اتفاق مرتقب سيتم الإعلان عنه قريباً.. هل تضع حرب اليمن أوزارها ؟ ..

2023-04-12 17:16:24 أخبار اليوم/ متابعات

 

  

يبدو أن الاتفاق السعودي الإيراني والمحادثات التي استضافتها مسقط بين السعودية وميليشيا الحوثي خلال أشهر مضت، تقرب اليمنيين من اتفاق قد يوقف الحرب المستمرة منذ نحو 9 أعوام، والتي تسببت بدمار شامل وسقوط عشرات الآلاف من الضحايا والمصابين والمعتقلين والمفقودين.

وربما يكون التوصيف الأدق لما يشهده اليمن في هذه المرحلة هو أنه يعيش حالة من اللاحرب واللاسلم بعد فترة من هدنة جرى تمديدها عدة أشهر، استمرت بعد الإعلان عن تعذر تجديدها في الثاني من أكتوبر الماضي، من خلال هدوء نسبي تخللته بعض المواجهات المسلحة من مكان لآخر.

ومع وصول وفد عُماني وآخر سعودي إلى العاصمة اليمنية صنعاء التي تقع تحت سيطرة ميليشيا الحوثي، وحديثٍ عن اتفاق مرتقب سيتم الإعلان عنه قريباً، تتزايد التساؤلات حول مصير الحرب في اليمن، فهل تضع أوزارها أخيراً بعد سنوات طويلة من الاقتتال والهجمات الصاروخية؟

وفد بصنعاء واتفاق مرتقب

مطلع أبريل الجاري تسارعت التحركات العُمانية السعودية لبحث ترتيبات تمديد الهدنة بين الحكومة المعترف بها دولياً وميليشيا الحوثي، والوصول إلى اتفاق أولي لوقف الحرب والبدء بخطوات تمهد لاتفاق شامل.

ومساء 8 أبريل 2023 شهدت صنعاء، مقر ميليشيا الحوثي، وصول وفد عُماني رفقة الناطق الرسمي باسم ميليشيا الحوثي محمد عبد السلام، الذي يرأس بالوقت ذاته الفريق التفاوضي للحوثيين، لنقل خلاصة ما تم طرحه في اللقاءات المكثفة في مسقط على قيادة الميليشيا، وفقاً لوسائل إعلام حوثية.

فيما ذكرت وكالة "الأناضول" أن "وفداً سعودياً برئاسة السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر، وصل إلى مطار صنعاء الدولي".

وكانت وكالة "رويترز" قالت، قبل ساعات من وصول الوفد العُماني، إن وفداً سعودياً عُمانياً سيتوجه إلى صنعاء للتفاوض مع ميليشيا الحوثي المتحالفة مع إيران بشأن اتفاق دائم لوقف إطلاق النار وإنهاء الصراع المستمر منذ نحو 9 سنوات، لكن لم يتم التأكد إذا كان السعوديون ضمن الوفد الذي وصل إلى صنعاء.

وفي السابع من ذات الشهر، نقلت وكالة "الأناضول" عن مسؤول حكومي يمني رفيع المستوى قوله: إن "الحكومة الشرعية وجماعة الحوثيين اتفقتا على تمديد الهدنة من ستة أشهر إلى سنة".

وأضاف: "تم التوصل إلى اتفاق لتمديد الهدنة في اليمن حتى نهاية العام الحالي وتوسيعها لتشمل إجراءات إنسانية واقتصادية، إضافة إلى فتح حوار سياسي مباشر".

وأردف: "تشمل بنود الاتفاق فتح الرحلات إلى مطار صنعاء الدولي بشكل أكبر، واستئناف تصدير النفط من الموانئ اليمنية، وفتح الطرقات في محافظة تعز (جنوب غرب)، وإطلاق سراح الأسرى (الكل مقابل الكل)، ونقل البضائع إلى ميناء عدن (جنوب) مباشرة".

في السياق ذاته كشف القيادي في ميليشيا الحوثي، محمد البخيتي، عن توصل الحوثيين إلى تفاهم مع السعودية لوقف الحرب في اليمن، وبدء انسحاب القوات الإماراتية من مناطق وجودها بالأراضي اليمنية، بحسب حديثه لقناة "الميادين".

وتزامناً مع كل هذا الحراك أعلنت ميليشيا الحوثي، مساء الـ8 من أبريل، إفراج السلطات السعودية عن 13 من أسرى الميليشيا، مقابل أسير سعودي أُطلق في وقت سابق.

تحركات في الرياض

وبالتزامن مع التحركات الأخيرة في مسقط، شهدت العاصمة السعودية الرياض تحركات مماثلة، بعدما استدعت السعودية مجلس القيادة الرئاسي لعقد اجتماعات، كان أبرزها لقاء رئيس المجلس بوزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان (6 أبريل)، لبحث مستجدات الأوضاع في اليمن، وجهود إنهاء الحرب والوصول إلى سلام شامل في البلاد.

ووفقاً لوكالة الأنباء اليمنية "سبأ"، استعرض اللقاء "مستجدات الجهود الرامية لإحياء مسار السلام في اليمن من خلال عملية سياسية شاملة برعاية الأمم المتحدة، تضمن إنهاء المعاناة الإنسانية، واستعادة الأمن والاستقرار والتنمية في البلاد".

وكان موقع "المصدر أونلاين" اليمني، قال إن لقاءً جمع رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي، (4 أبريل)، بالسفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر، أطلعهم فيه على نتائج التفاهمات التي دارت بين المملكة وميليشيا الحوثي في مسقط خلال الأشهر الماضية.

ووفقاً للموقع، فإن السفير أبلغهم بأنه تم التوافق على تجديد الهدنة مبدئياً لمدة ستة أشهر، في نهايتها يكون الطرفان (الحكومة الشرعية وميليشيا الحوثي) قد شكلوا وفوداً تفاوضية واستكملوا الترتيب لبدء مفاوضات الحل النهائي بإشراف الأمم المتحدة.

اتفاق بـ"أي شكل"

يعتقد المحلل السياسي اليمني، كمال السلامي، أن هناك "سعي دولياً وإقليمياً حثيثاً لتجاوز عقدة الأزمة اليمنية"، مشيراً إلى أن التحركات الحالية تدفع باتجاه التوصل إلى اتفاق بأي شكل، حتى وإن كانت التفاصيل الإجرائية بالغة التعقيد.

ونقل موقع "الخليج أونلاين" عن السلامي قوله بـ ، "أن نقطة قوة الجهود المبذولة حالياً "هي الرغبة السعودية الجامحة في إنهاء الحرب والخروج من مستنقع حرب اليمن"، معتقداً في الوقت ذاته أن الرياض "قطعت شوطاً في هذا الطريق، ولا سيما بعد توقيع اتفاق مع طهران".

وأشار إلى أن الاتفاق المزمع التوصل إليه "سيطوي صفحة الحرب التي عرفناها طيلة السنوات الماضية، وتحديداً سينهي التدخل الخارجي المباشر عسكرياً، لكنه سيبقي الباب مشرعاً أمام احتمالات وقوع حروب داخلية طاحنة، لاستكمال السيطرة أو لبسط النفوذ، وباعتقادي سيكون الحوثي هو بطل تلك الحروب".

ويؤكد أن الحوثي "لا يعترف بالحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، ولن يقبل بشراكة يكون فيها مجرد شريك عادي، بل أقل ما يريده شراكة يكون له فيها نصيب الأسد، ويحتفظ بموجبها بما تحت يديه من قوة وإمكانات".

ويعتقد أيضاً أن اليمن "سيستقر في قادم الأيام، والسبب بسيط؛ أن الاتفاق المرتقب غير متكافئ ويفتقر إلى ميزان القوى، وفي أحسن الحالات سيفرز لنا ما يشبه النموذج اللبناني، حيث يحتفظ الحوثي بما تحت يديه من مكاسب، ويشارك الآخرين في ما تحت أيديهم".

عُمان.. جهود مستمرة

وبالعودة إلى الوساطة العُمانية، إذ تقود السلطنة وساطة بين ميليشيا الحوثي والسعودية منذ عدة أشهر، وكثفتها منذ ديسمبر من العام الماضي، وتحدث الحوثيون أن الوساطة تهدف إلى بحث شروطهم لتمديد اتفاق التهدئة.

وكان لسلطنة عُمان دور كبير في الهدنة التي تمت بين أبريل وأكتوبر 2022، وكان لافتاً ذلك من خلال تصريحات المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ، في منتصف الشهر ذاته، حين قال إن مسقط عملت بكافة جهودها لإنجاحها.

واستفادت عُمان من حيادها في الأزمة اليمنية وعدم انضمامها إلى التحالف بقيادة السعودية منذ بداية الحرب في مارس 2015، فكانت الدولة الوحيدة في المنطقة المقبولة من أطراف الصراع كوسيط يمكنه تحقيق اختراق نوعي يطوي صفحة الحرب في اليمن التي خلّفت كارثة إنسانية كبيرة.

 وتتفق جميع الأطراف الفاعلة في اليمن على أهمية الوصول إلى سلام دائم ينهي الحرب، لكنها تختلف حول الطريقة التي توصل إلى ذلك.

* الخليج أون لاين

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد