خلال الأيام الأخيرة من شهر جمادى الآخرة تلتفت الجماهير العربية إلى التقويم الهجري لمعرفة متى يهلّ هلال شهر رجب، وبالتبعية يترقب الناس موعد بدء شهر رمضان الذي يأتي خلال 3 أشهر، ويكون هذا العام في الربيع بعد عقد من الزمن تحرك فيه على امتداد فصل الصيف الحار .

وفي الشريعة الإسلامية، فإن مطالع الشهور الهجرية تتحدد بـ"الرؤية" التي تعني أن يقوم المختصون من الهيئات الشرعية بالبحث عن الهلال الجديد مباشرة بعد غروب شمس يوم 29 من جمادى الآخرة، والذي يوافق هذا العام 22 من يناير/كانون الثاني .

موضع الهلال

ولفهم الأمر بدرجة من التبسيط، يجب أن نتعلم القليل عن أطوار القمر التي تبدأ بالهلال الذي يزداد حجمه في السماء يوما بعد يوم وصولا إلى البدر بعد نحو 14 يوما، ثم يتناقص مرة أخرى وصولا للهلال مرة أخرى .

لكن لو قررت تأمل القمر كل يوم بعينيك في الوقت نفسه (ليكن السابعة مساء) لوجدت أن مساحة الإضاءة على سطح القمر ليست فقط الشيء الوحيد الذي يتغير، بل موضع القمر كذلك، حيث يبدو لنا كأنه يتحرك في السماء مبتعدا عن الشمس يوما بعد يوم .

وحينما نصل إلى طور البدر، فإن الشمس تغرب من جهة ونجد أن القمر يشرق من الجهة الأخرى، وذلك يعني -لو قررنا إعادة هذه الحركة في الزمن- أن القمر في لحظة ما سيقف إلى جوار الشمس، وتسمى تلك اللحظة بـ"الاقتران المركزي"، وتكون بداية الشهر القمري .

ولا يمكن لنا أن نرى القمر خلال لحظة الاقتران أبدا لأن ضوء الشمس يعمينا عن رؤية القمر، إلا أن القمر بعدها يتحرك في السماء ببطء مبتعدا عن الشمس، فإذا ابتعد مسافة كافية أمكن للخبراء من الهيئات الشرعية رصده بعد غروب يوم الرؤية، وإعلان بداية شهر رجب .

غرة رجب

في الواقع، فإن هذا تحديدا هو ما يرجح أن يحدث في حالة شهر رجب هذا العام، حيث سيحدث اقتران القمر مع الشمس يوم السبت 21 يناير/كانون الثاني 2023 الساعة 20:53 بالتوقيت العالمي (23:53 بتوقيت الدوحة)، الأمر الذي يترك أكثر من 17 ساعة للقمر كي يتحرك مبتعدا عن الشمس، وهي مدة كافية ليرى القمر بالعين المجردة (ولكنه يظل خافتا جدا) بالنسبة للراصدين من الهيئات الشرعية في يوم الرؤية (22 يناير/كانون الثاني) بُعيد الغروب .

ويعني ذلك أن من المرجح أن يكون شهر جمادى الآخرة هذا العام 29 يوما فقط، وأن يعلن يوم الاثنين 23 يناير/كانون الثاني غرة شهر رجب لهذا العام، ويجري ذلك على كل الدول العربية .