عرضت الحرب التي أشعلتها ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانيًا والمصنفة إرهابيا كنوز وحضارات اليمن للنهب والتهريب والسرقة وأصبحت قيادتها تتسابق في البحث عنها في كل المحافظات اليمنية وتدفع أثمان للحصول عليها واستخراجها ثم تهريبها والمتاجرة بها.

الكثير من الباحثين والناشطين يعملون طوعا للكشف عن الآثار اليمنية وفضح الأيادي التي تنال من اليمن كاشفة عنها إعلاميا.

الباحث المهتم بعلم الآثار، "عبدالله محسن" كشف، عن تحضيرات لمزادات "دار سوذبيز" لعرض تمثال أثري من دولة قتبان نهاية شهر يونيو الجاري.

وبحسب الباحث محسن فإن التمثال المعروض هو عبارة عن رأس رجل من قتبان من القرن الثالث قبل الميلاد على الأرجح برقبة عمودية، ووجه بيضاوي طويل مع لحية قصيرة، وشارب محدد، وعظام خد واضحة، وأنف أرنبته مكسورة، وعينان كبيرتان مرتخيتان مع بقايا ترصيع، وحواجب محددة.

وأوضح الباحث أن أول ظهور للتمثال كان في مزاد دار سوذبيز للمزادات في الـ 6 يوليو 1995م، بعد حرب 1994م، ثم في غاليري أثينا الملكية في نيويورك، وفي فبراير 1996م عُرض في غاليري سيرودين، أسكونا في كانتون تيسينو في سويسرا، وانتقلت ملكيته لمجموعة سويسرية خاصة، وبيعت خارج المزادات لمجموعة خاصة أخرى، وفي 5 يوليو 2018م، بيعت في مزاد بونهامز .

وفي الـ 14 من الشهر الجاري كشف الباحث عن تحضيرات لمزادات "بونهامز" في لندن لبيع تحفة فنية يمنية نادرة "نسر سبأ" التي تعد أقدم شعار دولة في التاريخ في الـ 6 يوليو 2023م.

تمثال برونزي في جامعة هارفارد الأمريكية

وفي 08 فبراير, 2023، كشف الباحث عن وجود تمثال لحصان برونزي من آثار اليمن في جامعة هارفارد الأمريكية.

وأوضح أن "حصان غيمان البرونزي القافز للحواجز، وجد في غيمان جنوب صنعاء، واشتراه تاجر الآثار الشهير موريس نحمان وهو يهودي مصري عاش في الفترة (1868– 1948) وكان له نشاط كبير في المتاجرة بالآثار المصرية وغيرها".

وأكد -في منشور على فيسبوك رصدته صحيفة أخبار اليوم في إعدادها لهذا التقرير- أن "نحمان" احتفظ بتمثال الحصان حتى يوليو 1930م، ثم باعه إلى معرض برامر باريس ثم انتقلت ملكيته إلى ميلدريد وروبرت وودز بليس، واشنطن في مارس 1938م.

وأشار إلى أنه وفي نوفمبر 1940م نقلت ملكية (التمثال اليمني) إلى جامعة هارفارد، مكتبة أبحاث دمبارتون أوكس، المجموعة البيزنطية، واشنطن، وما يزال محفوظاً فيها حتى الآن.

ولفت إلى أن طول الحصان وارتفاعه أكثر من متر واحد وعرضة 28 سم.

وعلى مدى عقود من الزمن تعرضت آثار اليمن القديم للنهب والتهريب، وزادت حدة عمليات تهريبها والمتاجرة بها مع اندلاع الحرب الأخيرة في البلاد.

وفي 15 يونيو/ حزيران من الشهر الجاري، إنه جرى اكتشاف الآلاف من القطع الأثرية (مسكوكات ذهبية وفضية) يقارب وزنها الـ500 كيلو جرام، جنوبي محافظة تعز (جنوبي غرب اليمن).

وأشار إلى أنه تلقى "بلاغًا من مصدر حكومي رفض الإفصاح عن نفسه عن اكتشاف (كنز من المسكوكات النقدية من العام 100 هجري تم العثور عليه في أرض تابعة للأوقاف" في مديرية الشمايتين.

ونقل "محسن" عن المصدر الحكومي، تأكيده أن عدد المسكوكات (200 ألف قطعة نقدية) لافتًا إلى أنه غالبًا ما كان وزن الدينار الذهبي جرامين ونصف الجرام مع الاختلاف من منطقة إلى أخرى .

 كشف باحث يمني متخصص في الآثار، عن تعرض آثار منطقة "ظفار" بمحافظة إب، الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي لعمليات نهب وحفر عشوائي وتهريب.

وقال الباحث في مجال الآثار عبدالله محسن، إن المواقع الأثرية في اليمن تتعرض لعمليات نبش وحفر عشوائي واسع النطاق، والتي من بينها مدينة ظفار الأثرية بمحافظة إب وسط اليمن.

وتوجد في منطقة "ظفار يحصب" حسب المصادر التاريخية، عددا من الحصون الأثرية والتاريخية منها حصن العرافة الذي كان يضم قصراً مهدمًا ومقبرة صخرية منحوتة داخل الجبل، بالإضافة إلى اكتشاف معمل صياغة الذهب والتماثيل الثمينة آنذاك في العرافة.

وأوضح "محسن" في منشور له على "فيسبوك"، أن مراسلات أحمد حامد مدير مكتب القيادي الحوثي "مهدي المشاط" ـ رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي التابع لميليشيا الحوثي، مع الجهات المعنية والمحافظين المعينين من قبلهم خلال العامين 2021 و2022م تشير إلى اعتراف بوجود ظاهرة لم تعد تخفى للعيان مع علم كل الأجهزة الرسمية بعمليات النهب والتهريب لتلك الآثار.

وأضاف بأن أحد هذه المواقع الأثرية مدينة ظفار الأثرية في إب، مؤكدا تعرضها لعمليات نبش خلال الفترة الماضية نتج عنها استخراج عدد من الآثار منها تمثال برونزي يزن (684) جراماً بطول يزيد عن 20 سم وعرض (6.5) سم.

وأشار إلى أنه سيتم عرض تمثال برونزي أثري من ظفار التأريخية بمحافظة إب، بالإضافة إلى وجه أسد لافتا إلى أنهما يعرضان للبيع في العاصمة صنعاء.

 وفي فبراير من العام الماضي، كشفت مصادر مطلعة عن قيام عصابة متخصصة في نهب وتهريب الآثار، بسرقة قطعتين أثريتين من متحف ظفار، من بينها ختم أثري يعود للدولة الحميرية بالإضافة إلى لوحة برونز بحجم كف اليد.

 وتتعرض آثار محافظة إب لعملية تنقيب وتهريب وبيع في البلدان الخليجية والأوروبية، في ظل تورط قيادات من ميليشيا الحوثي بتهريب وبيع الآثار.