ألقى الشيخ الدكتور على بن أحمد آل مطري ضيف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية درس بجامع عمر بن الخطاب في بدولة قطر، وذلك ضمن برنامج الوعظ والإرشاد في شهر رمضان المبارك للمشايخ والدعاة ضيوف الوزارة، والذي تنظمه وتشرف عليه إدارة الدعوة والإرشاد الديني بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.

رمضان فرصة عظيمة

وأكد الشيخ أن شهر رمضان فرصة عظيمة للإكثار من الطاعات والأعمال الصالحة فهو شهر الخير وشهر القرآن والمغفرة والرحمة أنزل الله فيه القرآن وتفتح فيه أبواب الجنان وتصفد فيه الشياطين وتتضاعف الأجور وفيه ليلة القدر خير من ألف شهر.

وقال لقد أكرمنا الله سبحانه وتعالى أن بلغنا شهر رمضان وأدركنا صيامه وقيامه وأن ننهل من معينه الطيب من قراءة القرآن والذكر والدعاء وفعل الخيرات والجود والإنفاق وفعل الصالحات في وقت حرم فيه آخرون فلم يدركوا خير هذا الشهر وفضله ولم يبلغوا صيامه وقيامه إما بمرض مزمن أو توفاهم الله ولم يبلغوا خيره، وهذه نعمة ومنة عظيمة من الله علينا جميعا يجب أن نحمد الله عليها فقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم شهر رمضان ويدعونه الستة أشهر الأخرى أن يتقبل منهم أعمالهم وصيامهم وقيامهم في هذا الشهر .

شهر تفتح فيه أبوب الجنة

وبين الشيخ أن شهر رمضان تفتح فيه أبوب الجنة فينبغي علينا أن نسارع إلى الخيرات وفعل الصالحات ففي الحديث قد جاءكم رمضان، شهر مبارك افترض الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب الجنة، ويغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم.

الصيام شفاء وعلاج

كما أن الصيام شفاء وعلاج لكثير من الأمراض وهو تجديد لخلايا الجسد وتنشيطه ويؤكد الأطباء أن الصوم هو الوسيلة الوحيدة التي تمكّن خلايا الجسم من التخلص من كافة المواد السامة المتراكمة بأمان وبدون آثار جانبية، والصوم ينشط النظام المناعي لدى الصائم بدرجة كبيرة وبالتالي فإن مقاومة الجسم تزداد ضد جميع الأمراض، ولذلك يمكن اعتبار الصيام علاج ناجع لكثير من الأمراض، وهو أفضل وقت لحفظ القرآن فهو الشهر الذي أنزل فيه الله القرآن.

شهر الجود والصدقة

وذكر الشيخ علي آل مطري أن شهر رمضان هو شهر المسارعة إلى الخيرات والجود والكرم فقد كان النَّبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وأجود ما يكون في شهر رمضان؛ لأن جبريل كان يلقاه في كل ليلة في شهر رمضان حتى ينسلخ، يعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن، فإذا لقيه جبريل كان أجود بالخير من الريح المرسلة، وكان عطاؤه عطاء من لا يخاف الفقر، وكان العطاء والصدقة أحبَّ شيء إليه، وكان سروره وفرحه بما يعطيه أعظم من سرور الآخذ بما يأخذه، وكان أجود الناس بالخير، يمينه كالريح المرسلة. وكان إذا عرض له محتاج، آثره على نفسه، تارة بطعامه، وتارة بلباسه ولذلك كان صلى الله عليه وسلم أشرح الخلق صدراً، وأطيبهم نفساً، وأنعمهم قلباً فإن للصدقة وفعل المعروف تأثيراً عجيباً في شرح الصدر، قال تعالى وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين.

إخلاص النية وسلامة الصدر

وحث الشيخ المصلين وجميع المسلمين على إخلاص النية في جميع الأعمال وسلامة الصدر من الحقد والحسد وقول الزور والسب والنميمة وغيرها، والحرص على بر الوالدين لما في ذلك من خير وأجر عظيم في الدنيا والآخرة فبرهما من أعظم الأجور التي يجنيها الإنسان ويجد أثرها الطيب في الدنيا والآخرة.

اغتنام ليلة القدر

كما حثهم على اغتنام ليلة القدر ففي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه، فمن أعظم هذه الفرص، الحرص على ليالي العشر الأواخر من رمضان لأن ليلة القدر لن تتعدى إحدى هذه الليالي كما قال صلى الله عليه وسلم: «تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان» وفيها قال الله ليلة القدر خير من ألف شهر، أي أفضل من عبادة ثلاثة وثمانين سنة فلنحرص كل الحرص على هذه الليلة فلا تفوتك، وذلك بقيام كل ليالي العشر الأخيرة واستغلال كل ليلة منها كأحسن ما يكون الاستغلال في الصيام والقيام والصدقة والدعاء وقراءة القرآن والاستغفار وبر الوالدين وجميع الطاعات كقدوتنا وحبيبنا محمد كما روت عنه عائشة رضي الله عنها أنه إذا دخل العشر شد المئزر وأحيا ليله وأيقظ أهله، فمن صامها وقامها كانت النتيجة الطيبة والعظيمة له بالأجر والخير الوفير.