فَإن حسبك اللهُ﴾ أي كافيك ومعطيك نصرة وإظهارا، وهذا وعد محض. و﴿أيَّدَكَ﴾ معناه: قواك، ﴿وَبِالمُؤْمِنِينَ﴾ يريد: بالأنصار بقرينة قوله: ﴿وَألَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ﴾ الآية، وهذه إشارة إلى العداوة التي كانت بين الأوس والخزرج في حرُوب بعاث، فألَف الله تعالى قلوبهم على الإسلام، وردهم متحابين في الله، وعددت هذه النعمة تأْنيسا لمحمد ، أي: كما لطف بك ربك أولا فكذلك يفعل آخرا.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد