معارك الألم والحزن والحسرة.. ما الذي حدث في معركة طريف بالأندلس؟

2022-10-31 13:35:03 أخبار اليوم/ متابعات

 

تمر الذكرى الـ 682 على وقوع معركة طريف عند نهر سالادو بين القشتاليين والمرينيين أسفرت عن مذبحة راح ضحيتها عدد كبير من المسلمين، وتعتبر آخر معركة يشارك فيها المغاربة بشكل رسمي ومباشر في بلاد الأندلس، وذلك في 30 أكتوبر 1340 .

   

اشتهرت هذه المعركة عند العرب باسم "طريف" وعند الإسبان باسم "معركة ريو سالادو " ، وقاد المسلمون فيها السلطان أبي الحجاج يوسف بن أبي الوليد بمعاونة " المرينيين" القادمين من دول المغرب العربي بقيادة "أبي الحسن على" من جهة، وبينما تولى "ألفونسو الحادي عشر" قيادة جيوش القشتاليين وتولى قيادة جنود مملكة البرتغال "ألفونسو الرابع ".

   

تعود الخلفية التاريخية لهذه المعركة كما جاء في كتاب (الأندلس من السقوط إلى محاكم التفتيش) لأحمد محمد عطيات: "كان الأندلسيون كلما أحسوا بخطر النصارى يحدق بهم هرعوا إلى الاستنجاد بإخوانهم في الدين في العدوة المغربية من بني مرين، وكان هؤلاء يقومون بالدور الذي كان يقوم به المرابطون والموحدون من الجهاد في أرض الأندلس، وفي عهد أبي الحجاج يوسف كثرت غزوات النصارى لأراضي المسلمين"، مشيرا إلى أن "ألفونسو الحادي عشر كانت تحركه نحو المملكة الإسلامية أطماع عظيمة، فاستنجد أبو الحجاج بأبي الحسن، سلطان المرينيين، الذي أرسل ابنه أبا مالك إلى الأندلس، فاخترق سهول الجزيرة الخضراء معلناً الجهاد – على حد قول الكاتب – واجتاح الأراضي وحصل على غنائم لا تحصى ".

   

حدثت هذه المعركة بعدما كثرت الغزوات ضد المدن المسلمة، وكانت لمملكة قشتالة أطماع كبيرة، مما أشعر السلطان يوسف باشتداد وطأة القشتاليين، وضعف وسائله في الدفاع فدفعه ذلك للإرسال إلى السلطان أبي الحسن على ملك المغرب، فأرسل له الإمدادات ليتقدم داخل الأراضي القشتالية إلا أن جيشا متحالفا مع القشتاليين والأرجوانيين والبرتغاليين فاجأه في طريق عودته، فأدى لنشوب معركة دموية سنة 1339 هزم خلالها المسلمون هزيمة فادحة وقتل قائدهم الأمير أبو مالك، ابن الملك أبى الحسن على، مما دعا والده الملك للعبور إلى الأندلس بنفسه ليثأر لهزيمة ولده المؤلمة، وبالفعل وصل أراضي الأندلس في يوليو من عام 1340 م والتقى به السلطان يوسف بقوات الأندلس .

   

وفي الـ 30 من أكتوبر عام 1340 اشتبك الفريقان في معركة عامة على ضفاف نهر سالادو وتولى خلاله السلطان أبي الحسن قيادة الجيش وتولى السلطان يوسف قيادة فرسان الأندلس، في ذات التوقيت كان الملك ألفونسو الحادي عشر يقوم بمهاجمة المغاربة ليشتبك فرسان الأندلس مع الجيش البرتغالي، وكانت الغلبة والقوة لصالح الجيش الإسلامي قبل أن تقوم حامة طريف بعملية التفاف حول الجيش الإسلامي من الخلف الأمر الذي قلب موازين القوى وأربك الجيش الإسلامي بأكمله، ليسقط من المسلمين في تلك المعركة عدد ضخم ويسقط معهم معسكر سلطان المغرب وبه أولاده ونساؤه وحشمه، وذُبحوا جميعا، وفر السلطان أبو الحسن إلى المغرب مرة أخرى، وعاد السلطان يوسف إلى غرناطة مرة أخرى، ليتم إسقاط الأندلس .

   

وخسر المسلمون في 30 أكتوبر 1340معركة طريف واستشهد عدد كبير من المسلمين منهم والد المؤرخ ابن الخطيب الغرناطي وأخوه، ومن العلماء القاضي محمد بن يحيى بن بكر الأشعري، وقد تحدثت المصادر عن معركة طريف ونتائجها المؤلمة ووصفتها بحالات الألم والحزن والحسرة وتعابير منها "الوقيعة العظمى" و"الكائنة الشنعاء"- وفقاً لما جاء في كتاب (تاريخ بلد الأندلس في العصر الإسلامي) لمحمد بشير حسن العامري .

  

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد