أمريكـا .. مأذون الزواج المبكر«2-2»

2010-03-22 03:51:02

وإذا كانت
أمريكا هي الطاعون فإن الطاعون هو أمريكا لأنها تغذي الأزمة اليمنية وتتدخل في

وإذا كانت
أمريكا هي الطاعون فإن الطاعون هو أمريكا لأنها تغذي الأزمة اليمنية وتتدخل في
خصوصية العملية السياسية، وقد اتسع نطاق ذلك التدخل نحو الخصوصية الاجتماعية
والغريب أن الحكومة قد انساقت بشكل متعمد وراء مثل تلك التراهات التي يروج لها أناس
يترزقون من خلالها، ووجدت في
تلك التراهة ضالتها المنشودة لصرف الأنظار عن
القضايا الأساسية والمشاكل الحقيقية التي يعاني منها شعبنا اليمني، فما جدوى تلك
الإثارة إذا لم تكن الشراكة بين أمريكا والحكومة هي تطوير الأزمة وليس حلها خاصة
والسياسة الأمريكية الخارجية في اليمن تظهر خلاف ما تبطن دون أن تكتفي في حصر
تدخلها في الشأن السياسي والاقتصادي ولكن أخذ ذلك التمدد السلبي يتنافى بشكل خطير
ليطال الشأن الاجتماعي وهو ما يعكس حقيقة مفادها أن اليمن تشهد في الظرف الراهن
تدخلاً أمريكياً سافراً يتنافى مع ما حث عليه الدستور ونظمته القوانين الوطنية،
ولعل ما يثير الدهشة والغرابة أن ينساق أعضاء السلطة التشريعية وهم يزعمون أنهم
منتخبون من الشعب وراء تلك الأطروحات السياسية الأمريكية ويتخلون عن انتمائهم
الوطني والإسلامي عندما يقبلون بتشريع أمريكي ينظم الأحوال الشخصية للعائلة
اليمنية، وينسون أن لديهم تشريعاً إسلامياً كرم المرأة وأعلى شأنها، كما أن لدى
المجلس قانون تنظيم الأسرة وغيره من القوانين الخاصة بتنظيم الشأن الاجتماعي، فكيف
تتخلى السلطة التشريعية عن واجباتها الأساسية وتنجر وراء أتفه القضايا التي لا تقدم
ولا تؤخر بقدر ما تظهر دخول الحكومة اليمنية مرحلة تعفنها التاريخي عندما تنسى
مشكلة الكهرباء ، ومشكلة عشرين مليون جائع؟، كما لا ننسى آلاف الشحاذين والمتجولين
في الشوارع والطرقات ، ثم تقدم على طرح مثل تلك التفاهات على بساط البحث والمناقشة
ويا ليتها كانت صاحبة الاختراع لموضوع تحديد سن الزواج ولكنه جاء إليها من وراء
المحيطات والبحار، فاستقبلته معلباً جاهزاً كما هو شأنها في معظم القضايا، وبدلاً
من أن تطالب الحكومة أمريكا بإطلاق المعتقلين اليمنيين من سجن جواناتنامو نجدها
تتخلى عن وظيفتها الأساسية وتذهب في شراكتها مع أمريكا من مكافحة الإرهاب إلى قضية
الزواج المبكر وكأن سذاجة الخطاب الإعلامي السلطوي بتحالفه مع الجانب الأمريكي إنما
يريد إقناع المواطنين اليمنيين بأن الزواج المبكر على علاقة وثيقة
بالإرهاب.
فهكذا عندما تفقد الحكومة إرادتها فإنها لا تذهب بعيداً إلى الماضي
فقط وتستطلع أشكاله لكي تخفي مشكلات الحاضر بل يدل دلالة واضحة على أنها افتقدت
طريق المستقبل وأبلغ دليل على ذلك أن ما يسمونه بالزواج المبكر قد تحول إلى قضية
وهنا تكمن لعبة الدولار في اليمن خاصة بعد تدخل الأمريكان في كل شيء، وجعلهم من
طرفي السلطة والمعارضة عبارة عن كومبارس يضحكون على الشعب وما كان لهم ذلك لولا
انسياقهم بالحق والباطل وراء أمريكا التي ما كانت يوماً مع حقوق الإنسان وإنما كانت
ولازالت وستظل وراء كل فتنة وجريمة، فلم تكفها الفتنة السياسية والفتنة الاقتصادية
في الزج بالسلطة والمعارضة في دائرة الجدل اللامتناهي حول الزواج المبكر وكأنه قضية
القضايا في ظل خشيه أن تتحول هذه القضية إلى غطاء لإبرام عقد زواج بين السلطة
والمعارضة على حساب الشعب تتولى فيه أمريكا دور المأذون.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد