شبوة.. البداية المريعة لتهاوي آخر قلاع الشرعية باليمن

2022-08-16 00:48:34 أخبار اليوم/ تقرير خاص

  

استدعت الإمارات مؤخراً مزيداً من فصائلها المليشياوية المناوئة للشرعية في اليمن إلى محافظة شبوة جنوب شرقي البلاد، مع بدء زحف ما تسمى بقوات العمالقة صوب حقول النفط في العقلة وعسيلان وسط مخاوف من انفجار للوضع عسكريا.

 

وفي الوقت الذي يتطلع المواطن اليمني من المجلس الرئاسي، معالجة الاختلالات التي شهدتها محافظة شبوة واستهانت بالثوابت الوطنية والنظام الجمهوري.. اقتحمت مليشيا “ألوية العمالقة” التابعة للإمارات، الاثنين، مخازن القوات الخاصة في مدينة عتق- حاضرة المحافظة الغنية بالنفط.

 

ووفق مصادر محلية في شبوة، فإن قوات تتبع القيادي في مليشيات: ألوية العمالقة” أحمد سالم الزامكي اقتحمت مخزن تغذية القوات الخاصة.

 

وأفادت المصادر، بأن المخازن تعرضت للنهب على الرغم صدور توجيهات من وزارة الداخلية بالتحفظ على المخزن وعدم التصرف فيه لحين جردة وتسليمه للجنة الأمنية.

 

وقصفت طائرات الإمارات للمرة الثانية قوات الشرعية، مستخدمة طائرات بدون طيار.

 

واستهدفت الطائرات الإماراتية مواقعًا ونقاطًا عسكرية تابعة لقوات الجيش على طريق العبر بين شبوة وحضرموت، منها غارة استهدفت نقطة عسكرية في منطقة نعضة شمال عتق ما أدى لسقوط قتلى وجرحى.

 

وهذه هي المرة الثانية التي تتعرض فيها قوات الشرعية للقصف بطيران التحالف الذي جاء أساساً لإعادتها للحكم في صنعاء وشن حرباً عسكرية منذ مارس 2015 تحت هذا الحجة حتى زعزع الشرعية بتفكيك قواتها العسكرية عبر إنشاء فصائل عسكرية موازية مناوئة للنظام الجمهوري والوحدة اليمنية تعمل خارج سيطرة الحكومة، الأمر الذي جعل الحكومة الشرعية والشعب اليمني أمام انقلابات متعددة الأجندات بعد محاولات الحكومة الشرعية إنهاء انقلاب جماعة الحوثي حين استعانت بالسعودية والإمارات.

 

وبالتزامن قصفت ألوية العمالقة مواقع عسكرية تابعة للواء 23 ميكا في طريق العبر الرابط بين محافظتي حضرموت وشبوة، بقذائف المدفعية، خلفت أكثر من 3 قتلى وجريحين”.

 

وحسب المصادر فإن القوات التي قدمت من الضالع ويافع، إلى جانب “دفاع شبوة”، باغتت قوات “اللواء 23 ميكا”، الذي يقوده عبدالله محمد معزب، بقصف عنيف من قذائف المدفعية، بغية السيطرة على نقطة نعضه التي تبعد قرابة 40 كم من مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة.

 

 وتعد الغارات الإماراتية على الجيش في شبوة هي الثانية التي يتم تنفيذها ضد القوات التابعة للحكومة منذ أن انتهت المعارك في مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة والتي انتهت بسيطرة قوات موالية للإمارات على عاصمة المحافظة وإقصاء قوات الأمن والجيش بالمدينة.

 

وكان طيران الإمارات قد استهدف السبت الماضي نقاطًا ومواقعا لقوات جيش الشرعية في محافظتي شبوة وحضرموت، ما أدى لسقوط قتلى وجرحى، ولم يصدر أي تعليق على الغارات من وزارة الدفاع التابعة للحكومة أو مجلس القيادة الرئاسي الذي شكلته السعودية برئاسة رشاد العليمي والذي بدت مهامه واضحة في إقصاء الكوادر الجمهورية والوحدوية وإحلال أخرى مناوئة لا تقل خطراً على الانقلاب الحوثي، وهو ما يشير إلى مخطط لتمزيق اليمن إلى كانتونات فاقدة للسيادة وخاضعة لنفوذ دول إقليمية؛ إيرانية وخليجية.

 

وسقطت الشماعة التي تروج لها الفصائل المدعومة من النظام الإماراتي بالتزامن مع سقوط مدينة عتق أمام الاجتياح المسلَّح، حيث صار الحديث عن إقصاء حزب الإصلاح وإعادة البلد لقوميته العربية أسطوانة مشروخة في نظر أبناء شبوة أنفسهم والشعب اليمني كافة، إذ ما جرى في المحافظة لم يكن سقوطاً لحزب بعينه بقدر ما كان إسقاطاً مُدبرًا لمؤسسات الدولة وإهانة علم الجمهورية اليمنية دوساً على أقدام المقتحمين واقتحاماً مسلحاً للمعسكرات والهيئات والمؤسسات ومنازل المدنيين على غرار ما حدث في العاصمة صنعاء إبان الاجتياح المسلح في العام 2014م.

 

وفي تصريحه ل"أخبار اليوم"، اعتبر المحلل السياسي غالب السميعي. استهداف القوات الخاصة وقوات الأمن في شبوة تأتي في إطار إبعاد أي خطر يهدد القوات الإماراتية في ميناء بلحاف، وكذا تسهيل الطريق لاستكمال المخطط المرسوم الذي لن يكتفي بشبوة، بل سيتمدد إلى حضرموت والمهرة، ومأرب وغيرها.

 

وداهمت قوات العمالقة المدعومة إماراتياً عشرات من منازل أبناء المحافظات الشمالية في عتق بتوجيهات من المحافظ.

 

وأفادت مصادر محلية أن قوات العمالقة داهمت عشرات المنازل خلال الأيام الماضية، منها أربعة منازل لعمال ومواطنين شماليين يعملون في أعمال خاصة من أجل لقمة العيش منذ عدة سنوات.

 

ويأتي الحديث عن القومية اليمنية الوهمية التي تُساق بالتزامن مع استهداف مؤسستي الجيش والأمن، وفقاً للمحلل السياسي اليمني غالب السميعي- في ظل مؤامرة تختمر، معتبراً ذلك حديثًا عبثيا، في ظل التسارع في تنفيذ المؤامرة على اليمن وتقسيمه وفي ظل مصادرة أراضيه، وهويته، وثرواته، وتفتيت نسيجه الاجتماعي، وضرب كل المكونات الفاعلة فيه، وزرع الفتن البينية، وإيصاله إلى مرحلة اللادولة، بل إلى كانتونات مرتزِقة ومتناحرة.

 

وفي الغضون حذرت قبائل شبوة من مآلات تلك الاختلالات التي شهدتها مدينة عتق وانعكاساتها على هيبة الدولة ومؤسساتها".

 

وحملت قبائل شبوة مجلس القيادي الرئاسي مسؤولية الفتنة في محافظة شبوة والتي جاءت بسبب الارتهان للخارج والتفريط في سيادة الدولة وقرارها وأمنها والتواطؤ والتباين في القرارات التي أشعلت الفتنة بالمحافظة.

 

وتتزامن هذه التطورات مع وصول رشاد العليمي رئيس المجلس الرئاسي إلى الإمارات لوضع اللمسات الأخيرة لمعركة اجتثاث الشرعية من آخر معاقلها في حضرموت.

 

وعلق غالب السميعي على خبر وكالة الأنباء الرسمية "سبأ" والتي وصفت زيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي أبو ظبي، بزيارة عمل (غير رسمية)، معتبرا السميعي ذلك يعني أن الرئيس أُستدعي من قيادة الإمارات، لتسليمها تقرير إنجازه الماضي، واستلام وأخذ التعليمات الجديدة لتنفيذ مخطط إسقاط مؤسسات الشرعية.

 

وفي تصريحه لـ"أخبار اليوم" أفاد المحلل السياسي غالب السميعي أن الأحداث الأخيرة في محافظ شبوة لم تكن بالصدفة ، بل هي في إطار مخطط قذر يستهدف اليمن، ويسعى لتقسيمه، ونهب ثرواته، وضرب كل مكامن القوة فيه، إذ بدأ المخطط مستندا إلى اتفاق الرياض الذي نص على تغييرات لبعض محافظي المحافظات، وتم إقالة المحافظ السابق لشبوة محمد صالح بن عديو، والذي شهدت المحافظة في عهده استقرارا، وتنمية وازدهارا، وجيء بمحافظ جديد ينفذ ما خُطط له في إطار أجندة مشبوهة للداعمين، وكان قبل ذلك قد جيء بقوات العمالقة من الساحل الغربي بدعوى محاربة الحوثي، واتضح مؤخرا أن سحبها من الساحل هو في إطار المخطط المرسوم، فشبوة الغنية بالنفط والغاز، وصاحبة الموقع الاستراتيجي على البحر العربي، صارت مطمع للإمارات منذ ٢٠١٥م حيث احتلت قواتها ميناء بلحاف، وتواجدت عسكريا فيه حتى اليوم، ومنعت اليمن من التصدير عبر الميناء، وحرمت اليمن من مليارات من الدولارات، لذا فقد كانت مطالب المحافظ السابق لهذه القوات بالرحيل هي أحد الأسباب لتغييره، وجاء مؤخرا استهداف القوات الخاصة وقوات الأمن في هذا الإطار لإبعاد أي خطر يهدد القوات الإماراتية في ميناء بلحاف، وكذا تسهيل الطريق لاستكمال مخططهم المرسوم.

 

وتابع: لقد تم تجهيز قوات دفاع شبوة، التي كانت سابقا (نخبة شبوة) وتتبع الانتقالي، وكذا قوات محور سبأ التابعة للعمالقة، وكذا العمالقة، كل هذه القوى تم دعمها لمحاربة الجيش الوطني والأمن، وتم مساندتها بالطيران الإماراتي الذي قصف وما يزال يقصف القوات الحكومية، ومن المؤسف أن يصطف مجلس القيادة الرئاسي مع المنقلبين من هذه القوات، ويقف ضد القوات الحكومية الرسمية والأمن ويعتبرهم متمردين.

 

وقال السميعي خلال تصريحه للصحيفة، إن الناظر في الأحداث الأخيرة في شبوة، سيرى مدى تباين رؤى المكونات في الساحة ما بين مؤيد للانقلابين، وبين من وقف مع القوات الحكومية الرسمية، وللأسف هناك أحزاب سقطت سقوطا ذريعا بوقوفها مع المحافظ العولقي، الذي كان سببا للفتنة في شبوة، والمعتدي والمحرض على القوات الحكومية والأمن، فوقوف هذه الأحزاب وكذا المجلس الرئاسي مع الانقلابيين هو دعم لمن داسوا العلم الجمهوري، رمزية الدولة، والوطن، وهو دعم ومساندة أيضا للأجندات التي تنال من اليمن أرضا وإنسانا، هذا المخطط الذي لن يكتفي بشبوة، بل سيتمدد إلى حضرموت والمهرة، ومأرب وغيرها، وهو ما يستدعي اليوم صحوة الشعب اليمني وصحوة النخبة السياسية الخانعة، وتوحيد القوى، لصد مشاريع التشظي، والتدخلات الإقليمية التي تسعى لتدمير اليمن، أو قيام نخب جديدة، وبآليات جديدة، بعيدة عن العمالة والاسترزاق، وبعيدا عن الرضوخ لأي قوى تنال من اليمن، ترص الصفوف، وتعمل على إنقاذ اليمن شمالا وجنوبا، وشرقا وغربا، لقد زادت معاناة المواطن اليمني اليوم، وربما تزداد في حالة استمرار الصمت، واستمرار التدمير الممنهج.

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد