لم يفرح الصحابة رضوان الله عليهم بشهر كما فرحوا برمضان فشهر الصيام والقيام والصدقة جمعهم على الخير وكان النبي صلى الله عليه وسلم يبشر الصحابة رضي الله عنهم بمجيء شهر رمضان، وقد روي في ذلك عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي كان يبشر أصحابه بقدوم رمضان، فيقول: "أتاك رمضان شهر مبارك، فرض الله عز وجل عليكم صيامه، تفتح فيهِ أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيهِ مردة الشياطين لله فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم".

وكان عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما لا يفطر في رمضان إلا مع المساكين، وكان إذا أتاه سائل وهو على طعامه اخذ نصيبه من الطعام وقام فأعطاه السائل.

وكان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول في باب الصدقات وإطعام الطعام: "لأن أجمع ناساً من أصحابي على صاعٍ من طعامٍ، أحبّ إلى من أن أخرج إلى السوق فأشتري نسمة فأعتقها".

أما عن قيام الليل فلم يكن الصحابة يفوتونه وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من قام رمضان إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه» (أخرجه البخاري ومسلم، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يصلي من الليل ما شاء حتى إذا كان نصف الليل أيقظ أهله للصلاة ثم يقول لهم الصلاة، الصلاة.. ويتلو هذه الآية: "وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى"

وكان عبد الله ابن عمر يقرأ هذه الآية: "أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعملون والذين لا يعملون إنما يتذكر أولو الألباب".