جحملية تعز .. الحارة التي تعلن حالة الاستنفار في موسم الأمطار .. والشوارع التي تسفلتة بمخلّفات القمامة

2010-03-21 03:52:27

استطلاع - رياض الأديب

لم تعد الجحملية بمحافظة تعز تلك الحارة التي كانت تهوي إليها أفئدة الناس نظير ما قدمته عبر مراحل تاريخها القديم والحديث بمختلف مجريته لمحافظة تعز واليمن عموما، أضحت اليوم الجحملية بحاجة لمن يواسيها في محنتها والتي اعتقدت لأيام من الزمن أن مشروع رصف أزقتها بالحجارة نعمة هبطت عليهم من السماء بمباركة الدولة لتجد نفسها فجأة أن ما كان يظن نعمة تحول إلى نقمة وخاصة في موسم هطول الأمطار حين يعلن كل منزل في بعض أحيائها حالة استنفار لإنقاذ أرواحهم ومنازلهم من أخطاء تسبب البشر في وجودها، وحسب الأهالي فإن الأخطاء مازالت تكرر نفسها وفي ذات الحارة التي يقطنها كبار مسئولي المحافظة، وذلك حين أقدم الأسبوع الماضي مقاول شوارعها برصف بعض أرجائها بأكوام من الأتربة الممتلئة بالقمامة والأوساخ في محاولة لسفلتة تلك الشوارع ورفعها عن الكثير من المنازل المحيطة بالمكان ما يهدد سكانها بتسرب المياه إلى منازلهم وخاصة وأن بعض هذه المباني تعاني من ذات المشكلة من الرصف الأول.

يقول الحاج صالح أحمد الأسدي أن المقاول فاجأهم بفرشه على الطريق التي أمام منزله بمخلفات تافهة مكونة من تراب وأوساخ وقاذورات، وتوقع الأسدي أن فرش المكان بتلك المخلفات قد يعقبه رصف تلك الشوارع بالأسمنت والأحجار من فوقه وبالتالي رفع الشوارع على المنازل أكثر مما هو مرفوع من خلال الأعمال السابقة مما سيؤدي إلى دخول المياه إلى بيوتهم، ويؤكد الأسدي على ضرورة إنقاص طبقة الأتربة التي تم رصفها من قبل المقاول وإعادة الوضع كما كان في السابق، ينوه - حسب وجه نظره - أن بقاء شوارعهم بدون رصف أهون من رصفها بالطريقة الحالية فهو ومنذ قرابة سنتين يعاني من دخول المياه إلى باحة منزله بسبب الرفع السابق. ويشير الرجل أنه التقى بأحد الأعضاء المحليين في الحارة وطرح عليه القضية فما كان من الأخير إلا أن وعده أنه وفي حالة دخول المياه إلى منازلهم فإنهم سيهدمون الشارع ويعيدون إصلاحه من جديد، ليختم الرجل حديثه ل " أخبار اليوم " - بتساؤل لماذا سيخرب من جديد بعد إصلاحه. . هل يصح هذا ؟

الحاج قائد أحمد عائض هو الأخر ينتقد طريقة أنزال المخلفات في الحارة على أساس إصلاحه وهو ما أستبعده بقوله أن مثل هذه الأتربة لا يمكن أن يزيد عمرها عن 6 - 7 أشهر وتنتهي. . وأضاف الرجل أن مثل هذه الأعمال تستنزف الأموال من الدولة بحيث لا محافظ يبصر ولا مدير يبصر ولا مدير طرقات وحتى الصندوق الممول للمشروع لا يبصر أو يشرف على العمل، وذهب الرجل في انتقاده إلى المياه والطرقات والاتصالات التي لا توفد أي من مندوبيها للمكان عند رصفه، متمنيا على الجهات المختصة بالمحافظة بإصلاح شوارع الجحملية وتغير المقاول الذي يأتي بالتراب الفاسد حد قوله. .

عبدالرزاق الأسدي يوضح بدوره أنهم رفعوا مطالب الحارة إلى أكثر من جهة اختصاص ولكن ( لا أحد يقرأ لك خطك ) حد وصفه، ويشير الشاب أن منازلهم تغرق في الأمطار منذ 3 سنوات وما وجدوا من يسمع لشكاواهم العديدة باستثناء بعض الوعود من بعض الجهات التي لم تقدم على تنفيذها. .

وأضاف عبدالرزاق أن أحد كبار مسؤولي المحافظة يقطن بحارتهم وهم به "جاور السعيد تتعس - وليس جاور السعيد تسعد " كما في المثل الشعبي منوها أن حارتهم تفتقد إلى الإنارة والكثير من الخدمات علاوة عن انتشار الكلاب الشاردة فيها.

رصف شوارع وأزقة الجحملية بالحجارة قبل 3 سنوات أنجاز تحول إلى نقمة حسب الأهالي و من ذلك ما يرويه المواطن محمد عبدالرحمن الجنداري أن الشوارع كانت معبدة من كافة أطرافها الشرقية والغربية حتى جاء المقاول ورصف المكان ببعض المخلفات ورص عليه الأحجار المقصوصة، ونوه الجنداري أنه أبلغ مشرفي البلدية عما كان يجري إلا أنه لم يلاق أي تجاوب حتى بدا المقاول بوضع الأسمنت فتقدم مرة أخرى للبلدية يشكو إليهم أخطاء الرص وضرره بالحارة ولم يجد من يسمعه حتى أكملت الحارة وأنجز المشروع. .

ويضيف الرجل أن موسم الأمطار يشكل كارثة بالنسبة لهم وخاصة إذ سدت المنافذ البلاستكية ذات الفتحات الصغيرة التي وضعت إلى جوار محلاتهم ما يجعل المياه تدخل لتلك المحلات كما حصل في العام الماضي حينما خربت السيول معظم الأخشاب التي كانت في ورشته، مشيرا إلى استعدادهم وتأهبهم في مواسيم الأمطار بمختلف الأواني البلاستكية لغرف المياه التي تنساب إلى محلاتهم. .

أما المواطن مراد فيؤكد هو الأخر على ما جاء به الجنداري من إعلان حالة الطوارئ في موسم الأمطار وذلك أن المقاول جعل انسياب الأماكن التي رصفها إلى داخل المنازل، مؤكداً استعدادهم بالجاكات والبوالد لغرف مياه الأمطار التي تدخل إليهم في أي ساعة من الليل أو النهار، منوها أنهم استبشروا خيراً بقوم المقاول وخطة رصف أزقتهم إلا أن ما جاء به من إصلاحات أصبحت دمار فوق رؤوسهم.

وليست الأماكن التي رصفت والتي سيتم رصفها هي ما يعاني منها المواطنين في حارة الجحملية بتعز فهناك أيضا الشوارع الأسفلتية المؤدية إلى الحارة والتي تصدعت معظمها دون أن يتم إصلاحها، ، يقول الحاج حمود حسن، مخاطباً المحرر : الجحملية كلها تعاني من الخراب وأنت تشوف بنفسك حول البيوت وفي كل مكان وهذا حرام عليهم، الشارع مكسر منذ أسابيع والمسئولين يمرون منه ولكن لا يوجد أي منهم من ينتبه لإصلاحها. .

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد