إيفاد لجنة برلمانية إلى المحافظة لمعرفة أضرار هذا المشروع .. مشروع أحواض الصرف الصحي بمديرية الضحي بالحديدة .. كارثة بيئية محفوفة بالمخاطر

2010-03-01 04:59:10


استطلاع / غمدان أبوعلي

لا زالت حالات الغضب والسخط من قبل أبناء مديرية الضحي بمحافظة الحديدة مستمرة على المجلس المحلي بالمديرية وجهات نافذة بسبب إصرارها على تنفيذ مشروع أحواض الصرف الصحي والذي لازال المجلس المحلي يصر على تنفيذه بالقوة ولو كلف الدولة ذلك استخدام الجيش والعسكر والدبابة لقمع أي احتجاج لهذا المشروع التي يعتزم المجلس المحلي إنشاءه بتمويل من قبل الصندوق الاجتماعي للتنمية في ظل رفض كل أبناء المديرية والذين قالوا أن هذا المشروع سيسبب لهم أضراراً وكارثة بيئية جراء تدفق المجاري في قراهم بل وان المجاري ستصب إلى منازلهم ومزارعهم مما يهدد حياتهم وصحتهم ومزارعهم بأضرار بيئية جراء إصرار المجلس المحلي على إنشاء هذا المشروع حد قولهم...

" أخبار اليوم " كانت متواجدة أثناء الاشتباكات العنيفة التي حصلت بين المواطنين وقوات الأمن والمدرسة القتالية والتي حشدت ما يقارب 150 جنديا" لقمع احتجاجات هؤلاء المواطنين الذين رفضوا الانصياع لأوامر مسئوليهم ورفضوا هذا المشروع الذي سيهدد حياتهم وحياة أبنائهم في الأسطر التالية:

> في يوم السبت تلقيت المئات من المكالمات من قبل المواطنين في مديرية الضحي والذين شكوا قيام القوات الأمنية والمدرسة القتالية بقمع احتجاجاتهم بالضرب المبرح بالهراوات والعصي وإطلاق النار العشوائي من قبل القوات العسكرية وبصورة عشوائية وفي تلك الأثناء تواصلت مع زملائي الصحفيين واتجهنا إلى المديرية في تمام الساعة الواحدة بعد الظهر بعد أن استأجرنا سيارة خاصة واتجهنا إلى الضحي إلا أننا لم نتمكن من العبور إلى المنطقة بسبب النقاط الأمنية التي تمركزت في المديرية ومنعت مراسل " أخبار اليوم " من الدخول لاشتداد المواجهات بين المواطنين والعسكر وقال لنا العسكر الصحافيون ممنوعون من دخول المنطقة بحسب أوامر عليا منع دخول الصحفيين وقال احد العسكر "أيش معاكم عندنا يا صحافة روحوا لكم من هانا قبل ما تتعرضوا للضرب" ورد عليهم الزميل عرفات مكي بأن الصحافة من حقها الاطلاع على كافة الأحداث إلا أن محاولات عرفات والزملاء الصحفيين لم تفلح ,، بعد ذلك قررنا التوجه إلى طريق آخر لنتسلل إلى منطقة الاشتباكات وقبل أن نتوجه وجدنا احد المواطنين فوق الموتور أمام النقطة الأمنية وقام عشرة من أفراد المدرسة القتالية بدون أي سابق إنذار لينهالوا عليه ضربا" بالعصي والهراوات حتى سالت منه الدماء على الرغم من أنه كان معه أحد الأطفال والذي تعرض لانهيار جراء ما شاهده من ضرب لأخيه ,، بعدها اتجهنا إلى منطقة الاشتباكات لنجد المواطنين يتجمعون حولنا من كل مكان يتهافتون علينا قائلين أين الصحافة "تجي تشوف" القوات الأمنية "أيش سوت فينا" بسبب هذا المشروع ...

أهالي منطقة « دير شويل ، دير السلام ، محل الكعاللة ، محل حاشد ، محل بني الدبارش ، العجلانية ، المقازلة ، المتينية ، بني الهلال ، المجاونة ، والزهوانية والقرى المجاورة لها» ينظرون للمشروع الذي ينفذه المجلس المحلي بدعم من الصندوق الاجتماعي بقلق شديد، وصل إلي درجة تأكيد جميع الأهالي أن إقامة هذا المشروع معناها « ارحلوا من البلاد » وابحثوا لكم عن ملجأ آخر غير هذه المنطقة لكن الجهات المسؤولة في المجلس المحلي حسب ما أكده لنا العقيد / حسن هيج أمين عام المجلس المحلي بمحافظة الحديدة ، والجهة المنفذة يؤكدون سلامة المشروع بيئيا " وصحيا" على سلامة المواطنين ، ويعتبرون أن الحديث عن وجود أضرار ناتجة عن هذا المشروع على البيئة المحيطة هو شائعات وأكاذيب ليس لها أساس لها من الصحة، هدفها وقف عجلة المشاريع في هذه المنطقة .

«أخبار اليوم » رصدت مواجع وصرخات المواطنين الذين طالبوا الرئيس علي عبدالله صالح بإيقاف هذا المشروع ومواقف مختلفة الأطراف من القضية التي باتت حديث الناس والمسئولين في المديرية وفي محافظة الحديدة.

حالة من القلق والغضب والسخط على المسئولين تسيطر على مواطني مديرية الضحي والقرى المجاورة لها والمحيطين بالمنطقة تشير إلى أن هناك معارك قادمة بعد الاشتباكات والمواجهات العنيفة التي شهدتها المنطقة وخلفت العشرات من المصابين بين المواطنين والقوات الأمنية والتي انتشرت بشكل غير عادي وقامت بقمع المواطنين بالضرب بالهراوات والعصي والأسلحة وكأننا في الجنوب ولسنا في الحديدة جراء إصرار المجلس المحلي على تنفيذ هذا المشروع بالقوة والذي يصب في مزارع ومنازل المواطنين حد قولهم، رفض عدد كبير من أهالي منطقة الضحي إقامة هذا المشروع في المنطقة ، واعتبروه مشروع نقمة على المواطنين وليس خدمة بسبب ما يعتقدونه من تأثير على البيئة وعلى المواطنين.

يقول المواطن/ (أبو صقر) أحد مواطني المنطقة إن المشروع يشكل خطورة بالغة على صحة المواطنين ، وسيؤدي إلى انتشار الأمراض جراء تدفق المجاري إلى مزارعنا وأضاف قائلا" نحن نريد شم الورود ورؤية المزارع ولا نريد شم المجاري . وتابع قائلا": قدمنا مذكرة وشكاوي كثيرة ومناشدات وآهات لمحافظ المحافظة ووعد بالعمل على حل المشكلة مع المختصين ولكن دون جدوى وكأن الأمر لا يعنيهم وفي الأخير فوجئنا بإنزال جيش كبير من العسكر لقمع احتجاجنا هكذا يعامل المواطن الذي يرفض مثل هذه المشاريع .

وتستنكر( عائشة ) وهي فتاة في مقتبل العمر هذه الأساليب القمعية التي قام بها جنود المدرسة القتالية والتي حشدت جيوشها ومعداتها لضرب المواطنين والنساء وقالت بأنها فوجئت بقوات أمنية وعسكرية وجرافات وشيولات بقيادة العقيد / حسن هيج أمين عام المجلس المحلي بمحافظة الحديدة - تقوم بعمل حفريات لغرض بناء أحواض لمشروع الصرف الصحي التابع لمديرية الضحي .

وأضافت أنها تعرضت هي وبقية النساء للضرب بالهراوات والعصي وإطلاق النار العشوائي عليهم من قبل القوات العسكرية المكونة من خمسة أطقم عسكرية تابعة للأمن ومدرسة القتال بالمديرية والتي حشدت جنودها لقمع المواطنين بسبب رفضهم لهذا المشروع الكارثي وقاموا باعتقال العديد منهم ومن رجال المديرية بعد أن انهالوا عليهم ضرباً بالهراوات وفرضوا طوقاً أمنياً على حدود الموقع الذي يقع فيه المشروع ومنعوا المواطنين من الدخول إلى المديرية وإلى موقع الحفريات وأغلقوا الطرق أمامهم..

أما المواطن محمد قاسم فيقول : لن نرضخ لهذا المشروع الذي يضر بنا ويضر بأطفالنا ونسائنا ومزارعنا حتى لو كلف ذلك الموت دفاعاً عن أراضينا ، وسوف نجتمع نحن وكل أبناء القرية للتصدي لهذا المشروع الذي سيسبب لنا أضراراً بيئية وصحية .

وأعلن أحد المواطنين (رفض الإفصاح عن اسمة) خشية" من القبض عليه من قبل القوات الأمنية والمدرسة القتالية عن تأسيس لجنة من أبناء القرية للدفاع عن حقوق المواطنين ومنع هذا المشروع، وتابع بالقول في حالة ان تم تنفيذ هذا المشروع بالقوة سنقاوم بالحجارة حتى الموت وأضاف : سنعمل على رفع دعاوي قضائية ضد جميع المسؤولين المتورطين في السماح والموافقة على هذا المشروع الكارثي حد قوله ، خاصة أنه مشروع مدمر للبيئة والزراعة على حد قوله.

وتساءل عبدالله: لماذا لا يتم الترخيص لمثل هذه المشاريع في الصحراء بعيدا عن المناطق الآهلة بالسكان والمزارع ؟!

وفي نفس المديرية وفي نفس يوم الاشتباكات سنحت لنا الفرصة الالتقاء بالعقيد / حسن هيج أمين عام المجلس المحلي بمحافظة الحديدة والذي كان متواجدا" في قلعة المديرية هو والقيادات الأمنية بالمديرية والمجلس المحلي هناك للإشراف على تنفيذ هذا المشروع حيث قال : كلفت من قبل المحافظ بالنزول إلى المديرية لمعرفة الأضرار والاطلاع على سير المشروع وأشار إلى أن هذا المشروع مخطط له مسبقا" من قبل مختصين في مجال البيئة وعدد من المختصين .. وأضاف بأن المقاول كان قد بدأ بالعمل الأربعاء الماضي وتم الاعتداء عليه من المواطنين وتم اعتقال عدد منهم والإفراج عنهم بعد التزامهم بعدم التعرض له.

ويضيف أنه في يوم السبت عاد المقاول للعمل وقام المواطنون بالاعتداء عليه وأحرقوا بعض الأنابيب ومحطة المعالجة ونهبوا بعض المعدات الخفيفة ،... وأشار الهيج أنه أثناء نزوله لتفقد سير المشروع وتهيئته للمقاول فوجئ بموكب من المجاميع من النساء والرجال قاموا بالاعتداء على الأمن وعلى المشروع وما كان منا إلا أن نلقي القبض على من اعتدوا على هذا المشروع لضمان سيره والتحقيق معهم لإحالتهم إلى النيابة وقال أن وجود الحاجز الأمني هو من أجل حماية الموقع والدفاع عن العاملين من المعتدين ..

مشيرا" إلى أن أي شخص له أي حق شرعي فالمحافظة مستعدة لتعويضه عينا" ومالا" أما بالعنف والفوضى فلن يحصلوا على أي شيء.

وقال الهيج : لماذا نهاجم مشروعاً خدميا" لمجرد شائعات ، خاصة في ظل وجود أبحاث ومختصين بيئيين يحددون مدى الضرر الذي يمكن وقوعه من عدمه.

وما بين رفض الأهالي وطمأنة المسؤولين عن هذا المشروع " المجاري" يظل ناقوس الخطر يخيم على المنطقة من محاولة تنفيذ هذا المشروع فيما المجلس يصر على تنفيذ هذا المشروع الأمر الذي يستدعي تدخلا" عاجلا" من قبل المهتمين بالشأن التهامي قبل وقوع الكارثة وقبل أن تتحول مديرية الضحي إلى منطقة صراع واقتتال بين المواطنين وقوات المدرسة القتالية ، ويبقي المواطن التهامي بالضحي بين المخاوف البيئية وبين إلزامية إنشاء هذا المشروع هو سيد الموقف لينتظر المواطنون بمديرية الضحي بشغف التقرير الذي ستقدمه اللجنة البرلمانية والذي سيحل الخلاف بينهم ...

لجنة برلمانية في الحديدة لمعرفة أضرار هذا المشروع ؟؟

هذا وكانت لجنة برلمانية من مجلس النواب قد زارت محافظ الحديدة وناقشت مع محافظ محافظة الحديدة أحمد سالم الجبلي المعوقات التي أدت إلى عرقلة مشروع إنشاء محطة معالجة مياه الصرف الصحي الكائن بمديرية الضحي والبالغ تكلفته مليون دولار.

وقد استمعت اللجنة من محافظ الحديدة للأسباب التي أدت إلى عرقلة المشروع والمتمثلة في عرقلة أبناء المنطقة للمشروع وإعاقة عمل المقاول المنفذ بحجة أن المشروع سيكون له انعكاسات بيئية لاحقاً.

كما أوضح أمين عام المحافظة العقيد حسن الهيج ملابسات الموضوع وما تم اتخاذه من إجراءات ومعالجات لاستكمال المشروع.. منذ بدء العمل فيه في عام 2007م.

وقد أكد الدكتور صالح محمد - رئيس لجنة المياه والبيئة بمجلس النواب- أن اللجنة ستقوم بزيارة ميدانية لموقع المشروع للوقوف على أسباب ومعوقات استكمال المشروع.

هذا وزارت اللجنة المكلفة من مجلس النواب مديرية الضحي والتقت اللجنة بالمواطنين والذين تجمهروا من كل القرى برجالهم ونسائهم وأطفالهم حاملين في أيديهم صور الرئيس / علي عبدالله صالح وشكوا للجنة أضرار هذا المشروع عليهم وعلى قراهم مطالبين بإزاحة المشروع إلى منطقة أخرى خشية " من أضراره .. وتعرفت عن قرب على المشروع واستمعت من المواطنين ومعاناتهم حول هذا المشروع كما استمعت إلى بقية الأطراف للوصول إلى حل يضمن إقامة المشروع بعيدا" عن المواطنين وعن مزارعهم.<

 

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد