من وراء الستار... الدور الخفي لنشاط وزارة الدفاع الحوثية

2022-11-07 08:43:18 أخبار اليوم – تقرير خاص

 

منذ انقلابها على الحكومة الشرعية المعترف بها دوليًا، وسيطرتها على مؤسسات الدولة ومقدرات اليمنيين، عملت مليشيا الحوثيين على تدجين كل ما يمكن له الانتساب لمفهوم الدولة، بالأيدولوجيا الإيرانية المشبوهة

 

وزارة الدفاع، في حكومة مليشيا الحوثيين، الكيان حامل المسمى الحكومي الجذاب، والذي تحول بعد الانقلاب الحوثي إلى شماعة لاغتيال الدولة اليمنية وتفخيخ المجتمع، رفعت عنه الستار دراسة صادرة عن مركز مكافحة الإرهاب، لتجدها وقد تحولت في الحكومة إلى وسيلة للتهريب يستغلها الإرهاب الحوثي، ومحطة لعسكرة المجتمع اليمني على طريقة الحرس الثوري الإيراني.

 

الدراسة الصادرة عن مركز مكافحة الإرهاب لدى أكاديمية "ويست بوينت" العسكرية الأمريكية، كشفت المهام الحقيقية لوزارة الدفاع في سلطة مليشيا الحوثيين الانقلابية، وسلطت الضوء على أخطر شبكات تهريب الأسلحة والممنوعات، ومنصة لتجريف اليمنيين وعسكرتهم في ميليشياتها

 

نشاط مشبوه

 

تحت عنوان "إدارة وزارة الدفاع التي تسيطر عليها مليشيا الحوثيون"، سلطت الدراسة الضوء على خطط مليشيا الحوثيين المدعومة من إيران، لتدمير هياكل ومؤسسات الدولة وتحويلها إلى رموز شكلية، في حين توكل المهام الفعلية تحت ما يسمى بـ"مجلس الجهاد" والذي يديره في الأساس إيرانيون ولبنانيون .

 

تكشف الدراسة عن لوبي حوثي عمل على بناء شبكات تهريب واسعة، تعمل في تهريب الأسلحة والممنوعات، إضافة لشبكات أخرى هدفها جني المال للجماعة على حساب اليمنيين والمصلحة الوطنية، كما تعمل على تنفيذ خطط ومشاريع الحرس الثوري لتجييش المجتمع اليمني وعسكرته

 

وفي هذا السياق، أولًا أكدت الدراسة أن منصب وزير الدفاع لا يتعدى أكثر من كونه منصب شكلي، وأن محمد العاطفي المنتحل لصفة وزير الدفاع، هو في الأساس خارج دائرة صنع القرار .

 

وأشارت إلى أن المسؤول الفعلي المنتحل صفة أركان حرب والقادم من داخل الدائرة المقربة من عبدالملك الحوثي وذات الارتباط بالحرس الثوري الإيراني منذ نعومة أظفاره .

 

فيما تقول الدراسة: "القوة الرئيسة في وزارة الدفاع -في حكومة مليشيا الحوثيين غير المعترف بها دولياً- ھي بيد محمد عبدالكريم الغماري الذي أدرجته الولايات المتحدة والأمم المتحدة في عام 2021 ضمن قوائم العقوبات، لتهديده السلام والاستقرار في اليمن من خلال دوره في شراء ونشر المتفجرات والطائرات بدون طيار والصواريخ ضد أهداف داخل وخارج اليمن ".

 

وأوضحت :" الغماري من مواليد 1981، من أبناء جيل عبدالملك، ولد في مدينة الأھنوم (في محافظة حجة، ولكن الآن تتبع عمران) ونشأ في صعدة وتلقى دروساً مدعومة من حسين بدر الدين الحوثي في ما عرفت بـ"معسكرات الشباب المؤمن ". 

 

وأشارت إلى أنه: "يعمل بشكل مباشر مع الغماري مساعده للوجستيات العسكرية صالح مسفر الشاعر المكنى (أبو ياسر)، وھو مسؤول حوثي مدرج في عقوبات الأمم المتحدة والولايات المتحدة، من مديرية الصفراء شرق صعدة ". 

 

  وأضافت : " لا يرأس الشاعر لوجستيات وزارة الدفاع فحسب، بما في ذلك عمليات التهريب، ولكنه يلعب أيضاً دور "الحارس القضائي" لما يقدر بنحو 100 مليون دولار من الأصول المصادرة عن معارضي مليشيا الحوثيين، وبعضھا متاح للاستخدام العسكري ". 

 

ونقلت الدراسة: "يدير الشاعر نظاماً فعالاً بشكل ملحوظ لتهريب الأسلحة والتكنولوجيا والوقود الإيراني المقدم من إيران، فضلاً عن تزويد مليشيا الحوثيين بآلية للسيطرة على التهريب المربح للمواد المدنية مثل الأدوية والغذاء والسجائر وقطع الغيار والسلع الاستهلاكية والأسمدة والمبيدات ". 

 

من جهة أخرى، أفادت الدراسة أنه: "تحت قيادة الشاعر ھناك نائبه للمشتريات محمد أحمد الطالبي المكنى (أبو جعفر)، ويلعب اثنان من ضباط الاتصال في مليشيا الحوثيين دوراً رئيساً في المشتريات تم وصف شخصية غامضة معروفة فقط باسم " أم أس المؤيد" وھو "المنسق الأعلى لعمليات التهريب المتمركزة خارج اليمن ". 

 

وتضيف : " وسعيد الجمل، يمني آخر مقيم في إيران، عاقبته الولايات المتحدة في 10 يونيو 2021 لإدارة شبكة للتھرب من العقوبات تشمل شركات الشحن والصرافة ".

 

فيما قالت: "ويبدو أن المسؤول الحوثي المقيم في اليمن أكرم الجيلاني ينسق شبكة من رؤساء التهريب للبحر الأحمر (أحمد حلص) - ورد اسمه في الدراسة "هلس " وخليج عدن (عبدﷲ محروس) وخليج عمان (إبراهيم حلوان وعلي حلحلي) والأخير ورد اسمه في الدراسة "حلالي ".

 

فيما كشفت أن لدى محمد أحمد الطالبي شبكة إعادة شحن تتولى نقل البضائع المھربة بالشاحنات إلى مواقع التخزين الخاصة بھم .

 

وقالت: "يبدو أن ھذه الشبكة يقودها أكرم الجيلاني، بالإضافة إلى اللوجيستي اليمني المتدرب في إيران منصور أحمد السعدي "السعادي ".

 

جانب آخر

 

وفي السياق، نقلت الدراسة أنه "يتمثل الجانب الأخير المثير للاھتمام في دور وزارة الدفاع في ظل الحوثيين، في مشاركتھا المتزايدة في التعبئة الجماهيرية ". 

 

وأضافت : " فعلى غرار تبني الدولة لميليشيات تابعة لقوات الحشد الشعبي العراقي، قامت مليشيا الحوثيين بإدراج عدد من ميليشياتهم في الهيكل الإداري لوزارة الدفاع من أجل إضفاء الشرعية عليهم ودفع أجورھم ودعمھم ".

 

وأشارت إلى أن "بعض ھذه "اللجان الشعبية" كانت موجودة قبل 2014، وھي ميليشيات جديدة نشأت لمنح وظائف قتالية مدفوعة الأجر للقبائل المتحالفة مع مليشيا الحوثيين، كما تتداخل الوحدات الفرعية التابعة لمليشيا الحوثيين داخل ألوية الجيش اليمني الباقية التي تديرها مليشيا الحوثيون، وعادة ما تكون كوادر صغيرة تتمسك بقائد حوثي أثناء نقله بين مواقع وزارة الدفاع ".

 

تفخيخ الوزارة 

 

في السياق، تشير الدراسة إلى أن وزارة الدفاع التي تديرها مليشيا الحوثيين، شجعت الضباط والموظفين المهنيين على أخذ إجازة طويلة مدفوعة الأجر، وبعد ذلك تم سد الفجوات الكبيرة الناتجة في القوى العاملة من قبل هيئة التعبئة العامة الجديدة داخل وزارة الدفاع بما يقدر بنحو 130 ألف مجند من الشرائح الأفقر في المجتمع، وتم منحهم الحد الأدنى من الأجور (حوالي 30 دولاراً في الشھر) .

 

وذكرت، أن القيادي الحوثي عبد الرحيم الحمران مسؤول التحضير للجهاد الحوثي، أو ما يُعرف بـ"مسؤول اللجنة المركزية للتجنيد والتعبئة"، يدير هو الاخر شبكة واسعة للتجنيد والتعبئة العامة من شيوخ القبائل وعقال الحارات وممثلي المجالس المحلية .

 

ذكرت أنه: "في الآونة الأخيرة، يعمل مسؤول الاستعداد للجهاد أيضاً على تطوير ما يبدو أنه احتياطي تعبئة موازية على غرار قوات الباسيج الإيرانية، ما تسمى باللوجستيات وكتائب الدعم والإسناد، وھي تشكيلات جنود احتياط تضم مجندين أقدم أو أقل قدرة ". 

 

وأشارت إلى أنه: "غالباً ما يكون ھؤلاء رجالاً لديهم بالفعل وظيفة حكومية أو أكاديمية مدنية، ويتم تطويرها من قبل قاسم الحمران (أبو كوثر)، الذي أشرف سابقاً على وزارة الشباب والرياضة وعمل تحت إشراف يحيى بدر الدين، الأخ الشقيق لحسين، وزيراً للتربية والتعليم في حكومة مليشيا الحوثيين "غير المعترف بها دولياً ".

 

فيما ترى الدراسة، أن الإجراءات التي تقوم بها مليشيا الحوثيين تبدو مشابهة إلى حد كبير جهود الحرس الثوري الإيراني أو حزب ﷲ اللبناني لعسكرة المجتمع وإنشاء البنية التحتية للتعبئة الدائمة .

 

وفي السياق نفسه، تكشف الدراسة الأسباب التي دفعت مليشيا الحوثيين لتصفية علي عبدالله صالح رئيس حزب المؤتمر الذي تحالف معها، مشيرة إلى أن تصفيته جاء عقب محاولات من المؤتمر الشعبي العام برئاسة علي صالح، لتشكيل حاجز صد للدفاع عن مؤسسات الدولة .

 

وتعتقد أن ذلك كان من الأسباب التي دفعت مليشيا الحوثيين إلى مهاجمته وقتله يوم 4 ديسمبر 2017 م، فمنذ ذلك الحين سارت مخططات مليشيا الحوثيين دون مقاومة .

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد