د. أسماء القرشي: الإسلام أنصف المرأة والجهلة يسعون للتكسب من وراء قضاياها

2010-03-08 03:38:17

وقد أجرت
"أخبار اليوم" لقاءً مصغراً مع الدكتورة/ أسماء غالب عبدالكافي القرشي أستاذ
القرآن الكريم وعلومه بجامعة العلوم والتكنولوجيا حيث أوضحت أن قضية المرأة هي
قضية كل مجتمع في القديم والحديث إذا المرأة تشكل نصف المجتمع من حيث العدد وقد
تميز عصرنا هذا بمميزات منها: "أنه عصر الدعاية والإعلام والحركات" وقد لعبت كل هذه
المميزات في قضية المرأة دوراً
كبيراً في تبلبل الآراء وتشتت الأهواء وكثيراً ما تعطي وجه الحق السمح
المنير، فالكل يدعي أنه صديق للمرأة ومدافعاً عنها وعن حقوقها سواء المنهوبة أو
المزعومة ولذا نجدهم باستمرار يطالعونا بمعلبات مستوردة من الخارج تحت مسميات عدة
منها: اتفاقية "السيداو" مثلاً التي تتضمن القضاء على كافة أشكال التمييز بين الرجل
والمرأة، وأحياناً يطلون علينا بمصطلحات تحمل معانٍ عدة هدفها تفكيك الأسرة والقضاء
عليها ومن ذلك ما يسمونه "الجندر" أو النوع الاجتماعي وأحياناً تكون على هيئة
احتفالات.
وأضافت القرشي: ونحن اليوم في يوم يحتفل فيه العالم بالمرأة إذ خصص
يوم 8/ مارس يوم عالمي للمرأة فإذا كان هذا اليوم الذي خصص للاحتفال بإنجازات
المرأة قد جاء على أثر عقد أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي والذي عقد
بباريس 1945م فإن أيام السنة كلها في الشريعة الغراء تعد احتفالاً وتكريماً للمرأة
كأم وكزوجة وكإبنة وأخت لهم وهي قبل هذا وذاك شريكة حقيقية في تنمية المجتمع ولا
يتصور عند المسلمين أن أحداً منهم يكون عدواً لأمه أو أخته أو زوجته، وهذا ما صوره
لنا دعاة الجندر وما أنتجته لنا اتفاقية "السيداو".
وتابعت قائلة: فالله الذي
خلق الجنسين وكرمهما وجعل البشرية تتكاثر منهما لا يمكن جل في علاه أن يحابي جنساً
على جنس كما أنه لا يعقل على من أقام السماوات والأرض بالعدل أن يميز بين الذكر
والأنثى، إذ لم تشعر "حواء" يوماً ما أنها مظلومة بل الله أسكنهما في الجنة معاً
"آدم وحواء" وأهبطهما من الجنة معاً، وأمرهما بعمارة الأرض أيضاً معاً وإنما ظلمت
المرأة من قبل البشر أنفسهم وساهمت هي مساهمة كبيرة في ذلك أذ استسلمت وتجاوبت
واستجابت إلى أن جاء الإسلام المنقذ فأعاد لها كرامتها وساواها مع الرجل مساواة
كاملة في الإنسانية وفي الحقوق والواجبات، إلا فيما ندر مراعاة لمصالحهما وساوى
بينهما في الثواب والعقاب والجزاء، فالمساواة بين الرجل والمرأة فطرة الخلق
الطبيعية تكمن في أمرين: أولهما: المساواة الكاملة بين الرجل والمرأة في الأغلب
والأعم من شؤون الحياة واعتبار كل منهما مكملاً للآخر ومتمماً لرسالته وشريكاً له
في الحياة الزوجية والاجتماعية، عدى بعض الخصوصيات المميزة لكل منهما في تكوينه
البدني والنفسي، فيختص كل منهما بما تميز فيه وبه.
الثاني: اتفاقاً مع هذا الأصل
جاء الخطاب الشرعي موحداً يتناول كلاً من الرجل والمرأة في سائر الأمور التي
يتساويان فيها كالتكليف بالأوامر والنواهي، وفي الحلال والحرام ، وفي الكرامة
البشرية يتمايز كل من الرجل والمرأة بخصائص وملكات وقدرات بدنية ونفسية معينة لا
تجعل أحدهما أعلى شأناً من الآخر ولكن مناط بصلاحياته لأداء وظائف حياتية معينة لا
يستطيع الآخر القيام بها وهي سنة الله في البشر كافة حتى بين الرجال بعضهم البعض
والنساء بعضهن البعض.
وعليه فالمرأة أفضل ما في الكون بعاطفتها ورقتها وأنوثتها
التي تعد مصدراً للاستقرار النفسي والاجتماعي للأسرة، وتتميز بفطرتها وصبرها على
مشاق الحمل والولادة، وتحمل كل ما يتعلق بالأمومة.
وكذلك الرجل يعد أقوى وأجلد
فهو مهيأ للكدح المتواصل فأنيط به تحصيل الرزق وتلبية احتياجات أسرته والقيام على
رعايتها وحمايتها لذا فالعدالة والمصلحة تستوجب مراعاة هذه الخصائص الفطرية
والطبيعية لكل من الرجل والمرأة في توزيع المسؤوليات والتبعات وهذا ما يؤدي حتماً
إلى تمايز المركز القانوني لكل من الرجل والمرأة وبحسب الدكتورة/ أسماء القرشي
فإن التنكر لهذه الفروق والخصائص غير جائز لا عقلاً ولا شرعاً ولا حتى تاريخاً، لما
فيه من امتهان للفطرة وإنكاراً لظواهر طبيعية متجسدة واقعاً وعملاً ولا يجوز شرعاً
التوسع في أعمال هذه الفوارق حتى تتجاوز الحالة التي تستوجبها لأن ذلك يؤدي إلى
فساد كبير، وخلل مجتمعي وقيمي ينذر ويهدد بدمير المجتمعات.
وتشير القرشي إلى أن
المرأة لم تحظ في تشريع من التشريعات ولا في زمن من الأزمان بما حظيت به المرأة في
الشريعة الإسلامية السمحاء، وما يحاول الآن المنادون بالمساواة أنما هو من باب
إيجاد لموجود واثبات المثبت وتبديه البدهي ، وتأصيل المؤصل، وأن كانت من هذا الباب
المساواة المطلقة بين الرجال والنساء فعبثاً يحاولون ووالله ما أنصفوها بل ظلموها
غاية الظلم فأي عاقل ينادي بالظلم علناً؟ وأي حكيم يقنن هذا الظلم؟ فلن يدعي أحد أن
الإسلام ظلم المرأة وأهانها وإنما يقرر الله في كتابه الكريم أن التكريم للرجال
والنساء معاً وما تتعرض له المرأة المسلمة من اضطهاد وظلم نظراً لتفشي الجهل فإنما
يعود لتفشي الجهل بين الجنسين الرجل والمرأة وقد اتخذه الأعداء متكئاً يتكئون عليه
للنيل من الإسلام والطعن في تعاليمه وصوروا للمسلمات أن الإسلام هضمهن وأنتقص من
حقوقهن، لذا سهل على مروجي البضائع الكاسدة اختراق مجتمعاتنا المسلمة والهدف من
وراء ذلك كله هو زعزعة الأسرة وتفريقها وإحداث المشاكل والفجوة بين أفرادها لأنها
إذا ما تزعزعت اللبنة الأولى للمجتمعات "الأسرة" ستهدم الأخلاق حتماً وعندها سيسهل
على المستعمر السيطرة على المجتمعات بالطريقة اللا أخلاقية.
مع أنه لم يحظ نظام
اجتماعي بالعناية والتفصيل كما عني النظام الاجتماعي بالإسلام والقرآن والسنة
اهتماماً كبيراً بالأسرة في كل شؤونها وبالأخص المرأة ففي القرآن سورتان سميت
أحداهما سورة النساء والأخرى صورة الطلاق "سورة النساء الصغرى" وفي السنة النبوية
يوصي رسول الله "ص" وهو يغرغر على فراش الموت بالنساء فكان آخر ما قال: "إلا
واستوصوا بالنساء خيرا".
واختتمت القرشي بعدد من التوصيات وجهتها للمرأة وهي
تحتفل بيومها العالمي ومنها: أولاً: على المرأة باعتبارها صاحبة القضية وصاحبة
القرار وأيضاً المستهدفة بأن تتزود بالعلوم الشرعية التي تمكنها من معرفة حقوقها
وواجباتها ومكانتها في الإسلام وعلى المرأة نفسها أن تفرق بين الواقع المؤلم الذي
تعيشه المرأة في بعض المناطق وفي بعض الأزمان ومن بعض الجهلة وضرورة معالجة هذا
الواقع وبين المعالجات التي تأتينا من غير قيمنا وهويتنا الإسلامية وعليها أيضاً أن
تفرق بينما أتى به الإسلام من توصيات، وبينما اخترعه المدعون تحريرها وفق
أهوائهم.
وناشدت في ختام حديثها ل"أخبار اليوم" مجلس النواب والسادة الوزراء
والمسؤولين الوقوف بضمير صادق أمام كل هذه القضايا ومعالجاتها وفق الشريعة
الإسلامية.
وقالت: ينبغي على الجهلة الذين يسعون للتكسب من وراء قضايا المرأة أن
يعرفوا الهدف الحقيقي من وراء هذه الحملة الشعواء التي تريد طمس هوية المرأة
والقضاء على الأسرة.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد