تسبب الزلزال الذي ضرب تركيا صباح اليوم الإثنين، في انهيار أجزاء من قلعة غازي عنتاب التاريخية، وأدى ذلك إلى تدمير بعض الحصون في الأجزاء الشرقية والجنوبية والجنوبية الشرقية من القلعة، كما لوحظ حدوث تصدعات كبيرة في بعض حصون القلعة التي يزيد عمرها على 2000عام بعد الزلزال.

ويذكر أن قلعة غازي عنتاب التاريخية مدرجة في قائمة اليونسكو للمدن الإبداعية.

تعد قلعة غازي عنتاب هي أول قلعة بنيت من قبل الإمبراطورية الحثية، تقع القلعة التاريخية على تل ارتفاعه نحو 25 مترًا في وسط عينتاب، وأشارت جهود علماء الحفريات إلى أن هذا الصرح بُني لأول مرة كبرج مراقبة في الفترة الرومانية في القرنين الثاني والرابع بعد الميلاد، قبل أن يجري توسيعه لاحقًا.

عُرفت قلعة غازي عنتاب بشكلها النهائي، قبل الانهيار، بدايةً من القرن السادس الميلادي (527-565م) خلال ولاية الإمبراطور البيزنطي جستنيانوس، الذي أطلق عليه لقب "مهندس القلاع" حسب " Turkish Museum ".

وخلال تلك الفترة، خضعت قلعة غازي عنتاب لبعض الإصلاحات، منها تجهيز القسم الجنوبي بهياكل أساسية مكونة من أروقة مقوسة ومقببة، إضافة إلى تشييد أبراج متصلة بهذه الأروقة، كما امتدت أسوار القلعة إلى الغرب والجنوب والشرق حتى حدود التل.

بهذه التعديلات، أصبح للقلعة شكل دائري غير منتظم، يبلغ قطره نحو 100 متر ومحيطه 1200 متر، بخلاف 12 برجًا على بناية القلعة، و36 حصنًا يرى الزوار منها 12 فقط.

عن ملابسات اختفاء الـ24 حصنًا، يُعتقد بعض الباحثين أنها تواجدت على الجدران الخارجية للقلعة، لكنها لم تصمد حتى اليوم حسب الترجيحات، التي أشارت كذلك إلى أن القلعة كانت محاطة بخندق مائي، ما استلزم تشييد جسر لدخول البناية من خلال البوابة الرئيسية.

بانتهاء العصر البيزنطي، مرت قلعة غازي عنتاب بمراحل عدة خلال فترتي حكم المماليك والعثمانيين، فسعى الحكام إلى وضع النقوش على جدرانها.

وفي عام 1481 ميلادية، قرر السلطان المصري قايتباي ترميم قلعة غازي عنتاب للمرة الثانية. وفي سنة 1557 جرت إعادة بناء الجسر المؤدي للبوابة الرئيسية في فترة حكم السلطان سليمان القانوني خلال الإمبراطورية العثمانية.

في العصر الحديث، وبالتحديد في عام 1920، تحولت قلعة غازي عنتاب إلى مركز للدفاع عن المدينة، جراء الهجمات التي شنتها القوات الفرنسية.

ويشار إلى أن القلعة اتخذت شكلها النهائي في عام 2000، واليوم تستخدم القلعة كمتحف بانورامى والذي يوثق بطولات الدفاع عن المدينة ضد القوات المسلحة الفرنسية الغازية بعد سقوط الدولة العثمانية وقبل حدوث الزلزال كان المتحف يعمل بشكل دوري.