عقلية قهرية... نصائح إيرانية لتعزيز استبداد الحركة الحوثية

2022-11-13 18:31:09 أخبار اليوم/ متابعات

  

لم تتمتع ميليشيا الحوثيين بأية خبرات، فهي الجحافل التي خرجت من كهوف وجروف مران بمحافظة صعدة، حيث كانت ما تزال مجاميع مسلحة عشوائية لا يميزها سوى طابع الفوضى الذي يرتبط بأيديولوجيا النشأة والمعاصرة. 

 

استمرت الميليشيا الحوثية على هذا النحو خلال حروبها الستة، حتى أخرجتها الصدفة أخيرًا لتحظى بالدعم المباشر من إيران وميليشيا حزب الله اللبناني الذين عملوا على تزويد الميليشيا الحوثية بالاستراتيجيات والخطط والخبراء والمستشارين المؤدلجين، وهم من قاموا برسم خارطة الجماعة كمعسكر ملشاوي يهدد أمن المنطقة. 

 

ساهم خبراء ميليشيا حزب الله اللبناني وإيران، على تحديد أولويات الميليشيا الحوثية، كما أسهموا بدرجة رئيسية في بناء نظام بوليسي بقدرات استخبارية عالية، وهو الجانب الأمني الداخلي للميليشيا الحوثية. 

 

تكشف الدراسة الصادرة عن مركز مكافحة الإرهاب لدى أكاديمية "ويست بوينت" العسكرية الأمريكية إلى أن عبدالملك الحوثي زعيم ميليشيا الحوثيين الانقلابية، وكذلك الدائرة المقربة منه من أتباعه، ليسوا أكثر من كونهم وسطاء خائري القوى. 

 

هذه الأنظمة ذات الطبيعة الإيرانية والمدعومة بخبرات وآليات مي

ليشيا حزب الله اللبناني، ولدت نظامًا قهريًا يعتمد في بقائه على عقلية الهيمنة وقهر الخصوم بأسوأ الطرق. 

 

خلية طهران

 

وفي السياق، تشير الدراسة، إلى أن ميليشيا الحوثيين وأتباعها من قيادات الصف الأول، تدعم موقفهم حزمة من النصائح والإجراءات الأمنية الداخلية المقدمة من خبراء إيران وميليشيا حزب ﷲ اللبناني.

 

 وأكدت أن الوحدة 340 في الحرس الثوري الإيراني تعمل في اليمن، وأنها المتحكمة فيما أسمتها قوات النخبة لدى ميليشيا الحوثيين.

 

في محور اختارت الدراسة تقديمه تحت عنوان "السيطرة العملياتية للوحدات القتالية" تقدم الدراسة معلومات توضح من خلاله كيف تُدار ميليشيا الحوثيين، وعززت موقفها هذا في محور سابق أشارت فيه إلى أن وزارة الدفاع مجرد نموذج شكلي لا يمثل أكثر من ذلك، فيما قالت إن منصب وزير الدفاع شرفي ولا يهم الحاكم العسكري الإيراني بصنعاء في شيء.

 

وفي سياق متصل، تقول الدراسة: "في المجلس الجھادي الحوثي، يوجد مسؤول عمليات ومسؤول مناطق عسكرية، وھذه الأدوار المترابطة بشكل وثيق ضرورية للسيطرة العملياتية وتنسيق الحرب متعددة الجبھات".

 

وأشارت إلى أن: "مسؤول العمليات ھو اسميًا قائد حوثي يُدعى العميد إسماعيل عوض، ونائبه إبراهيم المتوكل، وھما أكثر أهمية من رئيس العمليات الرسمي بوزارة الدفاع، اللواء محمد المقداد، وبشكل منتظم، يقود إبراهيم المتوكل غرفة العمليات التي تتبع خطوط المواجھة وتحركات ميليشيا الحوثيين والقوات المعادية". 

  

وأضافت: "وإلى جانب مسؤول العمليات، ھناك مسؤول المناطق العسكرية الذي يتعامل مباشرة مع القيادات الجغرافية الرئيسية- قيادات المناطق العسكرية- لتتبع احتياجاتهم وتخصيص "عوامل التمكين" لكل مركز موارد عسكرية".

 

وكشفت أن عوامل التمكين، تتمثل بـ: "الطائرات بدون طيار والصواريخ والقدرات الاستخباراتية والدروع والمدفعية، وتشير معظم الأدلة إلى أن قائد المناطق العسكرية الحالي ھو رئيس أركان وزارة الدفاع مزدوج المھام، محمد عبد الكريم الغماري، ويدعمه مساعد مخفي معروف باسم "سجاد" فقط". 

 

 وفي الوقت ذاته، تعتقد الدراسة، أن هناك قوات النخبة الأخرى تحت إشراف مسؤول القوات الخاصة المعروف فقط بـ "أبو فاطمة".

 

وأوضحت أن قوات النخبة، عبارة عن وحدات ميليشيا الحوثيين التي تعتمد بشكل مباشر على دعم الحرس الثوري الإيراني وميليشيا حزب الله اللبناني، ويرتبط دورھا ارتباطاً وثيقًا بـ"المساعد الجھادي" في الحرس الثوري الإيراني ونائبه من ميليشيا حزب ﷲ، ويبدو أنه يعمل بشكل مباشر مع المجلس الجھادي" 

 

 وفيما يتعلق باستخدام منشآت مدنية ومنازل مواطنين لأغراض عسكرية، أفادت الدراسة، أن: "مسؤول القوات الخاصة يدير شبكة من البيوت الآمنة والمخازن والورش في صنعاء وصعدة حيث يتم تجهيز الأسلحة المستوردة أو حيث يتم دمج المكونات المھربة مع المواد الموجودة داخل البلاد". 

 

نصائح قهرية

 

وفي الوقت الذي شككت فيه مؤسسة RAND ، في أن قادة ميليشيا الحوثيين يمكن أن يحكموا من خلال "السيطرة الاستبدادية"، ترى الدراسة أن الآلية القسرية المتوفرة اليوم أكثر قدرة بكثير على قمع المعارضة.

 

وتشير إلى أن حركة ميليشيا الحوثيين تستخدم الآن "عقلية شمولية، تطبق منطق القھر والهيمنة تجاه القبائل الشمالية" التي سمحت بالإخضاع المؤقت للسلطة القبلية. 

 

أيضًا، المتشككون في التدخل الإيراني، مثل ماريك ترانسفيلد يلفت الانتباه إلى "أوجه تشابه قوية في استيلاء ميليشيا حزب ﷲ على بيروت الغربية في عام 2008 واستيلاء ميليشيا الحوثيين على السلطة في عام 2014، والذي يشير أيضاً إلى بعض التبادل بشأن الاستراتيجية العسكرية".

 

نشاط إيراني

 

"ھناك مؤشرات على أن لعبدﷲ الحاكم (أبو علي) وجھاز الاستخبارات التابع له مسؤوليات خاصة عن حركة وأمن المستشارين الإيرانيين واللبنانيين، وحدة واحدة من الحرس الثوري الإيراني مرتبطة بالقوات النوعية للميليشيا الحوثية ھي الوحدة 340، التي تختص بتمكين نقل القدرات العسكرية إلى القوات الشريكة". بحسب الدراسة. 

 

وترى أن الفئتين الرئيسيتين من قوات النخبة التي تم تحديدها ھما "القوى النوعية" و"القوات الخاصة"، وتنقسم إلى قسمين رئيسيين.

 

وأشارت إلى أن: "القوات الجوية (الطائرات بدون طيار والصواريخ)، يقودها قائد القوات الجوية اليمنية وقائد الدفاع الجوي أحمد علي أحسن الحمزي، وھو حوثي من عائلة في صعدة تلقى تدريبات عسكرية في إيران بحسب وزارة الخزانة الأمريكية.

 

وقالت: "يدعم الحمزي شاب حوثي سريع الصعود يُعرف باسم "زكريا عبدﷲ يحيى حجار"، وھو متخصص آخر في الطائرات بدون طيار والصواريخ، تم تدريبه في إيران، وينحدر من عائلة في صعدة ويقيم بمنطقة بني الحارث في صنعاء". 

 

فيما أوضحت أن الفئة الثانية: "ھي القوات البحرية (الألغام والصواريخ والقوارب)، ويقودها منصور السعدي، وھو قائد حوثي قديم على ساحل البحر الأحمر منذ عام 2015، وطبقاً لوزارة الخزانة الأمريكية، فإن السعدي "العقل المدبر القاتل للھجمات ضد الملاحة الدولية في البحر الأحمر"، وتلقى تدريبات عسكرية في إيران".

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد