ماتا هاري.. حكاية أشهر جاسوسة في القرن الـ 20.. لماذا أعدمت؟

2022-10-16 12:58:14 أخبار اليوم/ متابعات

 

 

تمر ذكرى إعدام ماتا هاري، أشهر جاسوسة في القرن العشرين، حيث تم تنفيذ حكم الإعدام في 15 أكتوبر من سنة 1917، فما الذي حدث؟

  

يمكن القول إن "ماتا هاري" أشهر جاسوسة في القرن العشرين، وقد كانت راقصة شهيرة، ربما هي أشهر راقصة في القرن العشرين أيضا، والذي حدث أنه في باريس، فرنسا، في 25 يوليو 1917، حكمت محكمة فرنسية عليها بالإعدام بتهمة التجسس لصالح ألمانيا خلال الحرب العالمية الأولى وتم التنفيذ في 15 أكتوبر.. فما الذي حدث؟

   

ولدت مارجريتا جيرترويدا زيل في بلدة صغيرة في شمال هولندا في عام 1876 وتزوجت وأنجبت وهي في سن التاسعة عشر، وكانت تعمل راقصة في باريس، وبدأت شهرتها عندما ادعت أنها ولدت في معبد هندي مقدس، وتعلمت رقصات هندية قديمة على يد كاهنة أعطتها الاسم الذي يعنى "عين الفجر ". 

   

وكان انتقالها مع زوجها الضابط إلى جاوة في إندونيسيا بداية التحول في حياتها فقد انبهرت إلى حد بعيد بالشرق وعالمه الغريب عليها، وانجذبت للرقص الشرقي الذي تعلمته وأتقنته وتحولت إلى راقصة شرقية بعد موت ابنها الصغير وانصراف زوجها عنها، فانخرطت في مجتمعات سومطرة وجاوة، وحفظت أسلوب المرأة الشرقية في إبراز أنوثتها والتأكيد عليها وساعدها إتقانها الرقص على ذلك .

   

حين عادت مع زوجها إلى هولندا ذهبت إلى باريس عام 1903 تحت اسم (ليدي ماكلويد) وتخلت عن شخصيتها الأوروبية وتقمصت شخصية أميرة، وأصبحت (عروس الشرق) في باريس ووقعت في حب ملازم ألماني، تركت من أجله الرقص والمجتمعات الصاخبة، لكنه أهملها وهجرها بعد عامين فقط، فانتقمت منه في شخص رجل مال فرنسي دمرت حياته .

   

حين وقعت الحرب العالمية الأولى ودخلت ألمانيا الحرب، كانت ماتا هاري مفلسة وفاشلة وفى منتصف الثلاثينات من عمرها، فعادت إلى وطنها هولندا لتجد أمامها قنصل ألمانيا، يوهمها بأنه ما زال يعيش في جو أسطورتها القديمة ومسارح باريس، وتم تجنيدها على يده ضد الفرنسيين وطلب منها ببساطة العودة إلى باريس، حلمها الدائم، ورحبت بالعرض دون أن تدرك خطورة ما تفعل وأصبح اسمها الحركي هـ 21

   

ارتبطت بقصة حب مع ضابط روسي، وتابعها عن قرب أحد كبار المخابرات الفرنسية، والذي وجدها فرصة لتجنيدها (ضد الألمان) على أن يدفع لها كل ما تريد، وتحولت إلى عميل مزدوج .

   

كانت ماتا هاري تستخدم أسلوب شفرة شديدة التعقيد في مراسلة عملاء ألمانيا خارج فرنسا أسلوب يصعب إن لم يكن من المستحيل فك رموزه وحله وثارت ثائرة رجال الأمن عند هذه النقطة ودب الخلاف والشقاق بينهم .

   

كان بعضهم يرى ضرورة إلقاء القبض على ماتا هاري قبل أن تنقل إلى الألمان أسرارا مخيفة قد تؤدي إلى هزيمة فرنسا في حين يرى البعض الآخر أن إلقاء القبض عليها دون دليل ينذرها بشكوكهم دون أن يكفى لإدانتها، وبالفعل تم إلقاء القبض على ماتا هاري عام 1916 م ومحاكمتها بتهمة الجاسوسية .

   

لكن القصة لم تنته بعد فقد أنكرت ماتا هاري التهمة بشدة واستنكرتها وراحت تدافع عن نفسها بحرارة وتؤكد ولاءها لفرنسا واستعدادها للعمل من أجلها، وبدلا من أن تنتهي المحاكمة بإدانة ماتا هاري بتهمة الجاسوسية انتهت باتفاق بينها وبين الفرنسيين للعمل لحسابهم والحصول على أي معلومات سرية لهم نظرا لعلاقاتها القوية بعدد من العسكريين والسياسيين الألمان .

   

والعجيب أن الفرنسيين وافقوا على هذا وأرسلوا ماتا هاري بالفعل إلى مهمة سرية في بلجيكا حيث التقت ببعض العملاء السريين الفرنسيين هناك وقدمت لهم العديد من الخدمات النافعة ونقلت ماتا هاري بالفعل عددا من الأسرار الألمانية للفرنسيين ولكن الألمان ردوا الصاع صاعين لعميلتهم السابقة .

   

جاءت النهاية عندما أرسل الألمان لها خطابات مشفرة، مستخدمين شفرة يفهمها الفرنسيون جيدا مما جعل الفرنسيون يلقون القبض على ماتا هاري مرة ثانية بتهمة التجسس مع وجود الخطابات كدليل هذه المرة، ومرة أخرى تمت محاكمة ماتا هاري في باريس، وفي هذه المرة لم تنجح ماتا هاري في إقناع الفرنسيين ببراءتها فصدر الحكم بإعدامها، وتم تنفيذ الحكم رميا بالرصاص .

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد